أدانت كندا وبريطانيا أمس «الاعتداء» علي المسيحيين الأقباط الذي أوقع سبعة قتلي خلال عيد الميلاد في مصر. وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كنون في بيان إن «هذا الاعتداء مأسوي كون الضحايا كانوا مدنيين أبرياء يشاركون في احتفال ديني». وأضاف: «نشجع الحكومة المصرية علي مواصلة جهودها من أجل إحالة منفذي هذه الجريمة إلي القضاء وكذلك لإعادة فرض الأمن والهدوء في المنطقة. نحث الشعب المصري بمجمله علي التعاون من أجل وضع حد للعنف الطائفي». كما أدانت إيطاليا الحادث أيضا، ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية آكي عن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قوله في بيان: «أعمال العنف التي ترتكب ضد الطائفة المسيحية القبطية في مصر تثير الرعب والاستنكار». وأضاف: «لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل غير مبال، وينبغي ألا يستكين في مواجهة التعصب الديني الذي يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان الأساسية»، مشددًا علي أن بلاده ستواصل «دفاعها في كل المحافل عن مبدأ حرية الدين، باعتباره حقا مطلقا وغير قابل للإنكار». وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في تغطيتها الإخبارية للحادث إن صعود شعبية الإسلاميين المحافظين تزامن معه تزايد شكاوي المسيحيين من اضطهاد الاغلبية المسلمة لهم. وأضافت أن الحكومة المصرية تصر علي أن المسيحيين يتمتعون بالحقوق نفسها التي يتمتع بها المسلمون. لكن الصحيفة أشارت إلي التضييق علي المسيحيين فيما يتعلق ببناء الكنائس. كما أنه يشترط عليهم الحصول علي تصريحات حكومية لتوسيع المنشآت الكنسية القائمة. من جانبها قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن حادث مطرانية نجع حمادي أجج المخاوف من اندلاع «معركة دينية» في مصر. وأشارت الصحيفة إلي الاشتباكات التي وقعت بين المسيحيين والمسلمين، والمتظاهرين ورجال الشرطة، ملمحة إلي إمكانية تطور الوضع في نجع حمادي. ولفتت الصحيفة إلي أن اشتباكات المسيحيين مع رجال الشرطة - أمس الأول - حملت مظاهر القتال. ووصفت صحيفة ال «جارديان» البريطانية أحداث نجع حمادي بأنها «من أسوأ الأحداث الطائفية التي شهدتها البلاد». وقالت إنه «من الواضح أن الحادث كان ردا علي حادث اغتصاب الفتاة المزعوم». وقالت: الصحيفة إن بعض المحللين السياسيين يعتقدون أن تزايد التوترات الطائفية كان وراءه الفشل السياسي للنظام الحاكم، والذي واجه تصاعدا في المعارضة الداخلية في السنوات الأخيرة. ونقلت الصحيفة عن نبيل عبدالفتاح، مدير وحدة الدراسات الاجتماعية والتاريخ بمركز الأهرام للدراسات القول «لم يكن هذا حادثًا منعزلاً». وأضاف عبدالفتاح «لقد خرج (الحادث) من اضمحلال الوحدة الوطنية في مصر، والذي نشأ بدوره من خلال استغلال السياسيين للدين علي نطاق واسع.. كانت هناك محاولة من جانب الحكومة والجهاز البيروقراطي لتشجيع الأسلمة في محاولة لإخفاء عدم شرعية». وأشارت مصادر دبلوماسية أن «هيلاري كلينتون» وزيرة الخارجية الأمريكية ستستفسر من «أحمد أبوالغيط» وزير الخارجية المصري الموجود حالياً في واشنطن، عن حقيقة الأحداث التي وقعت في نجع حمادي في ضوء اهتمام الإدارة الأمريكية بمتابعة ملف الأقليات الدينية خالد محمود ومصطفي عبدالرازق في مصر.