جمعني بوزير خارجية دولة الإمارات العربية لقاء في جدة، حضره بعض القامات السعودية من دعاة ورجال ثقافة وفكر ورأي، كان ذلك منذ سنوات عديدة، أي قبل ما يعرف ب"الربيع العربي"، وأجمع الجميع على أن الإمارات دولة تستوعب الجميع وسياستها الاسيتعابية للجميع تجعل البلد كريمًا مع الكل؛ ولذا خلت أرضها من حوادث إرهابية كنا نسمع عنها ونشاهد صورها المأساوية القاتلة في مصر تارة، وفي السعودية تارة أخرى، وفي دول عربية هنا وهناك.. كانت الإمارات العربية وقتها لا تعادي أحدًا وتظل خيمة التسامح التي تغطي سماءها وكرم خصال شعبها العربي الطيب هما لغة التعامل مع من يحل عليها في أرضها مقيمًا أو زائرًا أو مستثمرًا أو سائحًا.. في الآونة الأخيرة كثرت أخبار القبض على جماعة كذا والإمساك بخلية كذا كما تقول أخبارهم وتحللها بمقولة "تهدد أمن الوطن"، وهي لغة جديدة على بلدة عرفت بالتسامح العربي لأقصى الحدود، وقد وضع حاكمها الشيخ زايد- رحمه الله- مبدأ التسامح مع كل عربي أو غير عربي مادام عبدًا من عباد الله خلقه الله وتكفل الله برزقه وحياته.. ولا أنسى مقولته رحمه الله عندما قيل له إن الإمارات ملئت بالعمالة الوافدة، فقال: "الخلق خلق الله، والأرض أرض الله، والرزاق هو الله".. وهي كلمة تنم عن شخصية عربية مؤمنة بالله ومن منطق إيمانه الصادق بالله كتب الله له ولبلاده الخير ونعمة الاستقرار وحباها بالأمن والأمان.. أما وقد تحولت بوصلة السياسة لمن يقيم على أرض الإمارات حسب التنصيف الديني، والسياسي، والعرقي أيضًا، فإن كثيرًا من السياسات تتغير بشكل بدهي، وتصبح النظرة لغير الإماراتي هي النظرة الدونية التي ينظر إليها كثير من بعض شعوب أهالي الخليج للعاملين على أراضيهم، وهو أمر معيب كانت الإمارات تستثنى منه دومًا ولعهد قريب.. الآن لاتمر فترة قصيرة حتى تعلن أجهزة أمنها أنه تم القبض على خلية أو مجموعة أو جماعية، وكلهم يتم القبض عليهم قبل وقوع شيء أو حدوث ما نقرأه عنهم، وهو أمر يطرح عدة تساؤلات كثيرة أهمها: هل هذا كله مرتبط بالحرب على "الإخوان" التي لم تتزعمها الإمارات في يوم من الأيام عبر سنوات طويلة وعريضة كان الإخوان على أرضها بل دفعها إليها دفعًا بعض الحانقين على الإخوان ممن يتولون بعض شؤون الأمن فيها وطبعًا البركة في المستشارين الكبار المعادين للإخوان والرابضبين على أرض الإمارات، هناك يحللون رواتبهم بالتخطيط والتدبير في كل ما يشكل عقبة أوغصة في حلق الرئاسة المصرية التي يرونها – أي هؤلاء المقيمون على أرض الإمارات- العدو اللدود لهم ويزينون لزعماء الإمارات هذا الخيال المريض. فتسوء العلاقات وتنهار الإخوة العربية والإسلامية، ويزيد الرتق على الخارق، ونصبح عربًا متشرذمين وإخوانا متناحرين.. كنت أتمنى ألا تخلط الأمور الشخصية والاعتقادات التي تغلب عليها "الشخصنة" ممثلة في تغريدات "توتير" أو كتابات "فيس بوك"، فتكون هي المقياس للتعامل، بعد أن يتم امتلاء النفوس بصداها "المتعنصر" –بقصد أو بدون قصد- ضد جماعة دينية أو حزب إسلامي -أيًا كان فصيله- فتكون هي المسيسة لتسير دفة التعامل بين دولة الإمارات العربية الجميلة بأهلها وشعبها الطيب وبين بلدان عربية أخرى وعلى رأسها مصر الشقيقة الكبرى التي يعلم الجميع أنها في القلب وأنها فوق" الشخصنة" و"العنصرة" و"الخلجنة"! ************************************* ◄◄كبسولات منوعة: ◄صحفي إسرائيلي: تل أبيب تحت رحمة المصريين. = ولا تريدون من إسرائيل أن تدق إسفينها بين جيشها وشعبها متمثلًا في سيناء من جهة وبين جيش مصر وجارتها غزة. ◄وزارة العدل ل"الإخوان": نرفض مظاهراتكم لتطهير القضاء = هذا تصريح وزير العدل حتى لايتهمه أحد بأنه" إخواني" أو "تربية إخوانية" كما يحلو للبعض أن يلقي بتهمة "الأخونة" على من ليسوا من "الإخوان". ◄"واشنطن بوست": مجلس الشيوخ خان الشعب الأمريكي لمنعهم مقترح يحد من العنف المسلح. = ليته يكون شرارة لربيع أمريكا حتى نرى ماذا ستفعل أمريكا مع شعبها الثائر. ◄سائق تاكسي يتجاذب أطراف الحديث مع أحد زبائه ليفاجأ أنه الرئيس الصيني بنفسه. = فيلم "طباخ الرئيس" بس على حقيقي مش فيلم للتسلية. ◄◄كبسولات حكيمة ◄ نصف طبيب يفقدك صحتك، نصف إمام يفقدك إيمانك (مثل تركى) ◄ المرء إما أن يتألم كثيرًا، أو يموت شابًا( مثل دانماركي) ◄ يبقى الإنسان حكيمًا مادام يفتش عن الحكمة، ومتى اعتقد أنه وجدها يصبح غبيًا )مثل إيراني) ◄ أعط حبك لامرأتك، وسرّك لوالدتك (مثل أيرلندي) ◄ حديثو النعمة تظل أحشاؤهم مملوءة فقرًا )مثل يوناني) ◄◄ آخر كبسولة.. ملك المدينة أصيب بمرض اضطر فيه أن يقطع أنفه الآن هذا أفضل طريقة طرحها الطبيب للملك، فوافق الملك على ذلك لأنه كان مضطرًا إلى ذلك . في اليوم الثاني دخل الوزير على الملك فاندهش أن الملك ليس لديه أنف فمن الدهشة ضحك بأعلى صوته، فغضب الملك، وأمر من الطبيب أن يقطع أنف الوزير.. في اليوم الثالث، شاهد الوزراء "المساعدون" الوزير فضحكوا عيه حتى بكوه، فغضب الوزير وأخبر الملك أنهم يضحكون عليه، فأمر الملك من الطبيب أن يقطع أنف الوزراء. في اليوم الرابع خرج الملك مع الوزير والوزراء لحل بعض مشاكل الشعب، فعندما رآهم الشعب ضحك عليهم، ومرة أخرى أمر الملك من الطبيب أن يقطع أنف جميع الشعب و أنف من يلد من الأطفال . بعد أيام أتى رجل إلى هذه القرية ووجد أن الجميع مقطوعي الأنف فاندهش وعندما رأوه شعب القرية ضحكوا عليه قائلين: انظروا رجل بأنف!! = من استفاد من هذه القصة عبرة وعظة يوافينا بها لعله يصل إلى ما لم يصله الآخرون من الحكمة منها. ◄ دمتم بحب [email protected]