يروق لي مايتمتع به الساسة في أمريكا من خيال خصب في أدارة شئون العالم،وتجلى ذلك عياناً في تفجيرات بوسطن الأخير والذي راح ضحيته حفنة من الأبرياء إضافة إلى رجلين من أصل شيشاني ،وكأن الحادث دوي أنذار ورسالة إحتجاجية مفادها تحذيرللدب الروسي من طريقة توغله وعيثه في المنطقة الملتهبة وإخلاله بقواعد اللعبة السياسية المتفق عليها من قبل واشنطن وحلفائها. تذكرني مأساة بوسطن بعدة أعمال درامية أمريكية شهيرة تناولت تجاوزات وانحرافات وكالات الأستخبارات الأمريكية المعنية بأستراتيجيات الدفاع والأمن القومي عن مسارها المنوط به وانزلاقها إلى مستنقع العمليات القذرة داخل الأراضي الأمريكية بغية إبتزاز الحكومة وتلافياً لتسريحها ولإدرار التمويل الحكومي، ولعل أبرز تلك الأعمال الدرامية المسلسل الأمريكي الشهير "24 والذي تناول قيام وكالة إستخبارات أمريكية باعتقال شقيقين من أصل باكستاني_ شريطة ان يكونوا عرب أو مسلمين_ومساومة أحدهما على أطلاق سراح الأخر مقابل قيامه بتفجير حقيبة تحوي غاز سام في محطة مترو للأسباب التي ذكرناها سالفاً،ثم يأتي دور الحكومة لتستثمر مادة الحدث على الصعيد الدولي بلكنة سياسية تدعى "هاردكور" كل شي مباح بلا قوانين يتم توظيفها جيداً في حقل الأزمات من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب المشروعة سياسياً . ولعل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر تؤكد تلك الشواهد وتدعم مخاوف قادة الرأي من تعرض الشعب الأمريكي لسلسلة من التفجيرات يقف خلفها القائمين على إدارة شئون البلاد فهناك شواهد تؤكد ضلوع الأستخبارات الامريكية والأسرائيلية في مذبحة ال11 من سبتمبر من أجل تعزيز الوجود الأمريكي في منطقة النفط إلى مابعد العراق إيماناً بقواعد اللعبة "تملك ماتقتله"هذه هي السياسة التي تنتج مسوخ الزومبي . واهم من يظن أن وصول الأخوان المسلمين سدة الحكم في مصر واستئثارهم بالسلطة سيناريو صنيعة أمريكا ،هذه ذرائع واهية يتقولها الفاشلون ويلوكها الساقطون من المتنطعين ذوي السفسطه نكاية في الأخوان، الجماعة لديها حلم يراودها طيلة عقود وهذا مايقلق القائمين على إدارة قواعد اللعبة السياسية ،فالجماعة لن ترضى لمصر أن تقتات على مايتفضل به الأسياد مثلما كان يحدث مع النظام السابق في ملحمة" الأسياد والفرافير" بطريقة " يطعمني من جوفي" لكنها ترى أن من القوة أن تخرج لتصطاط مثلما يفعل الأسياد تحقيق الأكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء والسلاح...الخ لذلك يسعى القائمين على قواعد اللعبة السياسية من إرهاق النظام الحالي وإرباك المشهد بغية ترويضه وكبح جماحه ليقبل مكرهاً العرض المقترح من لدنهم وهذا ما أعلنته وزيرة الخارجية الامريكية في رسالة تطمئن بها إسرائيل لاداعي من القلق فالنظام الحالي المصري يواجه أزمات إقتصادية طاحنة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]