قالت جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه بعد نحو شهر من وقوع حادث نجع حمادي الذي أرجعته الحكومة إلى دوافع إجرامية لا يزال التوتر يخيم على الوضع هناك، وأشارت في تقرير ميداني نشرته أمس تحت عنوان "الاشتباكات الطائفية في مصر ليست للنشر" إلى أن الحادث تسبب في اندلاع أسوأ حوادث العنف الطائفي ضد المسيحيين في مصر خلال السنوات الماضية، وأن متاجرهم ومنازلهم قد أحرقت. وأضافت في تقرير كتبه مراسلها مايكل سكيلمان أن قوات الأمن المركزي بملابس جنودها السوداء وأسلحتهم الأتوماتيكية، وناقلات الجند المدرعة تقف بطول الطريق الرئيسي المؤدى لمدينة نجع حمادي، بالإضافة إلى انتشار الدوريات المستمرة لأفراد الشرطة السرية، موضحا أن هناك حالة من الخوف بين المواطنين، وأن التوتر يحكم تصرفات الشرطة، لدرجة أن اللواء محمود جوهر مدير أمن قنا قال للمراسل إن وجوده يتطلب تصريحا، وطلب من جميع الصحفيين الانصراف ومغادرة مدينة نجع حمادي فورا. وأوضح أن أجهزة الأمن ألقت القبض على 14 مسلما في حين قبضت على 28 مسيحيا بتهمة حرق منازل ومحلات للمسلمين والمسيحيين. ورغم التصريحات الرسمية والتحقيقات التي تؤكد على عدم وجود دوافع طائفية في الهجوم إلا أن التقرير يبدو ميالا إلى وجهة النظر التي تؤكد عكس ذلك. واستند في ذلك إلى مقال للمحلل السياسي الدكتور عمرو الشوبكى بجريدة "المصري اليوم" تحت عنوان الطائفية الجديدة "غربة المسيحيين"، وأن هناك مجتمعا وشارعا طائفيا في مصر، وقال التقرير إن "مصر شهدت اشتباكات طائفية بين الأغلبية المسلمة والأقلية المسيحية، وإن الرواية الرسمية للدولة دائما ما ترجع تلك الاشتباكات إلى صراعات على قطعة أرض متنازع عليها، أو بسبب ضغائن وخلافات شخصية، أو من اجل التربح". ونوه بشكل استنكاري إلى تصريحات رئيس مجلس الشعب الدكتور أحمد فتحي سرور التي قال فيها إن حادث نجع جمادى جريمة فردية بدون أي دوافع دينية، تماما مثل حادث اغتصاب الشاب المسيحي للطفلة المسلمة، عندما زعم أن أعضاء بمجلس الشعب مسلمين ومسيحيين، ومحللين سياسيين، وقطاعا كبيرا من السكان المحليين يتهمون الحكومة بضيق الأفق والنظرة الضيقة، وبأنها تتجاهل أسباب التوتر الكامنة التي تعكر صفو المجتمع المصري الذي يشكل المسيحيون نحو 10% من نحو 80 مليون نسمة هم عدد سكان مصر. وأضاف: "بغض النظر عن دوافع الهجوم والقتل، والاشتباكات، وأعمال الشغب في حادث نجع حمادي فإن الحادث أبرزت حالة الانقسام الديني هناك". وأشار أيضا إلى ما كتبة سلامة أحمد سلامة بجريدة "الشروق" عندما قال: "هؤلاء الذين يدعون أنها جريمة فردية، لم يكونوا قادرين حتى الآن أن يفسروا لماذا كان إطلاق النار على الناس وهي تغادر الكنيسة بعد احتفال ديني مما أدى إلى مقتل 6 من الأقباط"، وينقل التقرير عنه قوله: "ما هو الدافع الحقيقي، وخصوصا أن الرجل الذي ارتكب الجريمة هو من بين البلطجية، والسفاحين، وليس من المعروف عنهم التطرف الديني؟. وتقول "نيويورك تايمز" إن عدد سكان مدينة نجع حمادي يبلغ نحو 50 ألف نسمة يشكل المسيحيون منهم نحو 10% من عدد سكانها، إلا أن بعض المسلمين والمسيحيين الذي التقى بهم المراسل ويعملون بأحد مستودعات الأدوية أكدوا له أنهم يعملون معا وتربطهم صداقة وليس بينهم مشاكل ولا مخاوف، وإنهم دوما يتناولون الطعام معا. كما أكد خمسة مسيحيين وثلاثة مسلمين آخرين التقى بهم المراسل أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين طيبة، وأشار ثروت شاكر محام مسيحي إلى أن معظم موكليه من المسلمين، في حين أكد رجل أعمال مسيحي أن معظم موظفيه من المسلمين، وان صداقات كثيرة تربط بين مسلمات ومسيحيات.