يخطئ من يظن أن معركتنا ضد مبارك ونظامه ورجال حكمه وقضاته وإعلامه ولواءاته وجنرالاته وثورته المضادة بأسرها معركة قانونية! إنها سياسية بامتياز ! فالثورة في أبسط تعريف لها هي فعل غير قانوني لتغيير النظام الحاكم. أي أن الثورة والثوار يظلون في نظر النظام الحاكم - بما يحاولون القيام به من مظاهرات واعتصامات وإضرابات- مجرمين خارجين عن القانون يجب محاكمتهم أو حتى إعدامهم والتخلص منهم! وهذا ما كان سيحدث لو فشلت الثورة لا قدر الله أو فاز مرشحها المتلعثم الهارب إلى دبي أحمد شفيق! لو كانت المعركة بيننا وبين مبارك قانونية فهل لكم أن تخبروني أين الورقة التي وقع عليها مبارك قرار التنحي؟ وإذا كان مبارك قد تنحى فلم تولى المجلس العسكري إدارة شئون البلاد وتقلد السلطتين التشريعية والتنفيذية رغم أن الدستور الدائم للبلاد وقتها كان ينص على تولي رئيس مجلس الشعب السلطة! لو استمررنا في هذا المسار فلربما خرج علينا قاض يقضي بحكمه على هذه الثورة، وفعل ما لم يستطع المجلس العسكري بسلاحه وعتاده! *** وحتى نضع الأمور في نصابها ونطرح القضية الطرح الصحيح، أريدك أن تتأمل هذه الأسئلة بتجرد: 1- هل كان تعيين أبناء القضاة - فقط لأنهم أبناء مستشارين - أمرا واقعا في المجتمع المصري وحقا مكتسبا لهم قبل الثورة وحتى الآن، وتعطى لهم الأولوية في السلك القضائي حتى ولو كان تقديرهم "مقبول" وعلى حساب أوائل الطلاب في الجامعات؟ 2- هل حقا قال رئيس نادي القضاة أن تعيين أبناء القضاة سيستمر ولن يستطيع أحد أن يوقف هذا الزحف المقدس؟ 3- هل كان معروفا للجميع في مصر قبل الثورة أن من يريد أن يعين ابنه في النيابة يتجه إلى عضو مجلس شعب - عن الحزب الوطني طبعا – ويدفع له ما يقرب من 200 ألف جنيه حتى يدرج اسمه في كشوف المعينين؟ 4- هل حدث وأن هبطت طائرة أجنبية على أرض مصرية وحملت على متنها أجانب متهمين في قضية تمويل أجنبي وهربت بهم خارج البلاد دون أن ينطق القضاء الشامخ ولا رئيس نادي القضاة بكلمة؟ 5- هل حقا أصدرت دائرة في القاهرة منذ أسابيع فقط حكما برأت فيه مبارك من إحدى التهم وقالت في حيثياته أن مبارك فعل كل ما بوسعه للنجاة بسفينة الوطن إلى بر الأمان (!!) 6- هل حقا قام القضاء الشامخ بحل برلمان منتخب رغم أنه جاء بإرادة غالبية المصريين ورفض عودة البرلمان السابق أو إجراء انتخابات جديدة رغم أنها قرارات سيادية فقط لتبقى البلاد في حالة فراغ ولا يجتمع لها سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية منتخبتين! 7- هل هناك ملفات لم يقترب القضاء الشامخ من فتحها، بينما يتم الزج بالثوار في السجون على أهون سبب وبدون سبب؟ في الوقت الذي يخلى فيه سبيل كل البلطجية والمجرمين ونجوم الفضائيات الذين اعترفوا على الهواء بما قاموا به من أفعال! هذا بعض من كل! والقلب من قضاة مبارك ممتلئ! إنهم تركوا منصة القضاء العالية وأصبحوا طرفا في معركة سياسية بشكل لا يمكن أن نتغافل عنه، وغدوا بلا ريب رأس الحربة الآن في قيادة الثورة المضادة بعد إقالة المجلس العسكري من ناحية وملل الناس من الإعلام من ناحية أخرى! لذلك فإن تظاهرات ثوار مصر الآن أمام دار القضاء العالي وفي التحرير إشارة البدء لمعركة لن تطول إن شاء الله ضد الفاسدين من أبناء القضاة! ضد كل قاض أو وكيل نيابة باع نفسه لخدمة الثورة المضادة والنظام القديم! وإن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح! وتذكروا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة! وعن هذا القاضي نحن نبحث... أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]