قال بعض السلف: "صنفان إذا صلحوا صلح الناس : الأمراء والعلماء" ، ولا يُصْلَح حالهما إلا بتقوى الله عز وجل والإخلاص وترك الدنيا والعمل من أجل الآخرة . وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميراً وعالماً معاً، فكان يخشى الله عز وجل ، ويعلم أنه مسئول أمام الله عز وجل عن الرعية وكان يقول : " لو أن شاة في العراق تعثرت لكنت مسئولا عنها أمام الله لما لم تمهد لها الطريق" دابة يا عمر ! فكيف بالعباد ؟ من لا مأوي له ولأولاده، ويمكث في الشارع، ومن لا يجد عمل حتي يطعم أولاده ، ومن يعرض أولاده للبيع، ومن ينتحر لأنه لا يجد عمل ،والمرأة التي تبيع نفسها لأنها لا تجد من يعفها ويحافظ عليها وينفق عليها وعلي أولادها، وعائلة تمكث في مركبة في البحر ليس لها مأوي إلا ذلك المكان ،ومن لا يجد الدواء، ومن يشرب الماء الذي اختلط بالمجا ري فأصابه البلاء ولا يجد العلاج ومن، ومن ......... وعمر أمير المؤمنين كان يأكل مما يأكل الناس ، ويجوع كما يجوع الناس ، ويسكن كما يسكن الناس ، لم يكن معزولاً عن الناس يعيش في القصور ولا يبالي بمن يعيش في القبور ، وكان يمشي في الأسواق أمناً مطمئناً ، ويتفقد أحوال العباد ، ولا ينام خوفاً من السؤال وإذا أخطأ رجع وقال أخطأ عمر . فقد كنت عزاً للإسلام يا عمر وأسوة حسنة يقتدي بها ونموذج فريد . والآن يا سيادة الرئيس / محمد مرسي إليك هذه الكلمات خالصة من القلب من أجل مصر ، ولعلها تكون مخرجاً مما نحن فيه فاسأل الله العلي الكبير التوفيق والسداد ،وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . 1- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، الإمام راع ومسئول عن رعيته ..." فأين أنت يا سيادة الرئيس من الرعية ؟، وأين أنت من الرفق بهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم ؟ أين أنت يا سيادة الرئيس من معاناتهم وآلامهم وفقرهم ومرضهم ؟ عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فأرفق به" ( رواه مسلم). واعلم أن الله سائلك عما استرعاك وإن شر الرعاءِ الحطمة فإياك أن تكون منهم . 2- إن مصر ليست أخوان مسلمين وأنت مادمت رئيساً لمصر أصبحت مسئولاً عن أكثر من 90 مليون مصري فحقاً عليك أن تنسلخ من الإخوان وأن ينسلخ الإخوان منك وأن يكونوا عوناً لك من أجل مصر وليس من أجل الإخوان وليعلم الإخوان أن نجاح الرئيس مرسي هو نجاح لهم وفشله هو فشل لهم ، فلما لا نكون أمناء نصحاء من أجل مصر؟ 3- اختيار البطانة الصالحة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إذا أراد الله بالأمير خيراً جعل له وزير صدق إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، إذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء، إن نسي لم يذكره وإن ذكر لم يعنه " (رواه أبو داود ). فالفلاح في الدنيا والآخرة بحسن اختيار البطانة الصالحة والله المُوَفِق لها بالإخلاص والصدق . 4- الاهتمام بالعلماء وإكرامهم ونصرتهم فالعلماء ورثة الأنبياء وهم النصحاء والأمناء فاجعل بطانتك منهم . 5- معالجة الفساد في كل مجال ومعرفة خطة وبرنامج الإصلاح لكل وزير ومدة الإصلاح ومحاسبة الكبير والصغير ومن لا يوفق في رفع المعاناة عن الناس فليترك الوزارة 6- الظلم ظلمات يوم القيامة فمن كان عنده مظلمة فليتقدم بها إلي الجهة التابعة لرئاسة الجمهورية لرد المظالم إلي أصحابها 7- علي كل الأحزاب المعارضة أن تلتف وتكون عونا للرئيس وأن ننسي ما مضي ونبدأ صفحة جديدة من أجل مصر وإخراجها من كبوتها قبل فوات الأوان فمصر في حاجة إلي أبنائها المخلصين الأبرار وعلي الجميع الإخلاص في النصيحة وعلي الرئيس القبول والاستجابة . الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي 8- بيده لتآمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر وليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا ثم تدعونه فلا يستجاب لكم " ( رواه الترمذي) فما أحوجنا إلي الدعاء حني نخرج مما نحن فيه ولا مخرج لنا إ لا بالتمسك بالكتاب والسنة النبوية الشريفة المطهرة . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]