منذ يومين أقر مجلس الشورى المصري قانون نقل الأعضاء البشرية، كخطوة تسبق عرضه على مجلس الشعب لمناقشته، مع تفاؤل بعض الحزبيين بإقرار القانون في أسرع وقت تمهيداً لإدخاله حيث التنفيذ في المجتمع المصري. وموضوع نقل الأعضاء البشرية أثار جدلاً واسع النطاق في العقد الأخير وكان من أبرز المعارضين لموضوع نقل الأعضاء البشرية الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله والذي رأى أن الإنسان ليس له حق التصرف في جسده وليس له أن يأذن لغيره في قطع عضو من أعضائه. كما كان من أكثر الموضوعات التي أثارت جدلاً في مسألة نقل الأعضاء البشرية هي موضوع موت جذع المخ مع عدم خروج الروح من الجسد، وقد استفاض العلماء في هذه الجزئية كثيراً سواء علماء الشريعة أو علماء الطب على المستوى المحلي والمستوى الدولي، وقد لا يكون هذا المقال محل بسط لهذه الآراء الشرعية والعلمية، لأن الأمر يبدو لي وكأنه آخذ مساره للتنفيذ لا محالة كغيره من القوانين التي تم إقرارها في مجلس الشعب إلا أن يحاط به ويقضي الله أمراً كان مفعولاً . لكن ما أريد طرحه هو مجموعة من التساؤلات أضعها بين يدي أعضاء مجلس الشعب وكافة المسئولين والأطباء الذين سيتواجدون تحت قبة البرلمان لإقرار هذا القانون، لكن قبل طرح هذه التساؤلات أدعو كل عضو مجلس شعب أن يقرأ جيداً، ويستمع بإنصات لموضوع موت جذع المخ من خلال كتابات علمية رصينة، لأنهم سيقرون قانوناً بتمريره للمادة المتعلقة بموت جذع المخ سيتم فتح باب هلاك لا يعلم مداه إلا الله في رفع أجهزة التنفس عن آلاف الأشخاص الذين لم تخرج الروح من أجسادهم بعد، وحينها أخشى أن يكتب قتل هؤلاء في موازين كل من أقر القانون وهو في قبره. والتساؤلات التي أدعو نواب الشعب لتأملها والتفكر فيها بتروٍ شديد هي: 1) لو أن هناك عزيزا لدى أحد أعضاء مجلس الشعب- لا قدر الله- مات جذع مخه، لكن قلبه مازال ينبض بالحياة، وروحه لم تفارق جسده بعد، هل سيوافق سيادة النائب على نزع أجهزة التنفس من على العزيز واعتباره ميتاً؟ وماذا سيكون شعور النائب لو أن الطب تطور وأصبح يستطيع التعامل مع مثل هذه الحالة الدماغية؟ ألن يشعر بالأسى على قريبه الذى شارك في قتله بإقراره لهذا القانون؟. 2) لو أن أحد أعضاء مجلس الشعب- لا قدر الله- مرض له عزيز بالفشل الكلوي، وأخذت المرؤة سيادة النائب في أن يتبرع لهذا العزيز بإحدى كليتيه، لأن الطب قال له أنه يمكنه أن يعيش بكلية واحدة -رغم أن الطب لم يعرف بعد الحكمة من خلق كليتين في جسم الإنسان- وبعد فترة من التبرع حدث – لا قدر الله- أن أصيبت الكلية المتبقية لدى سيادة النائب بالفشل، فماذا سيكون الوضع حينها، هل سيطلب كليته الأولى؟ أم سيبحث عن كلية كي يشتريها؟. 3) لو أن أحد أعضاء مجلس الشعب- لا قدر الله- وقع عزيز له في حادث أليم، ثم هرول النائب للمستشفى من أجل العزيز، فوجده ميتاً وعند استلام الجثة وجدها مقلوعة العينين والقلب والكليتين والكبد، فهل سيستلم الجثة؟ وكيف سيعرف إن كان قريبه وصل المستشفى حياً أم ميتاً؟ وما هو تصرفه حيال هذه المستشفى خاصة وأنها في ذلك الحين ستتصرف وفقاً للقانون الذي وافق عليه سيادة النائب من قبل؟. قد تكون هناك قوانين يوافق عليها نواب الشعب لاعتبارات سياسية أوشخصية، لكن هذا القانون تحديداً له عواقب وخيمة لأنه متعلق بالنفس الإنسانية، ويرى بعض أهل الاختصاص أن فيه مشاركة في قتل أنفس لم يأذن ربنا سبحانه وتعالى بخروج روحها بعد، وفيه تصرف في أجهزة وأعضاء لم يعرف الطب حكمتها، ولا أضرار نزعها من الإنسان، لذا فإنني أدعو أعضاء المجلس الموقر بمناقشة هذا الموضوع بعيداً عن أية ضغوطات، وأن يضعون أنفسهم وذويهم أما كل مادة يناقشونها في هذا القانون، قبل أن تهدر الأنفس ولا ينفع الندم حينها. [email protected]