نفت جماعة "الإخوان المسلمين" أية علاقة لها بالتنظيم المزعوم المتهم أفراده باعتناق سيد قطب وحيازة أسلحة لاستخدامها في مهاجمة أهداف من بينها ضريح "أبو حصيرة" الذي يحتفل به اليهود، وقال إنه لا علاقة بهذه الاتهامات من قريب أو من بعيد، وإنها ادعاءات دأبت الأجهزة الأمنية على ترديدها. واعتبر الدكتور محمد مرسي المتحدث الإعلامي باسم "الإخوان" في تصريح ل "المصريون" أن ما يشاع حول اعتناق تلك الجماعة لفكر سيد قطب يهدف في المقام الأول إلى الإساءة لسمعة هذا الرجل المعتدل، مشيرا إلى أن الجماعة سبق وأكدت على أن أفكاره هي أفكار معتدلة تمثل الفكر الإسلامي الوسطي النابع من القران الكريم والسنة النبوية المشرفة، وقامت قبل ذلك بتصحيح الأفكار المغلوطة والتي فهمها البعض خطأ عن قطب في كتب "دعاة لا قضاة". وعما إذا كانت هناك علاقة بين توجيه تهمة اعتناق أفكار سيد قطب للتنظيم المزعوم وفوز الدكتور محمد بديع بمنصب مرشد "الإخوان" والذي ينسب إلى القطبيين، قال مرسي إن الجماعة لا تعترف بهذه المسميات فهي لا تعرف معنى قطبي أو إصلاحي أو محافظ، وإنما الكل يعتنق الفكر الإخواني السليم المستمد من القران والسنة والذي يمثل الإسلام الوسطي المعتدل، واستبعد أن يكون ذلك دليلا على وجود نية للأجهزة الأمنية للتحرش بالجماعة. إلى ذلك أكد ضياء رشوان نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" والعميد صفوت الزيات الخبير العسكري الاستراتيجي أن هناك مبالغات في اتهامات مباحث أمن الدولة لما قيل إنه تنظيم مسلح ينتمي أعضاؤه لمنهج سيد قطب بمحاولة تفجير ضريح "أبو حصيرة" أثناء احتفال اليهود الإسرائيليين، فضلا عن اتهامات بحيازة أسلحة وصواريخ ل "القسام" لتفجير عدد من البنوك وضرب السفن الأمريكية في قناة السويس خاصة وأن مجموعة المتهمين لا يزيد عددهم عن 20 عضوا. ووصف رشوان لائحة الاتهامات الموجهة لأعضاء هذا التنظيم المزعوم بأنها مثل "روشتة العطار" التي تحتوي على كل الوصفات وتحتاج إلى تفسير، مشيرا إلى أن لائحة الاتهام تحتاج إلى جيش مثل الجيش الأمريكي لتنفيذها وليس لجماعة. وتتضمن الاتهامات لأفراد المجموعة تنظيم معسكرات عسكرية بصحراء مدينة دمياطالجديدة والتدريب بالذخيرة الحية والسفر إلى السودان للالتحاق بحقل الجهاد ب "دارفور" والتدريب هناك على عمليات التفجير وعودتهم للقيام بتدريب باقي المجموعة من أجل القيام بعدد من الأعمال التفجيرية ومنها محاولة تفجير بعض السفن الأمريكية العابرة بقناة السويس ورصد عدد من البنوك داخل مدن القاهرة والإسكندرية لتفجيرها بالكامل. وتساءل رشوان: هل يمكن لمجموعة لا تضم أكثر من 20 عضوا القيام بكل هذه العمليات، وكيف دخلت هذه الأسلحة إلى الأراضي المصرية، وتابع: إذا كانت حيازتها لصواريخ "القسام" التي تصنعها حركة "حماس" اتهامات سليمة فيجب محاسبة الأجهزة الأمنية التي لم تقم بمهامها في منع دخول هذه الأسلحة والصواريخ إلى مصر، لكنه شككك في صحة ذلك وقال إن ذلك يهدف إلى الإساءة لحركة "حماس". وألمح إلى أن ذلك قد يكون بداية للتحرش بجماعة "الإخوان المسلمين" بعد الانتخابات الأخيرة، إذ من بين الاتهامات اعتناق أفكار سيد قطب خاصة بعد فوز الدكتور محمد بديع بمنصب المرشد العام للجماعة وما يشاع ويتم ترويجه من أنه قطبي يعتنق أفكار سيد قطب، واصفا هذا الاتهام ب "الغامض" وعلق بسخرية قائلا: على الأجهزة الأمنية أن تحدد نوع الأفكار القطبية التي تعتنقها هذه المجموعة وهل هي أفكار عن الحاكمية أم الجاهلية أم عن التصوير الفني في القران أم أفكاره في النقد الأدبي. أما الزيات فقال إن الاتهامات الموجهة للتنظيم الخاصة بحيازة صواريخ القسام "غير مقبولة ومرفوضة في ذات الوقت"، لأن "حماس" حركة تحرر وطني من الدرجة الأولى ولديها همومها تجاه المواجهة مع الكيان الصهيوني لتحرير الأراضي المحتلة، وتساءل: لماذا تستهدف "حماس" ضريح أبو حصيرة على الأراضي المصرية ولا تستهدف الإسرائيليين الموجودين في قبرص أو اليونان أو تركيا أو الولاياتالمتحدة أو أي دولة أوربية؟. واعتبر أن توجيه اتهامات لأعضاء التنظيم المزعوم بحيازة صواريخ القسام لا تخرج عن السياق السياسي والأمني السائد حاليا، وألمح إلى أن الهدف منها هو إدخال مصر في علاقات متردية مع "حماس" بما قد تستغله إسرائيل لشن عدوان جديد على قطاع غزة، وإن كان ذلك مستبعدا في ظل أزمة تقرير جولدستون ووجود اتجاه إسرائيلي داخلي لتشكيل لجنة تقصي حقائق حول العدوان على غزة. وكانت نيابة أمن الدولة العليا بدأت الخميس الماضي التحقيق مع تنظيم جهادي مسلح اتهمته مباحث أمن الدولة بالانتماء لمنهج سيد قطب حيث واجه الموقوفون اتهامات بمحاولة تفجير ضريح أبو حصيرة أثناء احتفال اليهود الزائرين القادمين من إسرائيل وعدد من الدول لقتلهم وتصفيتهم، وحيازة كمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة ورؤوس الصواريخ من بينها رؤوس لصواريخ القسام الفلسطينية التي تشتهر بصناعتها حركة "حماس".