استغرب من هذه الضجة التي افتعلها "هيكل" وشلته، بشأن تصريحات د. مصطفى الفقي، والتي قال فيها إنه لا يتوقع وجود "فيتو" أمريكي أو إسرائيلي على الرئيس القادم لمصر! هيكل طوال عمره يتهرب من أية مواجهة لا يرد ولا يصد إزاء أية كتابات جادة تنتقده أو تحاول أن تحاوره.. حتى في "الجزيرة" يُطلق له العنان ليقول ما يشاء دون معقب!.. وإذا حاوره أحد كان من مذيعي "الجزيرة" ولا يُسمح لأحد أن يشارك لا هاتفيا ولا في حضوره في مناقشة الرجل فيما يثرر به.. والمرة والوحيدة التي ناقشه فيه البعض.. كان هذا "البعض" من شلته و"مريديه" الذين أحالوه إلى "صنم" أو "وثن" يعبدونه آناء الليل وأطراف. "هيكل" الذي على هذا النحو، "اتحمق" من تصريحات "الفقي" وأرسل رسالة اعتذر فيها على "ازعاجه" لصحفي "صغير" يرأس تحرير صحيفة ساوسرية لم يقيد في نقابة الصحفيين إلا منذ سنوات قليلة مضت، ويستسمحه ويرجوه ويتوسل إليه أن ينشر تعقيبه على "الفقي"!. منذ متى و"هيكل" يرد ويعقب لا أدري؟! حاجة فعلا تحير! المسألة في مضمونها الحقيقي، هي حالة "تصيد" طفولية لا تليق ب"الأستاذ" وتعكس فعلا ما قيل بأن "هيكل" "ظاهرة ثأرية" وليست صحفية، وأن الرجل تحركه مشاعره "الخاصة" وليست المصلحة العامة.. فالكلام الذي قاله "الفقي" تحصيل حاصل، ولم يكن بالفجاجة التي حاول هيكل أن يتصيد "مؤسسة الرئاسة" من خلالها، فالتوقع بعدم وجود "فيتو" إسرائيلي أو أمريكي على الرئيس القادم لمصر، لا يعني أنهما شريكان في اختيار رؤساء مصر، وإلا كان عبد الناصر الذي صنع هيكل اختيارا إسرائيليا وأمريكيا أيضا، وليكون "هيكل" جزءا من هذه "الصفقة" بالتبعية. ما كان يقصده الفقي واضحا تماما، هو أن الرئيس القادم لن يثير أية تحفظات أو مخاوف دولية أو إقليمية .. لأنه سيأتي من داخل مؤسسة الحكم ذاتها وليس من جماعة الإخوان المسلمين أو من خلايا القاعدة في "تارابورا" أو من حزب العمل المجمد المعادي لاتفاقيات السلام أو للولايات المتحدةالأمريكية، وهو كلام طبيعي ومنطقي وهو ما سيحدث فعلا، وإلا كانت المعارضة مسرفة في تفاؤلها وتتوقع على سبيل القطع بأن حمدين صباحي مع احترامي وتقديري الشخصي له سيكون هو رئيس مصر المقبل. .. المسألة فقط أن هيكل استغل كلام الفقي ليدلف منه لاعادة "اهانته" للرئيس الذي أذله والتزم بنصيحة السادات بتصفية جميع "الخلايا النائمة" التي اخترقت مؤسسة الرئاسة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وشاركت في جرائم ضد الإنسانية وضليعة في صنع هزيمة يونيو المخزية.. تصفية حسابات يعني. ما الجديد والمثير إذا صرح سياسي رسمي أو أستاذ علوم سياسية وقال إن رئيس مصر القادم من المفترض أن لا يكون مقلقا للمجتمع الدولي وسيما القوى الدولية التي تتقاطع مصالحها مع دولة كبيرة ومؤثرة مثل مصر؟!.. بل لا يمكن أن يثير قلق مناطق أخرى في العالم قد تكون مفاجأة للقراء مثل "الخليج العربي" وهذا الكلام أنا سمعته بنفسي من صحفي كبير وثيق الصلة بدوائر متنفذة في السلطة. مشكلة "هيكل" هي أسوأ بكثير من مشاكل المعارضة التقليدية، لأنه إذا كانت الأخيرة ضعيفة أو هشة أو مخترقة وفاسدة.. فإن "هيكل" أحال "معارضته" إلى خصومة وثأر شخصي لا علاقة له لا بمصر ولا بمصالحها ولا بأمنها القومي.. المهم "هيكل" يكون على "الحجر" وبس. [email protected]