السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزاك الله خيراً أستاذة أميمة على ردودك الطيبة والموفقة إن شاء الله ,وأريد أن أستفسر من حضرتك على سؤال.. أنا شاب الحمد لله أحفظ القرآن الكريم والثقافة الدينية الحمد لله جيدة وخريج الأزهرالشريف ,كنت أبحث كثيراً عن إنسانة ذات دين أولاً,و ثانياً الأشياء الأخرى من الجمال والحالة الإجتماعية ,تكون بقدر يريح نفسى فقط , وبالفعل ذهبت إلى بيوت كثيرة لم يكن فيه نصيب ,فى الأخير خطبت إنسانة نحسبها على خير وكذلك الأسرة كلها , وربما كل الأهداف التى أفكر فيها فى مستقبلى , من أول الأهداف الدينية والعلمية والحياتية, وجدت عندها نفس الأهداف ,وبعد إستخارة الله تعالى, الخطبة تمت بسرعة ربما فى خلال عشرة أيام وبعدها سافرت إلى عملى فى إحدى المحافظات البعيدة عن المدينة, ومرت على الخطبة حوالى أربع أشهر ,والإتصال فقط عن طريق النت لكى أتعرف عليها أكثر .. النقطة الوحيدة فى هذا الأمر ..هو أننى فى بعض الأحيان أشعر بأن نسبة الجمال غير كافية,الأمر الذى يجعلنى متردد فى إتمام الزواج,أما باقى الأشياء فلا خلاف عليها.. فهل هذا أمر طبيعى فى هذه الفترة؟ أم أعيد التفكير مرة أخرى حتى لا أظلمها معى ؟؟ وجزاكم الله خيراً على سعة صدركم وربنا يجعل كل هذا فى ميزان الحسنات ورفعاً للدرجات. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أخى الفاضل صاحب الرسالة..أنار الله قلبك وبصيرتك قبل بصرك والله أسأل أن يهديك سبيل الرشاد, فى الواقع وأنا معك أن أمر إختيار شريك الحياة وخاصةً فى زماننا هذا,أمر بالغ الصعوبة ومحير بعض الشىء,وعلى الرغم من أن رسولنا ومعلمنا وحبيبنا صل الله عليه وسلم أمر المقبل على الزواج والخطبة بأن يظفر بذات الدين, إلا أنه أيضاً علمنا فى حديث أخر أن المرأة الصالحة هى "من نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنها حفظتك " ,وهى خير متاع الدنيا للرجل, ولهذا فإننى أرى أنك تعيد الإستخارة مرات أخرى,وأنت فى النهاية صاحب القرار بمدى ونسبة الجمال الذى تتمناه فى زوجتك,فالحياة الزوجية يا عزيزى ومعايشتك لها ليست فقط لأداء الفرائض والعبادات والإلتزام المفرط بين الزوجين,ولكن أساسها بعد الإلتزام بطاعة الله ,المودة والألفة والرضا النفسى بين الطرفين فى الشكل والطباع وهذا لزيادة الحب والمودة بينهما ,مما يؤدى فى النهاية للإسقرار النفسى والسعادة لقناعة كل طرف بالأخر قناعة تامة تصل به إلى العفة عن ما حرم الله تعالى. وللحق أخى السائل..فإن رأيى هذا حكمت به من خلال أكثر المشكلات الواردة إلى الباب بعد الزواج والعشرة الطيبة والإختيار السليم لذات الدين,ولكن معظم الأزواج يرسلون إلى وهم يتمنون زوجة أخرى أو غير مقتنعين بنسبة جمال الزوجة الخلوقة التى يكنون إليها الإحترام ويعترفون بفضائلها وأصلها الطيب,ولكننى ونظراً لوجود الأبناء بينهم والعشرة الطويلة ,أنصح دائماً بمحاولة التأقلم مع الزوجة التى بالفعل يصعب أن يقابل مثلها,وحتى لا يقع فى مشكلات أخرى هو فى غنىً عنها فى الباقى المتبقى من عمره,, ولكن فى وضعك هذا وأنك لازلت فى فترة الخطبة,فإننى أنصحك بالفعل بإعادة التفكير فيها كزوجة تستطيع أن تعفك أم لا! ولا أجد تعارض أخى الفاضل بين صاحبة الجمال والدين معاً,حيث أن هناك ذوات جمال وفى نفس الوقت تجدهن خلوقات وملتزمات دينياً هن وأهلهن,,وهن كثيرات ,والوصول إليهن أيضاً سهل بإذن الله, وكن مطمئناً دائماً أن الطيبون للطيبات,وأنت كما ذكرت,ملتزم دينياً وحافظ للقرآن الكريم وخريج أزهر ماشاء الله, وأعتقد أنك إن عقدت النية على أن تترك خطيبتك,فلن تظلمها فهذا أفضل لها ولك حتى لاتظلمها بعد زواجك منها ,وحتى تعف نفسك بزوجة تكون راضٍ تماماً عن شكلها وخلقها ودينها, وبالطبع أخى ..الجمال مسألة نسبية ومتغيرة من شخص لأخر,ولهذا فمن المؤكد أن خطيبتك الحالية وقتها سترتبط بعدك بمن يجد فيها أنها أجمل النساء,,فكر جيداً وضع هذه النقاط أمامك ثم أعقلها وتوكل. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected] وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394).