الاختراقان اللذان حدثا في جهاز المخابرات الأمريكية يدللان على هشاشة هذا الأخطبوط ، وفشله ،بعكس مايتوهم البعض ، ولعل الحدثين يدلان على علة أخرى تكمن في تفشى روح الانقسام بين عناصره ، ومحاولة كل طرف فيه اثبات صوابية وجهة نظره في أسلوب مواجهته لما تعارفا عليه باسم الارهاب .. اقول : لانستطيع أن نستبعد تورط عناصرالسياسة (البوشية التشينية) في اغفال كامل عناصر الجهاز عن محاولة النيجيري عبدالمطلب في حادثة طائرة ديترويت ،وحادثة همام البلوي في خوست بافغانستان ، بهدف اشعار المجتمع الأمريكي ، بفشل أسلوب أوباما في مواجهة الأخطار المحتملة من اعدائه . أغلب الظن أن أوباما شعر بذلك وقد لمّح في تصريحاته بما يختلج في صدره ,. وفي حالتي الاختراق (الداخلي أوالخارجي) نجد أن الجهاز قد تدهورت حالته بصورة واضحة، ومايدلل على ذلك هو التكرار المستمر لخيباته في الحصول على معلومات مؤكدة ، وقد اضر بسمعة دولته ،(المنهارة أصلا خلقيا وحرفيا) في عملياتها العسكرية ضد الأبرياء في مختلف مواقعها.. كما تدلل الاعداد الهائلة التي اُعتقلت في سجونها المباشرة وغير المباشرة في شتى اصقاع الأرض ، ولم يثبت على معظمها أي تهمة أو ادانة ,,وقد زاد هذا الوضع المزري لممارساتها من حجم الغضب والاحتجاج لدى الشعوب المنهوبة والمحتلة ، ووسّع من رقعة المقاومة ومن حجم التأييد للقوى الممانعة في مختلف دول العالم.. المفترض في جهاز كهذا يملك من الامكانات والخبرات الشيطانية ، ما لايسمح بمثل هذه السذاجة (اذا كان الافترض في محله عمليا ). ولكن سجله يُنبئ عن تفاهة عناصره ،وكبر حجمه اصابه بالترهل والغرور ,, صحيح استطاع أن يخيف الأنظمة المتخلفة عقليا واداريا في كثير من بلدان العالم الثالث ، ولكنه يعاني الامرين من القوى الحية والادارات المنضبطة ، والتي جعلت من خناجره أداة تطعن في خاصرته في أكثر من موقع، وقد دفع أثمان تجنيدها وتجهيزها..ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل ضيّع بوصلة أجهزة أخرى تعمل تحت طائلة برامجه ومغامراته .. فأصبحت بالتالي ألعوبة في أيدي أعدائها..ولايفوتنا أن بعض عناص اجهزة الأنظمة التابعة تمرد على واقع ساسته المخزي ، فكان خرقا فاعلا في منظومة الجهاز المهيمن المترهل .. كما أن فشل الأعلام الغربي والأعلام المواكب لموجته في الاستمرار في عمليات التمويه والتعمية لكل تلك الممارسات الضاربة في التهور والغباء ،ساهم في فضح عنجهة الغرب ،وتأكيد مصداقية الأعلام المناهض ،ولذلك يسعى الغرب الى محاربة وسائل الأعلام المناهضة ،بطرق لاتمت لشعار الحرية والديقراطية بأية صلة ، على غير ما توهم البعض عن حقيقة العقلية الغربية ووجهها المضلل والبشع ,, هذا المسار سيجعل منها نازية وفاشية جديدة وستضطر الى ازاحة قناعها الزائف والخادع للسذج والبلهاء.. وتتحول الى أنظمة دكتاتورية مفضوحة وستعمق الأزمات الأقتصادية المتلاحقة في الغرب ( رغم ادعاءات التحسن الكاذبة) من حجم التململ في اوساط شعوبها ،وتسري همجيتها على بيضها وسودها وكل ألوانها ، خاصة بعد ظهور دعوات الانفصال في أكثر من ولاية في مركز الارهاب العالمي وزعيمته,,