الرئاسة تسابق الزمن لإنهاء أزمة القضاة

مرسى يتلقى اقتراحات وشكاوى الهيئات القضائية.. وتفاهمات حول بقاء وزير العدل والنائب العام ووقف هجوم الإخوان على "رجال العدالة"
كشفت مصادر قضائية مطلعة، أن مؤسسة الرئاسة تسعى جاهدة إلى احتواء الأزمة مع القضاة، التي اندلعت مؤخرا بسبب مشروع قانون السلطة القضائية، مؤكدا أن الرئيس محمد مرسي طلب من الهيئات القضائية رفع اقتراحاتها للبت فيها خلال أيام.
وأكدت المصادر القضائية، التي فضلت عدم ذكر اسمها، أن من بين الاقتراحات التى تم رفعها للرئيس إجراء حوار بين أعضاء بالسلطة التشريعية ورموز السلطة القضائية للاتفاق على أسس تعديلات القانون والاتفاق على بقاء النائب العام المستشار طلعت عبدالله ووزير العدل مقابل ابتعاد الإخوان عن القضاء، وترك التطهير لأبناء المؤسسة القضائية أنفسهم.
وقال المستشار أحمد سليمان، مساعد وزير العدل ورئيس نادى قضاة المنيا، إن الهيئات القضائية جمعت عددًا من الاقتراحات، تمهيدًا لإرسالها إلى مجلس للشورى لإجراء حوار حولها، منها عرض القانون بعد الانتهاء منه على مجلس القضاء الأعلى وقبول أي اقتراحات بهذا الشأن، إضافة إلى الإبقاء على المستشار أحمد مكى وزيرًا للعدل، وانتظار الفصل في الحكم بشأن رحيل المستشار طلعت إبراهيم من منصب النائب العام.
وأوضح سليمان أن من بين المقترحات التنبيه على قيادات جماعة الإخوان بعدم التعرض للقضاء والابتعاد عن محاولات إثارة الرأى العام ضده، ورفض أي تظاهرات أمام المؤسسات القضائية، في مقابل ابتعاد القضاة عن السياسة لعدم الزج بهم فى أية معارك سياسية تشغل القاضى عن وظيفته الأساسية فى تحقيق العدالة واستقرار المجتمع.
ووصف محمود فرحات، المستشار بهيئة قضايا الدولة محاولات الرئاسة لاحتواء الأزمة بأنها "محمودة"، مؤكدا أن الهيئات القضائية فى أمس الحاجة إلى ذلك لتخفيف حدة الاحتقان بينها وبين مؤسسات الدولة، خاصة فيما يتعلق بالاقتراحات المقدمة من رؤساء الهيئات القضائية بإجراء حوار مع الشورى حول القانون وتأجيل مناقشة الأوضاع القضائية في هذه الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد.
وطالب المستشار فرحات بالأخذ بالاقتراحات الكثيرة التي أعدها القضاة تمهيدا لإرسالها للرئاسة ودراستها جيدا للأخذ بها في المستقبل.
وقال المستشار حسن البدراوى، نائب رئيس مجلس الدولة، إن ما جرى خلال الفترة الأخيرة من منازعات سياسية حول مؤسسة القضاء أمر مرفوض ويضر بالبلاد، معتبرا أن مبادرة الرئاسة لإنهاء الأزمة تحرك إيجابي ونرحب به وندعمه.