نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق ما لم تستطيعة اي وسيلة من وسائل الإعلام الحديثة، حيث تعتبر للبعض "وطنا بديلا" يجتمعون من خلالها، وهو ما حدث بأحد الأفراح المصرية الذي ضم "الفيس بوكيون" ليكونوا بمثابة الاهل لهم . أتت من مصر لا تعرف احدا سوى مستقبل رسمته لنفسها قائما على السعادة مع زوج لا يملك شيئا الا حبه لها.. ضحت بفرحة كل بنت وهي فرحة العرس لكن لم تتوقع ان تجد عرسا قل مثيله... ارتبطت الفرحة فقط بالحنين الى الوطن ليكون الجميع أخوة ويتحملون بعضا من التكاليف، حسب جريدة "البيان". إذاً الامر لم يحتج الى تحضير او حسابات مادية مرهقة فقط دعوة على "الفيس بوك" ففي سابقة تعكس مشاعر الغربة وحرص بعض الجاليات على إحياء قيم تاهت وسط مشغوليات الحياة شهد مطار دبي الجمعة قبل الماضية حدثا فريدا لفت انظار المسافرين والموظفين. حيث فوجئ المنتظرون لرحلة مصر للطيران القادمة ظهر ذلك اليوم، بتجمع أفواج كبيرة من المصريين (ليست بينهم درجة صلة أو قرابة أو سابق تعارف) لاستقبال فتاة جاءت إلى عريسها لتكمل معه رحلة العمر، جاء ذلك تلبية لرسالة أطلقها أخو العريس على صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" للجالية المصرية بالإمارات (غير رسمية) منوها إلى أن العروس ستكون بمفردها الى رحلة "القفص الذهبي" وطالب فقط بعمل تجمع يضفي الحدث فرحة الاحساس باللقاء المرتقب، لتخفيف حدة الشعور بالاغتراب بعيداً عن الأهل والاصدقاء. وعلى غير المتوقع، توالت ردود الأفعال على موقع التواصل الاجتماعي نفسه، حيث وعد الجميع من انحاء الامارات المختلفة بالحضور، وجهزت إحداهن التي حضرت خصيصاً من أبوظبي فستان العروس ورافقتها طوال اليوم، وآخر أصر على عمل الزفة بسيارته الفاخرة، والبعض الآخر تشارك في تصوير الحفل مجانيا وتحميله على اليوتيوب، كما تتابعت عروض المطاعم والفنادق بدعوة العروسين على وجبات الغداء والعشاء، وأحد المطاعم تكفل ان تكون "صباحية "العروسين على حسابه بالاضافة إلى الهدايا التي تلقتها العروس من أماكن متعددة. وخلال ليلة مبهجة داخل صالة احد مطاعم دبي، احتفل الجميع بزفة العروسين، اللذين حفتهما السعادة من كل جانب، في بادرة أشعلت حرارة المشاعر الإنسانية، وتألقت فيها أضواء "دار الحي" لترسم البسمة على وجوه المصريين الذين يعيشون وينعمون على أرضها بالأمان، وكما بدأ كل شيء على وصلة موقع التواصل الاجتماعي، انتهى الأمر نفسه برسالة شكر وتقدير من العريس في اليوم التالي، الذي قال: (ان كل ما حدث هو رزق العروسة لأنها بنت حلال تستاهل لأنها وافقت على الزواج من شخص لا يملك شقة في بلده وحضرت إلى الامارات بدون عمل فرح في مصر، وعرضت أن تبيع شبكتها حتى تساعدني في مصاريف السكن والاقامة ولكن ربنا عوضها بفرح في الامارات، سيبقى في ذاكرتنا وذاكرة كل من حضره). وفي رد أشبه بالتحذير والمداعبة للعريس بعد تهنئته أكد أحد الذين حضروا الحفل قائلاً على رسالته: (أوعى تزعل العروسة وتقول أهلها في مصر، إنت شوفت بنفسك أخواتها في الإمارات ممكن يعملوا ايه، وربنا يرزقكم بالذرية الصالحة).