تقوم معظم دول العالم عند حدوث أزمة مالية اقتصادية كبيرة بها بإجراء عدد من الإجراءات التقشفية كمحاولة الخروج من هذه الأزمات المالية والاقتصادية بأسرع وقت ممكن حني لا يترتب عليها أزمات أكبر علي المستوي السياسي والاجتماعي لهذه الدول. وأما نحن في مصر فلا نزال نعيش في رفاهية دبلوماسية منذ عهد الرئيس المشلوح وحني الآن، حيث وصل عدد السفارات المصرية فى الخارج 170 سفارة مقابل 117 للولايات المتحدة الدولة العظمة في السياسية الخارجية العالمية. وبالرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر الآن ألا أن شئ لم بتغيير في برنامج وزارة الخارجية المصرية، حيث لا تزال عشرات السفارات المصرية في الخارج كما هي تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية، مما يكلف خزانة الدولة المصرية الملايين من العملات الصعبة، والتي تنفق علي السادة أعضاء البعثات الدبلوماسية المصرية وعائلاتهم الكريمة في جميع أصقاع الكرة الأرضية والتي تشمل مصاريف الإقامة وبدل السفر والحراسة والسيارات والصيانة والمباني المؤجرة ومدارس خاصة لأبناء البعثات الدبلوماسية المصرية ................ ألخ. والشئ الغريب أن هناك بعثات مصرية في دول لا يعرف الكثير من شعب مصر عنها شئ ، فلو قامت بإجراء استفتاء عام في مصر: (من يعرف أين تقع دولة موزمبيق في قارة أفريقيا سوف تجد نسبة الإجابة بالمعرفة أقل من 5% ، كذلك السؤال عن دولة مثل كمبوديا أو نيبال في قارة آسيا، فيكون السؤال المطلوب له إجابة من وزير خارجية مصر ما هي الفائدة السياسية أو الاقتصادية المحققة من فتح سفارات مصرية بهذه الدول ، ننتظر الإجابة . وننقل كلام بعض الخبراء والمتخصصين حيث يقول الدكتور عبد المنعم المشاط أستاذ العلوم السياسية: استمرار صناعة السياسة الخارجية لمصر بعد الثورة بنفس الآليات والأساليب السابقة، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك مجلس للأمن القومي يرسم السياسة الخارجية. إعادة هيكلة الوجود الدبلوماسي لمصر فى الخارج، متسائلا هل من المعقول أن يكون لمصر 5 قنصليات في أمريكا؟، وهل معقول أن يكون لنا سفارة فى روما، وأخرى فى الفاتيكان والمسافة بينهما لاتتعدى بعض كيلو مترات؟، وأضاف أن عدد السفارات المصرية فى الخارج يزيد على عددها للولايات المتحدة. وقال المشاط فى المؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية حول مستقبل مصر والتحديات الاقتصادية والسياسية، الآن عدد الدبلوماسيين المصريين فى تزايد سنة بعد الأخرى، كما طالب بضرورة إلغاء المكاتب الثقافية لمصر فى الخارج، خصوصا أن هناك عددا من الدول أقدم على هذه الخطوة ومنها قطر. كما يقول الدكتور مصطفى عبد العزيز مساعد وزير الخارجية السابق: إن مسألة تقليص عدد السفارات المصرية في الخارج تحكمها الجدوى السياسية والاقتصادية، فمسألة ترشيد النفقات المالية مطلوبة في المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر حاليا، وهي ليست جديدة، فقد سبقتنا إليها عدد من الدول الأغنى من مصر مثل بريطانيا وألمانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية كنوع من ترشيد النفقات، ثم إن الإبقاء على سفارة أو إلغاءها محكوم بحجم مصالحك في هذه المنطقة والعائد المتوقع من هذه العلاقة، سواء اقتصاديا أو سياسيا، فدور السفارة يجب أن يتخطى مجرد التمثيل المظهري وسيادة الدول، إلى حجم المنفعة والعائد من وجودها، ومسألة إلغاء سفارة معينة والإبقاء على الأخرى متروك لمن بيده القرار. كما يقول الدكتور على السلمي نائب رئيس مجلس الوزراء لشئون التنمية السياسية والتحول الديمقراطي يقوم الآن بوضع خطة لإعادة هيكلة وزارة الخارجية وتقليل عدد السفارات المصرية بالخارج لترشيد النفقات ، والأرقام تؤكد أن مصر لديها 170 سفارة في دول العالم، وهو عدد كبير جدا إذا ما عرفنا أن دولة مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها 90 سفارة فقط. وتأتي هذه الخطوة في ظل سياسة الترشيد التي تنتهجها الحكومة الحالية، حيث أن تقليص عدد السفارات الخارجية من شأنه أن يقلل مليارات الجنيهات سنويا، حيث تتضمن الخطة إلغاء عدد من السفارات والبعثات الدبلوماسية في الدول التي لا تربطها بمصر علاقات اقتصادية وسياسية قوية والاكتفاء بمكاتب تمثيل، ودمج بعض السفارات المصرية في الخارج في سفارات واحدة مركزية لعدد من الدول المتجمعة، مثل دول أمريكا الجنوبية وبعض دول آسيا . هذه بعض آراء أهل الخبرة والعلم ويبقي القرار للسيد الرئيس والحكومة المصرية في اتخاذ القرارات المناسبة للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، والتي مما لاشك فيه أنها أصعب مرحلة تمر بمصر منذ عدة عقود، وقد نسمع بعض الأصوات التي تنادي بالإبقاء علي هذه السفارات للاستفادة منها في تقوية علاقات مصر بهذه الدول، والسؤال ولما لم يحدث هذا منذ عقود، الآن أصحبت هذه السفارات صاحبت دور دبلوماسي وسياسي كبير لمصر علي المستوي العالم. بعض الآراء تقول أن مصر دول كبيرة ولها مكانة سياسية كبيرة ولا يمكن غلق هذه السفارات حفظا علي مكانة مصر، وكأن الولاياتالمتحدةالأمريكية الدولة العظمة تريد لنفسها مكانة أقل من مصر حيث أن عدد السفارات الأمريكية في العالم أقل من مصر بكثير. للأسف هناك بعض أصحاب المصالح الشخصية يحاربون شعب مصر من أجل المحافظة علي مكاسبهم الخاصة، نحن نريد خلال هذه المرحلة التفكير بروح وطنية مخلصة لخدمة مصر وشعب مصر وترك الأهواء والآراء الشخصية وترك المصالح الشخصية من تعيين أبناء الدبلوماسيين في الخارجية والسفارات المصرية ولو علي حساب مصر كلها. نتمنى من الحكومة المصرية قبل التفكير في القروض الخارجية وتحميل شعب مصر مزيد من الديوان والتكاليف الشاقة ، العمل علي تقليل النفقات وفرض سياسة تقشف شديدة علي الجهات الحكومية في الداخل والخارج والعمل بسرعة علي إنهاء خدمة جيش المستشارين المنتشرين في جميع الوزارات المصرية ، فإن ذلك سوف يوفر الملايين من الجنيهات وسوف يتيح للآلاف من شباب مصر فرصة العمل وخدمة مصر . ويبقي الأمل في أن تكون مصر لكل المصريين، أن تكون الوظائف لجميع أبناء مصر بدون واسطة أو رشوة أو محسوبية، بل يجب أن يكون الاختيار علي أساس واحد فقط هو التفوق والنجاح والله ولي التوفيق . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]