الآن ... وقد انقشع الغبار عن أخطر معاركنا الحربية!. وأُغمدت السيوف الكروية!. وأُلقيت الأسلحة الحنجرية!. وزال غبار البارود اللساني!. وهدأت صيحات الدكاكين الفضائية!. وقارب مولد سيدي شحاته على الانفضاض!؟. وكما قال إبراهيم ناجي: ومضى كلٌ إلى غايته!؟. وجدتني وكمن أفاق من حلمٍ جميل، وطويل، ولذيذ؛ حتى أنه أنساني همومي ومشاكلي ومعاركي وتوقفت معه خطتى الشخصية!. ووجدتني أسجل هذه الخواطر من وحي التجربة الشعورية التي لا تتكرر كثيراً إلا كل عدة سنوات!؟. الخاطرة الأولى: السر الرائع ... والخلطة السحرية!؟: لقد قدم هذا الجيل بقيادة معلمهم؛ أجمل تجربة مزجت بين الرياضة والأخلاق، وبين الإنجاز والتواضع، وبين بلوغ القمة والاستمرارية!؟. وأخرسوا بنجاحاتهم من يتهم المتدين والخلوق بالإرهابية والظلامية والتخلف والرجعية!؟. إنها الخلطة السحرية الربانية التي شرفتنا وأصبحت رصيداً، وقدوة وأسوة ومنارة لا يشكك فيها شاك!؟ الخاطرة الثانية: من لا يجد ما يحب ... يحب ما يجد!؟: وقد افتقد جيلي؛ جيل الأحلام المسروقة ما يسعده، وما يبث فيه الأمل والتفاؤل؛ فقد وجد أخيراً ضالته في مولد سيدي شحاته الكروي شيئاً يسعده، وشيئاً ينسيه ولو للحظات؛ هذا الواقع البئيس!؟. الخاطرة الثالثة: وجدنا ضالتنا؟: ثم وجدنا في مولد سيدي شحاته؛ ما نفتقده من آلية سحرية لتوحيد صفوفنا!؟. وإنه السر الذي أبكانا على افتقادنا لرمز ملهم مشرف؛ مثل أردوغان!؟. لقد وجدنا أخيراً القضية القومية التي تشعل حماسنا كجماهير!؟. ووجدنا الرمز والقدوة التي تلتف حولها مشاعرنا نحن الحالمين المساكين!؟ وجدنا المعلم وأبناءه المخلصين المجدين!؟. الخاطرة الرابعة: من أخطأ ... يصحح خطأه!؟: لقد كان من المستغرب أننا فرحنا فرحة عارمة بفوزنا على الجزائر؛ أكثر من فرحنا بالفوز بالكأس!؟. ولقد تذكرت هذا المشهد الذي يتكرر في مسلسلاتنا وأفلامنا؛ حول هذا الصعيدي الذي يقتل زوجته ويخرج ممسكاً بسكينه وقطرات الدم تتساقط منه؛ ويصرخ بهستيرية: غسلت عاري!؟. لقد أزالوا العار والمهانة التي طاردونا بها الأشقاء على الفضائيات والصحف والمواقع والمنتديات!؟. ونسينا أن هذا العار؛ قد تسبب فيه هذا المعلم وتلاميذه؛ حتى لم يجد الشامتون إلا سقوطهم في أم درمان ليعايروننا به!؟. ولكن الجميل؛ أن المعلم وأبناءه قد صححوا ما ارتكبوه في حقنا وحق مصرنا وحق أخوتنا!؟. وبهذا أقروا لنا مبدأ (من أخطأ؛ فليتحمل المسؤولية؛ وليصحح خطأه، ونحن معهم)!؟. وبمعنى إعلاني آخر (المخطئون يصححون أخطاءهم، وإحنا معاهم)!؟. الخاطرة الخامسة: التسويق السياسي ... وسرقة الفرح!؟ لقد وقعت في إشكالية خطيرة ومؤلمة؛ إنني الليلة التي سبقت المباراة النهائية؛ أن البعض من المترددين في السابق وجدوا الشجاعة ليسافروا ويقطفوا ثمار النصر وثمار الجهود، وليسرقوا فرحنا!؟. لقد تمنيت النصر والفوز لهؤلاء الشباب ومعلمهم، وفي نفس الوقت تمنيت أن يفتضح هؤلاء القافزين على أكتاف سعادتنا؛ فلا يجدوا ما يسرقونه!؟. لقد تعودنا على هذا الأسلوب الفج في استغلال أفراحنا للتسويق السياسي وللتلميع الزعامي!؟. الخاطرة السادسة: قاعدة All or None))!؟: لقد سمعت من المعلم كلمات أزعجتني كثيراً حول أسلوبنا في التقييم والتقويم والنقد!؟. ولقد صرح بها ليلة النهائي؛ متوقعاً تصريحات المدح التي سترفعه إلى عنان السماء أو سهام النقد التي ستخسف به إلى أسفل السافلين: (إذا لم نفز بالكأس سيضربوننا بالشباشب). إنه القانون الذي لا يعترف بالوسطية والتوطين على الإنصاف في تقييم الأشخاص والأحداث؛ إنه قانون (All or None)!؟. وتذكروا ما فعلوه بالعالم محمد البرادعي؛ لقد رفعوه عالياً؛ ولكنهم هاجموه حتى اتهموه بالخيانة!؟. الخاطرة السابعة: من أسعدنا ... أجدر بأن يحكمنا!؟: لقد كان من سر إعجابنا بمولد سيدي شحاته؛ أننا وجدنا الرمز الذي أسعدنا بجديته، وبزعامته وكارزميته، وفي ديموقراطيته في استشاراته وكلامه مع مساعديه أثناء التبديلات والخطط، وفي حبه المتبادل مع أبنائه، وفي تحمله لمسؤولياته، وفي إنجازاته ونجاحاته؛ والتي شرفتنا عالمياً، وشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء!؟. فَلِمَ لا نجربه ليحكمنا، أو حتى نستفيد من دروس تجربته الناجحة!؟. وتذكروا ذلك اللاعب الأفريقي الذي رشح نفسه لرئاسة بلده في تجربة لم تنجح؛ وهو (جورج وايا)!؟. أقول هذا وأنا كحالم مسكين أخاف أن يفعلوا به كما فعلوا بالبرادعي!. الخاطرة الثامنة: النموذج الشحاتي!؟: إذا كنا قد سعدنا وبهرتنا هذه التجربة وهذا النموذج الشحاتي الناجح؛ فَلِمَ لا نطبق دروس تجربته كأفراد ومؤسسات في كل مجالاتنا وكل مؤسساتنا؟!. الخاطرة التاسعة: انفض السوق ... فربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر؟: لقد انفض مولد سيدي شحاته الكروي؛ وكانت هذه هي نهايات الرابحين والخاسرين الحالمين المساكين: 1-حصد المعلم وأبناؤه ولهم الحق ملايينهم وأوسمتهم وشهرتهم وعقودهم. 2-تمت سرقة الفرح بالتسويق السياسي بنجاح رغماً عن الحاقدين أعداء النجاح. 3-سكتت للحظات أقلام وألسنة نقاد قاعدة (All or None)!؟. 4-عاد الناس إلى همومهم ومشاكلهم وديونهم وكوارثهم وواقعهم البئيس. 5-بحث الحالمون المساكين عن مولد آخر جديد؛ ليلهيهم ويسليهم وينسيهم و... و...!؟ مع تحيات الحالم المسكين: استشاري أطفال زميل الجمعية الكندية لطب الأطفال (CPS) عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية