هذا هو باختصار خلاصة الأوضاع في مصر في هذه الأيام الصعبة والعصيبة من تاريخنا .فأصبح الكثير منا تائها لا يدري أيبادر بالنقد تجاه قرار أو مشروع معين أم يبارك هذا المشروع أم يلتزم الصمت كي لا يساء فهمه . فأكثر هذه الأمور قد تحتمل الصواب والخطأ وإذا غابت الموضوعية تدخل الهوى الذي يصوب الخطأ وإن كان زاهقا ويشوه الحق وان كان ظاهرا كما يقال: وعين الرضا عن كل عيب كليلة...ولكن عين السخط تبدي للك المساويا . كل هذا في ظل حالة استقطاب بغيض لن يكون في صالح الوطن أولا وآخرا . نعم لقد عاشت مصر حقبا في تاريخها قد تكون أحلك وأصعب مما نعيشه هذه الأيام ولكن الأمور وقتها كانت ساطعة واضحة لكل ذي لب بل للعموم من الناس كذلك ، فكان معسكر المصريين الوطنيين الذين يبذلون أرواحهم طلبا للحرية والإستقلال ومعسكر المحتل الغاصب وأذنابه من المنتفعين .فلم يكن خافيا على كل ثائر حر معسكر الحق من معسكر الباطل. كان ذلك واضحا و جليا في الثورة العرابية وثورة 1919 ثم العمل الوطني المشترك قبل 1952 حيث اتحدت القوى الوطنية الرئيسية بزعامة الوفد والإخوان وكذلك الشيوعيين لإجلاء المحتل فعمت الثورة أرجاء الوطن ومدارسه وجامعاته وشوارعه وميادينه فأجبرت الإنجليز على سحب قواتهم من القاهرة والمدن إلى منطقة القناة وأعيدت حكومة الوفد الناطقة بلسان الشعب وقتها فكانت الثورة جارفة تسير بخطى ثابتة إلى أن دُبر حريق القاهرة ثم أعقب ذلك (ثورة) يوليو 1952 وما أدراك ما ثورة يوليو؟؟ في هذه الفترة الثورية من تاريخ مصر وأعني الفترة التي سبقت ثورة يوليو من عام 1924 الي ماقبل الثورة عاشت مصر فترة زاهية من الإزدهار الفكري فظهر شوقي وحافظ إبراهيم وطه حسين والعقاد والمازني وغيرهم وظهر عمالقة الإقتصاد مثل طلعت حرب في بنك مصر ومجموعة متميزة من الشركات المصرية وسياسيا كانت الجامعة العربية وقبل الجميع أن تكون مصر قيادتها ومقرها فكانت الثورة الوطنية المقبلة تبشر بتحرر مصر وإقبالها على درب الثورة الصناعية المرجوة وكانت الوحدة الوطنية ووضوح الرؤية والهدف وإعلاء صالح الوطن على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة سببا في هذا الشعور والإنتعاش. وأخيرا كي لا أطيل السؤال هو : هل سيفعل الدكتور مرسي وجماعته بالثورة المصرية ما فعله جمال عبد الناصر بنفس حالة الثورة (التي سبقت يوليو) منذ أكثر من ستين عاما ؟؟؟ أم ان الدكتور مرسي يسير بخطوات ثابته نحو تحقيق أهداف الثورة وأحلام المصريين وما يشاع من أخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها والتبعية الأمريكية وحكم المرشد ودكتاتورية الرأي ومشاريع القوانين بمجلس الشورى وغيرها ...ما هي إلا أوهام وهواجس في عقول الكثيرين ؟؟؟ دمتم بسلام أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]