لا أعرف إلى متى يستمر هذا الإحباط العجيب في تتابع الأحداث في بلادنا؛ هل هو عقاب لنا لأننا حاولنا أن نعيش مثل كثيرٍ من الشعوب تُحترم إرادتنا وتُصان كرامتنا وتُسمع كلمتنا.. متى تستريح الغالبية من هذا الشعب التي عاشت دهرًا من الزمان مستعبدةً مستذلةً في ظل حكم جنرالات من الجيش قد وثبوا على السلطة في البلاد في غفلةٍ من أهلها!! واستمروا عقودًا كئيبة من الزمان مستغلين في ذلك الولع والغرام الآثم للشعب بحكم العسكر لهم!! فاستحلوا بذلك ثروات ومقدرات هذه الأمة ليجعلوها حكرًا وحصريًا لهم ولأبنائهم من بعدهم "قطع اللهُ دابرهم" ثم أحاطوا أنفسهم بهالة إعلامية فاجرة سبّحت بحمدهم وتغزّلت في حسّنهم!! وأنشدت الشعر في بطولاتهم التي لم يُستدل على وجودها حتى كتابتي لتلك السطور!! لا أعرف متى يتخلص الرئيسُ من إرث جماعته ذات اليدين المرتعشتين!!.. والرؤية التصالحية التي لا تعرف للثورية سبيلًا!! حتى اعتادت أن تتراجع سبعين خُطوة تكفيرًا منها على تقدمها خُطوة واحدة إلى الأمام عملًا بالحكمة القائلة عصفورٌ في اليد خيرٌ من ألفٍ على الشجرة!! وكما قال الدكتور سيف الدين عبد الفتاح لو استشار الرئيس مكتب الإرشاد في إنهاء حكم العسكر ما وافقوه!!.. متى يقدمُ الدكتور مرسي؛ على استخدام صلاحياته كرئيسٍ لأهم وأكبر دول المنطقة العربية والشرق أوسطية.. لقد عودنا الرئيس- والذي يعلمُ الله أنني أكنُ له كل حبٍ واحترام- على البطء في اتخاذ القرارات الثورية"، وكأنه جاء في أوضاع طبيعية!! لتجعل منه صاحب فعلٍ وتضع أصحاب الثورة المضادة في خانة رد الفعل ناهيك عن بطء سيادته حتى في رد فعله تجاه الأفعال المستفزة التي طالت من هيبته باسم حرية التعبير عن الرأي بأي وسيلةٍ كانت في سابقةٍ لم تحدث في تاريخ مصر بل وفي تاريخ الدول الإسكندنافية الباردة!! إن السرعة المنشودة من سيادته كانت لمواكبة حركة الأحداث فى بلادٍ قامت فيها ثورة كبيرة فى مواجهة ثورةٍ أخرى مضادة تسلّح أصحابُها بكل أدوات المواجهة الممكنة.. من إعلامٍ محترف كاذب؛ وإمكانياتٍ مادية جبارة وصناعةٍ مفتعلةٍ للأزمات الاقتصادية من سولار وبنزين وغاز "من أجل تأديب الشعب على اختياره!! ولحمل الغوغائية المستنطعة!! على الكفر بالثورة وعلى كيل الشتائم والسباب للرئيس وجماعته كما نرى ونسمع فى المواصلات العامة – متسغلين ما تحت أيديهم من احتكارٍ لعددٍ من سلع استراتيجية والتي لا نرى للنظام حراكًا تجاه ذلك الاحتكار.. للأسف منتهى البلادة والكسل في مواجهته من قبل الدولة؛ حتى الرئيس تخاذل عن استخدام ما توافر لديه من صلاحيات كما كان في التشريع الذي آل إليه ثم تخلص منه كأنه يحملُ قدرًا ساخنًا قد نال من أصابع يده!! تحت ضغط إعلام الثورة المضادة حتى لا يستخدمه في إصلاح وتطهير مؤسسات الدولة العميقة من شرطة وقضاء(أحد أهم وأخطر معاقل الدولة العميقة) لطالما خدموا مبارك في أفعاله الإجرامية ووفروا له الغطاء القانوني ليفعل ما يشاء!! وكانوا تروسًا فعّالة في عجلة الإعداد والتجهيز لسيناريو التوريث من أجل المحروس المنتظر!! وتوالت خطوات النيل من هيبة الرئيس المتسامح!! حتى سمعنا وشاهدنا ما يندى له الجبين من تطاول وبذاءات في حقه من وسائل إعلامٍ تبث إنتاجها من داخل جمهورية مصرالعربية وتحت رعاية رئيس الجمهورية ويمتلكها عددٌ من رجال الأعمال لهم من الخصومة ما لهم ضد ثورة 25 من يناير وضد حكم الإسلاميين عمومًا فحشدوا لذلك عددًا من الإعلاميين المعروفين بانتماءاتهم لليسار والعلمانية الكارهين للتيار الإسلامي وللإسلام دينًا ودولة علاوة على ما تم رصده من مرتبات فلكية بأموال تم ضخها لإتمام تلك المهمة الغالية وهي النيل من هيبة الرئيس والسعي دومًا لإفشاله وتعبئة الغوغاء وشحنهم بالأكاذيب حتى إذا ما دعا داعي التمرد!! وجد صدىً لدعوته؛ لتخرج المسيرات إلى قصر الرئاسة تحمل رأس خروف في إشارةٍ لها من البذاءة ما لها.. ثم توالت صور التطاول بعد نجاحهم في النيل من رأس الدولة ما بين قطعٍ للطرق وتعطيلٍ للمواصلات العامة كاحتلال محطات المترو وقطع السكك الحديدية وخطف السياح وازدادت أفعالهم الإجرامية مع ما يحظون به من تواطؤ ومساعدة من بعض رجالات الشرطة والقضاء حتى تم اختطاف سبعةٍ من الجنود ليلقوا في روع الشعب المصري أن كل شيء مستباح وأنه لا أمن لهم في ظل حكم محمد مرسي!! وبعدما أسقطت هيبة الرئيس وجماعته التصالحية التي ارتضت بأنصاف الحلول وفتحت باب المزايدة عليها وعلى المشروع الإسلامي برمته وأظهر الإعلام عداوته وشماتته في واقعة اختطاف الجنود جاءت أخبار تحرير هؤلاء الجنود فأسقط في يد هؤلاء وبدا الحزن على قسمات وجه الإعلاميين فلم يجدوا غير مواصلة التضليل والكذب كي لا يشهد للرئيس بأي فضل وأشاعت وسائل إعلامهم بما تملكه من أدوات هائلة أن عملية اختطاف الجنود ليس إلا خطة إخوانية لتحقيق مآرب ومصالح سياسية!! أشهد ببراعتهم على صناعة الكذب وعلى ما يتمتعون به من جلدٍ ومثابرة.. كما أشهد بدور الرئيس في مساعدتهم على النجاح في تحقيق ما يخططون له!! من أجل تعبئة الشارع وشحنه لعدم الاستقرار الدائم حتى ولو انتهى إلى حرق الوطن بأكمله.. المهم عندهم هو التخلص من حكم الدكتور مرسي خاصة والإسلاميين عامة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.