قال الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية وعضو المعهد العربي الأوروبى للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية، إن صفقات التسليح والمعونات العسكرية الأمريكية هدفها إحكام السيطرة على مصر وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية حريصة على استمرارها لفرض سيطرتها على مصر. وأضاف عامر: لقد تجددت عاصفة الغضب داخل الكونجرس الأمريكي من تسليم مصر صفقة الطائرات الأخيرة، خاصة أنها تعد من أحدث الطائرات المقاتلة في العالم، وطالب بعض النواب بضرورة وقف تسليح مصر في الوقت الحالى خوفًا من نظام الإخوان المسلمين. وأضاف: إن المعونة العسكرية لمصر تبلغ نحو 1.5 مليار دولار، وهو رقم أكبر بكثير من المعونة الاقتصادية، إلا أن مصر تستخدم هذه المعونة لشراء المعدات الأمريكية فقط و التي تستوردها بأغلى السعار عن مثيلاتها العالمية، حيث يشير المكتب الأمريكى العام للمحاسبات إلى أن مصر تستخدم المعونة العسكرية التي تمنح على هيئة قروض بسعر الفائدة المقرر من قبل وزارة الخزانة الأمريكية لشراء العديد من أنواع المعدات العسكرية، وتدفع مصر لهذه المعدات أسعار تدهش المراقبين الأمريكيين أنفسهم، وقد أشار بعض هؤلاء المراقبين إلى أنهم يبدون دهشتهم من أسعار المعدات العسكرية الأمريكية الغالية بالنسبة للأسعار السوفيتية وقد اشتكوا مرارًا من السياسات والممارسات التسعيرية للولايات المتحدة ففى أحدى الحالات مثلًا، اشترت مصر قاذفة TOW من بائعين تجاريين ب 67 ألف دولار فقط بينما كان الجيش (الأمريكي) قد قدم سعر 103 ألف دولار.. وفي حالة أخرى ارتفع سعر جهاز رادار ب 70 مليون دولار في ظرف بضعة أشهر فقط بعد أمضاء خطاب العرض والموافقة، وقد أشار الرسميون المصريون أيضًا إلى حالة حملت فيها الولاياتالمتحدة مصر مصاريف تدريب المستخدمين الأمريكيين الذين يتولون بدورهم تدريب المصريين وقالوا إن مصر توافق على دفع مصاريف تدريب المصريين ولكن لماذا تكون ملزمة بتدريب الأمريكيين؟ ". وأضاف عامر لقد حصلت إسرائيل على معونات عسكرية أمريكية بمقدار 53.6 مليار دولار خلال الفترة من 1949 إلى 7002 ويعنى ذلك أن إسرائيل تحصل على معونات عسكرية من الولاياتالمتحدة تصل إلى خمس ميزانية الدفاع الإسرائيلية ومن المتوقع أن ترتفع المعونة الأمريكية لإسرائيل من 2.4 مليار دولار في 2008 إلى 3.1 مليار دولار في 2018. وأشار إلى إن تسليم مصر 4 طائرات من طراز إف-16 من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، ضمن صفقة تضم 20 طائرة تعد استكمالًا لهذا البرنامج، حيث أصبحت مصر الآن تمتلك 240 طائرة من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، ومازالت عملية الإحلال مستمرة، كما كشفت "يو بى آي" أن الولاياتالمتحدة بدأت تنفيذ البرنامج في إطار ما يسمى "برنامج الولاياتالمتحدة للمبيعات العسكرية الخارجية" المعروف باسم "بيس فيكتور 7" والذي تم توقيعه في ديسمبر 2009، وأكد الدكتور عادل عامر أن المساعدات الاقتصادية الأمريكية تساهم بنسبة ضئيلة في الاقتصاد المصري، فقد كانت تشكل في عام 1979، وهو عام بداية المساعدات الأمريكية للقاهرة، 5% من الناتج المحلى الإجمالي وتمثل حاليًا أقل 25،%. وبالنسبة للمصريين تُعد المساعدات الأمريكية ذي طبيعية رمزية، ومرتبطة إلى الأبد باتفاقيات كامب ديفيد ومع انكماش المساعدات وتزايد المشروطية المرتبطة بها قلت جاذبية المساعدات بصورة ملحوظة ولذلك نادى الكثيرون بضرورة إلغاء المساعدات الاقتصادية من أجل علاقات أكثر سلاسة، وأن المفاوضات حول هذا القدر الضئيل من المال يُولد مشاعر مريرة على الجانبين فالمساعدات تمنح الكونجرس الفرصة لفرض المزيد من الشروط التي ترتبط بالمساعدات وقيود إضافية على العلاقات وهذا ما يثير تساؤلين رئيسيين مفادهما لماذا تكافح القاهرة كل سنة من أجل المساعدات الأمريكية؟، ولماذا لم تدع وزارة الخارجية الأمريكية أن العلاقات بين البلدين ستكون أفضل في حال غيابها؟، وتتخلص الإجابة على هذين التساؤلين في أن القاهرة وواشنطن مهتمتان بتحصين المساعدات العسكرية لمصر، فضلاً عن ضمان زيادة الاستثمارات العسكرية الأمريكية في مصر وضمان أمن إسرائيل.