أثار حزب الحركة الوطنية، الذى أعلن عن تشكيله النهائى مؤخرًا، ضجة فى الشارع المصرى، بعد أن اختار الحزب أحمد شفيق، المرشح الرئاسى الخاسر زعيمًا له، والدكتور إبراهيم درويش، الفقيه الدستورى المعروف رئيسًا، وأعلن أعضاء الحزب أن الهدف من تأسيس الحركة هى مصلحة مصر واحترام رأى الأغلبية، وسيحظى بقبول الشارع المصرى، نظرا للسياسات الخاطئة التى ينتهجها حزب الحرية والعدالة وعدم تلبيتهم لمطالب الثورة والثوار. وقد شهد حزب الحركة الوطنية جدلا سياسيا كبيرا بين مؤيد ومعارض لضم بعض القيادات التى كانت من ضمن لجنة سياسات الأمانة العامة للحزب الوطنى المنحل، للعمل ضمن الصفوف القيادية بالهيئة العليا للحزب، وكان على رأس قيادات الوطنى المنحل الدكتور محمد كمال، أمين التثقيف والتدريب بالوطنى المنحل، والدكتورة عالية المهدى عضو لجنة السياسات بالوطنى المنحل، والدكتور صفى الدين خربوش رئيس المجلس القومى للشباب، فى عهد الرئيس المخلوع مبارك. وفى إطار ذلك، رصدت (المصريون) آراء المحللين والخبراء فى انضمام عدد من رموز الحزب الوطنى المنحل إلى حزب الحركة الوطنية المصرية، وهل سيدفع ذلك الحزب إلى القيام بدور المعارضة الحقيقية فى الشارع للنظام الحاكم؟ د.يسرى العزباوى: لا بد أن يعى الجميع أن رموز الوطنى المنحل مصريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات فى البداية يقول الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن حزب الحركة الوطنية المصرية، ربما يكون له باع طويل من الخبرة، نظرًا للمجموعة التى انضمت لهذا الحزب بشكل واضح، لأنه حزب يحتوى فى طياته على عدد ليس بالقليل من أعضاء الحزب الوطنى المنحل الذين شملهم مسألة العزل السياسى، وربما يحظى الحزب بشعبية أكثر من باقى الأحزاب بعد حزب الحرية والعدالة، موضحًا أن الممارسات الخاطئة لجماعة الإخوان المسلمين والأحزاب ذات المرجعية الدينية، أدت فى النهاية إلى حالة إحباط شديدة للمواطن المصري، مؤكدا أن مسألة غياب الرؤية لدى حزب الحرية و العدالة والأحزاب الأخرى البديلة بشكل واضح ترجح فوز هذا الحزب، بالإضافة لذلك مسألة الانشقاقات الحزبية المتتالية داخل الأحزاب التى نشأت بعد 25 يناير سواء حزب الدستور أو حزب مصر القوية مؤخرا. وأشار إلى أن هذه الانشقاقات تؤدى فى النهاية إلى حالة إحباط شديد من المواطن البسيط، وفى نفس الوقت تزيد من فرص حزب الحركة الوطنية الذى يحتوى فى طياته على خبرة برلمانية ليست بالقليلة، وربما يملك هذا الحزب المال أيضا بعد جماعة الإخوان المسلمين. ويضيف العزباوى أن هناك فرقا بين حزبى الحركة الوطنية والحرية والعدالة، يتمثل فى الرابط الدينى وقوة التنظيم داخل حركة الإخوان المسلمين أكثر من حزب الحركة الوطنية الذى أغلب مكوناته تمنياته بعودة نظام قديم لن يعود بأى حال من الأحوال. وعن انضمام عدد من قيادات الحزب الوطنى المنحل إلى حزب الحركة الوطنية المصرية، قال العزباوى إنه بالمعايير التى وضعتها ثورة 25 يناير، لا بد أن يعى الجميع أن هؤلاء مصريون، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وأن الأفضل لمصر ومن مصلحة الجميع أن يتبلوروا ويعملوا فى العلن فى حزب يعبر عن مصالحهم، وعلى الجميع أن يلتزم بالدستور والقانون سواء كان حرية وعدالة أو حركة وطنية، وربما يكونون رمانة ميزان لحزب الحرية والعدالة أن يعدل من سياساته ويكون حافزا ومشجعا له أن يكون أكثر فاعلية، كما أن التنافس الحزبى لو تم على أسس سليمة سيكون فى صالح البلد على المستوى القريب والبعيد. هشام الهرم: نسعى إلى الشرفاء من المصريين سواء كانوا "حزب وطنى" أو غيره لنستفيد من خبراتهم من جانبه، يقول هشام الهرم، وكيل مؤسسى حزب الحركة الوطنية المصرية، إننا كحزب نسعى إلى الشرفاء من المصريين عامة أيًَا كانت انتماءاتهم سواء كانوا "حزب وطنى" أو أى حزب آخر، ونأخذ الصالح منهم والشرفاء، ونستفيد من خبراتهم وإمكانياتهم وشعبيتهم على أرض الواقع، أما من ثبت عليه تورط فى فساد أو قضاء ومن عليه شوائب وعلامات، فغير مرحب به ولا نسعى إلى انضمامه للحزب. ولا يجب أن نغفل أن الحزب الوطنى المنحل كان يضم عائلات كريمة وأصولا طيبة فى محافظات مصر ذات الترابط والتواصل بالمواطنين. ويؤكد الهرم أن الحزب لم يحدد إلى الآن دخول الانتخابات من عدمه، فنحن /span