مبارك يتخلى عن الوجه الكئيب ليبتسم ويلوح بيديه.. ونجلاه تركا المصاحف وظهرا أكثر ارتياحًا بابتسامة واثقة وملامح مطمئنة، عاود الرئيس المخلوع حسنى مبارك الظهور على الهواء مرة أخرى، ليطل على الشعب المصرى من داخل قفص الاتهام، أثناء نظر قضية قتل المتظاهرين أمام محكمة جنايات القاهرة صباح اليوم السبت، وسط ترقب وكتم أنفاس من مصير قضية شغلت بال شعب بأكمله، وهناك شهداء وضحايا ومصابون راحوا ضحية ال 18 يوما الأخيرة فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك. "ابتسامته للكاميرا وتلويحه لمؤيديه تعكس ثقة الكبيرة بالبراءة وسير القضية لصالحه ونجليه لم يكترثوا لحجب والدهم عن الكاميرات وتركوا المصاحف جانبا"، هكذا وصف الدكتور لطفى الشربينى، أستاذ الطب النفسى حال الرئيس المخلوع ونجليه أثناء نظر القضية، قائلا: "بدا المتهمون جميعًا، وعلى رأسهم الرئيس السابق ونجلاه، ووزير داخليته حبيب العادلى فى مظهر يختلف تماما عن الوضع بالمحاكمة السابقة، حيث ظهر مبارك أكثر انتباهًا، ويقوم بردود أفعال لما حوله بصورة تختلف كثيرًا عن وضعه بالمحاكمة السابقة، كَما أن تحليل لغة الجسد وملامح الوجه يكشف أنه فى حالة معنوية مرتفعة للغاية، بخلاف ما اعتدنا عليه من الرئيس المخلوع طوال جلسات المحاكمة السابقة، حيث كان يظهر متبلد الإحساس ومنفصلاً عن الواقع المحيط به. وتابع الشربينى فى تحليله ل"المصريون" أن ما بدا عليه مبارك يثبت أن محامييه طمأنوه أن الأوضاع الحالية تصب فى صالحهم، بعد أن تغيرت الأحداث وتعثر مسار الثورة، من وجهة نظرهم. الحال ذاته بدا عليه نجلاه علاء وجمال، اللذان ظهرا بمظهر أكثر ثقة بالنفس وأقل توترا ورهبة، حيث تلاشت مشاعر الخوف والإحباط، وحلت محلها مشاعر الثقة والاتزان وظهرا واثقين أن الأحكام ستأتى بصورة ترضيهم. ولأول مرة يختفى المصحف من أيدى علاء النجل الأكبر للرئيس المخلوع، حتى أنهما لم يكترثا لإخفاء وجه أبيهما عن الكاميرات، ولم يعبآ بوجودها من الأساس، مما يدل على أنهما كانا على يقين بالبراءة.