كان المفكر اليساري الشرس د اسعد بوخليل ولا يزال محل إعجاب حين يتدفق بعواصفه النقدية التهكمية ذات المقامع الحديدية... نعم تتفق معه وتختلف.. لكن تبدوا لك صرامته وتركيزه على القضية الفلسطينية ووزن الناس بها في تقسيم الفسطاط ذات قوة وصدق تعبر عن كاتبها أو قائلها وان اختلفت مع تعميماته , وكثيراً ما سلخ د اسعد النظام الرسمي العربي في تصعيده الإعلامي في القضايا المذهبية وسخر من دفاعه الحزين والدامع على أهل السنة عبر البكيني..!! وليالي الأنس في منتجعاتهم الفضائية وان غالى في أوصافه لكن هناك شعورا يكسب به اسعد بوخليل الناس لكون أنه و كما أن إيران شاركت ميدانيا وسياسيا في احتلال العراق ولكن كذلك لم يكن النظام الرسمي العربي بريء بل متهم وشريك وان في الصفوف الخلفية ويبدوا أبو خليل مروعاً لبعض أصدقائه في بيروت وخاصة مطاوعة الليبراليين المتنعمين احتسابا لدى العم سام والمتباهين بجلد الاستقلال العربي لأجل عيون واشنطن وطبعا لله لا للمصاري !! . غير أن الزميل ا غسان بن جدو المعروف بولائه المتطرف للجمهورية الإيرانية استغل كثيرا اسعد بو خليل مؤخراً في جعل مدفعه يقصف في اتجاه واحد يحذف أي مجال للشراكة الإيرانية واذرعها في تكريس الاحتلال والطائفية الداعمة له من برنامج الحوار مع أبو خليل وغيره وان تطرق له مع آخرين فهو يمسك بالحلقة بترتيب الخاتمة والردود , ولكن مع د اسعد لا يترك له مجالاً لكون الرجل من الصعب أن يواجه خطابه حين ينفتح على جبهة الإخوة في إيران دام ظلهم الشريف ودليل ذلك مقاومتهم العنيفة للمقاومة العراقية!!! من الكيماوي حتى الدريل . لكن هذه المرة وأقول بكل شفافية فاجأتني الأخبار اللبنانية بلغة ذلك المقال الساحق الماحق بعنوان - حزب الله تجلياته الطائفية -الذي علّق فيه اسعد بوخليل على الاتفاقية النوعية بين حزب الله لبنان وبين المجاهد الكبير عمار الحكيم !!! , ومع أنّ منطلق المقال عند د اسعد بوخليل هو مطالبة مبدئية من الحركة اليسارية لمصارحة حزب الله بواقعه ومشروعه الطائفي حتى يعتدل أممياً وقوميا ووطنيا وينخرط في مشروعه السياسي بحسب مقتضيات المتطلب الوطني والاممي لا الطائفي , إلاّ أن د أبو خليل الذي أصّر حتى في التعريف بنفسه أن لا يقترن بمذهبية فعرّف أسرته بأنها نصف شيعي ونصف سني في دلالة على تمسكه بمبدأ الخلاص من التصنيف الذهبي , لم تخفف تلك المقدمة المتمنية على الحزب تعديل وضعه من قوة المقالة وطرحه لتحليل عقلي وسياسي صارم يُظهر خلفية الحزب في طأفنة المقاومة مع إشارات تاريخية مهمة ذكر فيها أبو خليل بإشكالية لطالما رددها محور الاستقلال القومي الإسلامي من توظيف برنامج المقاومة لحزب الله لمصلحة المشروع الطائفي خلافاً لواقع المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس والعراقية بقيادة فصائل التخويل وحتى المقاومة العربية في لبنان حتى الثمانينات قبل أن تُسرق – مع الاعتراف بأخطائها – حيث اتحدت هذه المقاومات ومشروعها الوطني التحرري الواضح بالانتماء العربي ومصالحه العليا , فيما يركّز مقال د اسعد بوخليل وان لم ينطقها نصاً على الرابطة المقدسة لدى حزب الله المقدمة على كل شيء وكل انتماء وهي مصالح إيران... وإيران الطائفية بالذات , وهُنا عرّج أبو خليل على مسئولية مجموعة اليسار اللبناني الموالي لحزب الله وأحرجهم عملياً في صمتهم الدائم واكتفائهم بتعديل خلطة مزاج الكيف بحسب احتياجات حزب الله دون نقد أو حتى تسائل تماماً كما تُضاف خلطة راس المعسّل لدينا في الخليج..!! التحدي الذي يُسجّل لأسعد بو خليل انك لا تستطيع أن ترفع راسك قبل خاتمة مقاله.