رغم رفضى وإستنكارى للسلوك الهمجى غير الحضارى الذى قامت به قلة متعصبة من الجمهور الجزائرى لم ترقب فى مصرى إسلاما ولاعروبة ولا أخوة ولا لغة ولا تاريخا، ومع أننى أؤيد الذين يطالبون برد الإعتبار ما إستطاعوا إلى ذلك سبيلا ، إلا إننى لم أتفاعل وجدانيا مع أولئك الذين إكتشفوا فجأة وعلى حين غفلة أن للمصرى كرامة يجب أن تصان وأن أى إعتداء عليها أو إنتقاص منها يجب ألا يمر مرور الكرام ، تذكروا أن كرامة المصرى من كرامة مصرالكبيرة وإهانته إهانة لها و الأمر يجب أن يكون كذلك ولكن ، لم تتجاوب مشاعرى ولم يطاوعنى عقلى أن أتفاعل مع إنتفاضة الكرامة التى أشعل شرارتها و ضرب ضربة البداية فيها السيد علاء مبارك ، فالإلحاح والتأكيد من جانب البعض فى وسائل الإعلام على أن " نجل الرئيس " تكلم بصفته مواطنا عاديا يمثل المواطنين البسطاء الذين أهينت كرامتهم تلك الحكاية التى تم الترويج لها وتسويقها على نطاق واسع لم تنجح فى إقناعى بها أو تصديق من يقفون خلفها ، فلا نجل الرئيس مواطن عادى ولا الجمهورالذى ذهب للسودان و ظهر يبكى على الشاشات -- حقيقة لا مجازا -- يمثل المواطن المصرى البسيط كما يزعمون، يريدون منى ومنك أن نصدق أن برنامج " البيت بيتك " يعطى متصلا " عاديا " أربعين دقيقة من وقته على الهواء مباشرة يصول ويجول ويقول ما يحلو له مما هو من صميم السياسة العامة للدولة وفيه ماهو صحيح وما هو غير ذلك دون أن يقاطعه أحد أو يعقب على كلامه أحد إلا ثناء ومديحا ،و مطلوب منا أن نقول " آمين " إذا قيل لنا أن الجمهور الذى إختيربفرازة الواسطة والولاء للحزب وناسه يمثل المصريين البسطاء سواء كانوا من الفنانين أو من الأثرياء الجدد الذين ذهبوا للمباراة فى طائراتهم الخاصة وهم كثربالمناسبة أو من محاسيب الحزب الذين ذهبوا على حساب خزانة الدولة -- مهما قيل أن الحزب هو الذى مول رحلتهم-- فلا فرق فى الدول " النايمة " بين خزانة الحزب وخزانة الدولة والأخيرة ذات وجهين وتكيل بمكيالين ، تجدها كريمة سخية فى " الهلس والتهريج " تفتح أبوابها راضية حينما يتعلق الإنفاق بهوى حكومى وحزبى ، بينما تكشف هذه الخزانة عن وجهها الكالح فتجدها شحيحة بخيلة كالحجرالأملس عندما يتصل الأمرب" " الجد " فى التعليم والصحة والرواتب والمعاشات ، الموضوع ببساطة لاعلاقة له بالبسطاء الذين تم حشرهم فى المشهد الذى لا ناقة لهم فيه ولا جمل وإنما تم تكبيره وتضخيمه لأن الكرامة المزعومة التى أريقت فى السودان وإختلطت بتراب أم درمان كانت لأناس من النوع " السوبر " مواطنون بشرطة " كرامتهم فى الداخل فى الحفظ والصون لم يمسسها سوء ومن ثم كانت الصدمة بالنسبة لهم مروعة وكبيرة ، لم يجرب أحد منهم من قبل الإهانة التى تلحق بالمصرى البسيط الذى يتحدثون عنه وهو يبحث عن عمل بمؤهله المحترم وتقديره المرتفع ثم يفقد إيمانه بمصريته وثقته فى نفسه عندما يكتشف أن الواسطة تلغى التقديردائما ، ماذا نسمى إستخدام البلطجية ورد السجون وأرباب السوابق فى الانتخابات لترويع الناخبين المؤيدين للمعارضة والاعتداء البدنى والنفسى عليهم -- أقسم بالله العظيم أنه حدث فى دائرتنا فى انتخابات 2005 -- ثم وبدون تعسف أو خروج عن " النص " هل التزويرالدائم للانتخابات والتلاعب بإرادة المواطن" البسيط " والعبث برأيه والتجديد المزمن لقانون الطوارى يصنف فى خانة الإهانة للمواطن المصرى أم فى مربع المحافظة على كرامته ، وماذا عن العرض السنوى الممل لخدش الكرامة الجماعية المصرية المعروف ب" المعونة الأمريكية لمصر" واللغط المهين الذى يصاحبها حول رأى الكونجرس فى تخفيض مبلغها الزاهد والتافه -- إذا قورن بالميزانية العامة للدولة المصرية -- أو الإبقاء عليه ، الحديث عن الكرامة ذى شجون وملخص الكلام أنها لا تقبل التجزئة ولا القسمة على إثنين وخذوها جملة أو دعوها وشأنها