الظهور الإعلامى الثانى للنجل الأكبرللرئيس ، المناسبة رياضية فوز منتخب مصر ، وبعد أن تداخلت الكرة مع السياسة لم يكن غريبا أن يقول الرجل كلاما يصنف فى خانة السياسة وهو الذى يحلوا للبعض أن يصفوه بالمواطن العادى الزاهد فى الأضواء العازف عن الشهرة والسياسة و السلطة وما يتصل بهم ، فليكن ولا بأس رغم أن حكاية عادى هذه واسعة " شويتين " قال : " يا ريت الناس تحب بعضها، ونرجع زى زمان همنا على البلد والكل يخدم فى مكانه، خاصة إن بلدنا جميل، لكن بعض القوى السياسية تحاول تفتيته إلى مسيحيين ومسلمين " ، إذن بعض أمنيات الرجل " الناس تحب بعضها " ومفهوم الكلام أن الحب مفقود وغائب عن حياة الناس، حسنا عارفين وحاسين !! ، لكن من المسئول عن غيابه وشيوع الحقد والكراهية والتنازع والتناحر بين الناس وهو مايشهد به الواقع وصفحات الحوادث وأروقة المحاكم ؟ نجل الرئيس يرى أن همنا على البلد والرغبة فى خدمتها " كان زمان " ، إذن من يتصدرون المشهد حاليا ويظهرون فى الكادر همهم ليس على البلد ولا تعنيهم خدمة البلد لكن المصلحة الشخصية هى رائدهم وقائدهم ، نحن نحترم رؤية الرجل ونسلم بها ، لكن لماذا لم يسر برؤيته تلك إلى من بيدهم أمر هذا البلد والحل والعقد فيه وهوقريب منهم بحكم تواجده معهم والنصيحة فى هذه الحالة واجب وطنى بل ألف باء الوطنية وحب مصرالتى يتغنى الجميع بها ويتعبدون فى محرابها ، ورغم أنى لم آخذ الكلام عن " تفتيت البلد " على محمل الجد لكن إذا كان يعرف القوى السياسية التى تسعى إلى ذلك ومعه الدليل لماذا لم يتقدم به للنائب العام ؟ الموضوع انكشف وبان لا قوى سياسية وراء موضوع " نجع حمادى " ولا يحزنون بل هى البلطجة وضعف قبضة الدولة إلا على الإخوان والبسطاء ، طبيعى جدا ومنطقى أن يرى نجل الرئيس البلد جميلا فهو الرجل الذى قضى ثلثى عمره فى بيت الرئاسة وما أدراك ما الرئاسة فى الدول العربية ، لكن كثيرين يرون أن هناك محذوفا من جملة ،" إن بلدنا جميل " هذا المحذوف على رأى " رمضان أبوالعلمين حمودة " تقديره كان وكان فعل ماضى مبنى على الفتح، و فتح عينك ودماغك تبقى رجل سياسة فى عصر الحزب الوطنى وتبقى رجل أعمال تدعم الحزب وهو يدعمك ويحميك ويدافع عنك ، بلدنا كان جميلا يوم أن كانت الكفاءة والتفوق والنبوغ هى المقياس السائد قبل العصر الحالى والذى لولاه ما جلس أحد من الكبارأبناء العمال والفلاحين سابقا الذين يجلسون على كراسيهم اليوم بعدما صعدوا بالسلم وركلوه بأقدامهم فى إنتظار أن يستخدمه أولادهم فى الوقت المناسب ، بلدنا كان حقا جميلا عندما كان القانون هو الحكم وينفذ على الكبير والصغير ويحترمه العظيم والحقير من الرئيس حتى الغفير وكانت كلمة حكم قضائى تعنى الرهبة والإحترام وتعظيم سلام ، أما عندما أصبح الحكم القضائى يعنى أن صاحبه الضعيف " يبله ويشرب ميته " على الريق و يتحسر على نفسه وحقه الضائع لم يعد بلدا جميلا بل قبيحا دميما ، بلدنا كان جميلا قبل أن يصبح التوريث البغيض هو شعار المرحلة فى كل قطاعات المجتمع المهمة وعلى عينك يا تاجر، ومن يرفض ذلك فليشرب من ماء النيل الملوث بالصرف الصناعى والصرف الصحى ، وهو مشهد بائس ويائس أن يصبح النيل شريان الحياة قديما هو رسول الموت حديثا يوزعه صباحا ومساء فى طول البلاد وعرضها تحت سمع وبصر حكومة تولت أمر الناس وغفلت عنهم ، المسئول عن غياب الحب بين الناس وشيوع الحقد والكراهية بينهم هو سوء إختيار ناس ليس همهم مصلحة البلد ولا خدمة أولاد البلد وإنما خدمة مصالحهم الشخصية والدائرة الضيقة المحيطة بهم ؟ المسئول الرئيسى سياسات الحزب المؤبد فى السلطة التى قسمت البلدإلى مصرين مختلفين تماما ، الأولى نسبة الواحد فى المائة من محترفى السياسة بالتزويرومن يدور حولهم ممن يسمون أنفسهم زورا وبهتانا رجال أعمال وكذبوا بل هم رجال مال يجمعونه من حلال وحرام ، ورد فى الأثر " من جمع مالا من مهاوش أذهبه الله فى مهابر " ومن مهاوش لمهابر يا قلبى لا تحزن ولا تبتئس بما كانوا يعملون ، ومصر الثانية هى عموم المصريين الذين يرضى الواحد منهم صاغرا فى لحظة إحباط ويأس من الحاضر والمستقبل أن يتخلى عن مؤهله العالى الذى ذاق المر حتى حصل عليه ويعمل بالإعدادية عاملا للنظافة ليجد ما يحفظ ماء وجهه ولا يعرض نفسه لذل السؤال ، الحكاية بإختصار عاوزنا نرجع زى زمان قل للزمان ارجع يا زمان وهات لى دولة يشعر فيها المواطن العادى أنها بلده بحق وحقيقى وأنه فيها مواطن كامل المواطنة يتمتع بكافة الحقوق ، إذا تفوق فإنه سوف يجنى ثمرة تفوقه وتميزه ولن يسرقه منه سارق بليد وغبى كل مؤهلاته أنه قريب فلان أو نسيب علان من الكبار أو أنه يستطيع شراء الوظيفة بمائتين ألف " مرحبا " حسب الدكتور محمد الجوادى وهو أستاذ طب وكاتب فقد حكى فى برنامج تلفزيونى أن أحد الشخصيات السمينة النافذة ممن أفل نجمه منذ سنوات قريبة كان يستقبل طالب الوظيفة المرموقة فى مكتبه محددا له المبلغ المطلوب بقوله " يا مية ألف مرحبا " فيعلم صاحبنا أن قيمة الرشوة المطلوبة نظير الوظيفة 100 الف جنيه وهكذا،-- بلدنا فعلا إمكانياته محترمة ويستحق أن يكون جميلا لكن أفسدته إدارة فاشلة وشعب طال نومه وفى إنتظار معجزة ليستيقظ من سباته العميق