مع كل خطاب أو حوار جديد للدكتور محمد مرسي يتوقع البعض من حسن النية الذين عصروا على أنفسهم ليمونة وانتخبوه أن يقول شيئًا جديدًا أو مفيدًا أو أن يتوقف عن أسلوب المراوغة واللف والدوران ويتجنب عقيدة الكذب ومنهج الخديعة وطريق الفشل إلا أنه في كل مناسبة يخذل الجميع باستثناء أنصاره وأهله وعشيرته الذين يعتقدون كذبًا وزورًا وبهتانًا أن إنجازات ال10 أشهر تملأ مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها وأن فرص العمل أصبحت لا تجد من يشغلها وأن الاستثمارات تتدفق على مصر بمليارات الدولارات وأن المخابز أصبحت تقدم لزبائنها البسكويت بدلا من الخبز بالمسامير، والمستشفيات العامة أصبحت تبحث عن مرضى لتقديم العلاج المجاني لهم، وأن كثافة الفصول تراجعت بمعدل فصل لكل تلميذ وأن آلاف المصانع عادت للعمل من جديد، وأن الدولار لم يعد قادرًا على الصمود أمام الجنيه ويطلب الرحمة. وهذه الإنجازات الوهمية لا يراها سوى الرئيس وجماعته وحزبه وحواريه ويكذبون كل من يتحدث عن الواقع. وفي حوار مرسي الأخير على قناة الجزيرة واصل سياسة الكذب والادعاء والمراوغة واللف والدوران، واعتبر التراجع تقدمًا والفشل تفوقًا وانهيار الاقتصاد خطة مدروسة تحتاج إلى مجانين لفهمها عفوًا "عقلاء"، وإننا الآن في مرحلة الغرس وفي انتظار الحصاد هكذا قال الرئيس عندما سألته المذيعة عن الواقع المصري، وهو لم يكذب في هذا وربما كان صادقًا للمرة الأولى في حديثه مع الشعب المصري، فقد غرس الفرقة والفتنة والخراب والتراجع والفشل والانقسام والأخونة في كل مؤسسات الدولة. وهذا هو الحصاد الذي يريد أن يحصده من أجل تمكين جماعته أكثر وأكثر وعندما سألته المذيعة عن تراجع شعبيته في الشارع امتعض من السؤال، وأكد أن شعبيته في تزايد وأننا علينا الاحتكام إلى الشارع، كما قال سابقًا إن علينا الاحتكام إلى الصندوق وليس ترديد المضحكات المبكيات التي يرددها الأعداء، وهو محق في هذا، وكان صادقًا في تزايد شعبيته وتفوقه على غاندي وجون كيندي ونيلسون مانديلا والزعماء العظام، وأن الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج يهتفون باسمه "يعيش حكم المرشد". والشعبية التي يقصدها مرسي هي شعبيته لدى الإخوان وحزب الحرية والعدالة، فعندما يتحدث إلى الشعب يقصد شعب الإخوان وعندما يخاطب الجماهير يقصد جماهير الجماعة، وعندما يطلب لقاء القوى السياسية يقصد حزب الحرية والعدالة، فهو لا يرى غيرهم، ولا يجد سوى المرشد هاديًا والشاطر دليلًا والكتاتني صاحبًا والعريان منقذًا والبلتاجي مدافعًا وأبو العلا ماضي وعصام سلطان منفذين بدقة لما يؤتمران به والجماعة حامية له فهؤلاء وطنة وعشيرته وقومه وعائلته يرى ما يرون، ويتحدث بما يقولون ويسمع ما يرددون أحبابهم أحبابه وأعدائهم أعدائه وأبناؤهم أبناؤه والأيام الماضية أثبتت صحة هذا، وإلى من ينتظرون غير ذلك فهم واهمون، وينتظرون المستحيل ويركبون طائر النهضة الذي يفرد جناحية داخل مقر حزب الحرية والعدالة، ولا يراه سوى أبناء الجماعة الذين يعيشون داخل "جيتو" الإخوان. مرسي لن يتغير وسيظل ولاؤه للجماعة والإخوان مهما طال الانتظار، وعلى كل من عصر على نفسه ليمونة ومنح صوته لمرسى الاعتراف بخطئه والعودة للمشاركة في مسار الثورة وليس الانتظار على أمل أن يصبح مرسي رئيسًا لكل المصريين، فهذا لن يحدث، لأن القرار ليس قراره وعليه أن ينفذ ما يطلب منه. [email protected]