أنا أحمد وعندي 24 سنة، وأبحث عن شريكة حياتي، ولكن كثيرا ما أتردد في اتخاذ القرار الارتباط، ولكني عندما أتخذه وأنوي ذلك يقابلني صعوبة الاختيار، وكلما تعرض علي بنتاً أقول أريدها جميلة أول شرط، والثاني طبعًا التدين، ولا أريدها غنية مثلاً لا ولكني متوسط الحال والحمد لله، أما المؤهل فعادي أي مؤهل، وعندما أجد صعوبة في اختيار تلك الزوجة يأتيني إحباط من عدم وجودها، لذلك أنتكس مرة أخرى ولا أريد الزواج ولا الارتباط، مع العلم أنني والحمد لله بفضل الله سبحانه وتعالى لم ولن أشغل نفسي بالكلام مع أحد لا يحل لي. أرجو منكِ يا أستاذة أميمة أن تنصحيني... وجزاكِ الله خيرًا (الحل) أهلا بك يا أحمد, وواضح أنك مؤهل مادياً للزواج فى الوقت الحالى وأن متطلبات الزواج متاحة لك والحمد لله طبعاً, ولكن هذا هو السبب الرئيسى الذى يجعلك تتعجل الزواج, وأنك ترى التشجيع أيضاً ممن حولك على الزواج, فأنصحك ألا تتعجل فى اختيار العروسة, أنت مازلت صغير السن يا أحمد, وأمامك متاح من الوقت الذى تختار فيه بهدوء ودون تأثير من أى شخص ولا استعجال لهذه الدرجة, وبهذا تستطيع أن تختار بهدوء وعن اقتناع تام,الإنسانة التى ستشارك حياتك باقى عمرك, بدون أن تشعر بالإحباط أو الملل لمحاولة التعجل فى الاختيار, فكلما كنا أكثر هدوءًا ومتريثين كلما كان اختيارنا سليمًا وعلى أسس صائبة، وحتى يكون اختيارك على أسس سليمة, فلابد أن تراعى مبادئ أساسية فى البداية عند الاختيار, وأولها أن تلتزم بوصية الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال: "فاظفر بذات الدين تربت يداك", فعليك باختيار الفتاة الملتزمة بالصلاة والحجاب والمعاملات الطيبة "فالدين المعاملة"، وذلك حتى تتقى الله فيك بعد الزواج منها, وبعدها تنطلق نحو القواعد الأخرى فى الاختيار, فمن حقك أن تنتقى الإنسانة الجميلة من وجهة نظرك، وأن تكون صاحبة المواصفات التى تحددها، وتكون مقتنعًا بأنها هى التى ستسرك متى نظرت إليها عندما تصبح زوجتك, وهذا أمر وجب أن تتدخل فيه والدتك أو أختك أو إحدى قريباتك حتى ترى منها ما يحرم عليك رؤيته قبل العقد, وحتى تطمئن أنها تمتلك المواصفات التى تتمناها فيها, ولا تغفل أبداً أن تكون هذه الفتاة من بيت طيب وربيبة أسرة خلوقة بشهادة عينك وأذنك أو بشهادة المحيطين لها, فأمها وأبوها لابد أن يكونا من أصل طيب، فكما أوصانا أيضاً سيدنا محمد صاى الله عليه وسلم حين قال: "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس", فأصل الفتاة وأهلها هم أخوال وأجداد أبنائك فيما بعد, وأخلاقهم ومعاملتهم هو سر سعادتك مع زوجتك مستقبلاً, فلابد وأن تكون هى من منبت طيب وحسن. ومن وجهة نظرى أن هذا الأمر هو الأهم عند اختيار الشاب لفتاة, فصدقنى "صلاح الزوجة من صلاح أهلها", ولذلك كان تحذير معلمنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم "إياكم وخضراء الدمم" وهى المرأة الحسناء فى المنبت السوء.. والتكافؤ يا أحمد هام جداً وخاصة التكافؤ الاجتماعى, فعليك باختيار من تكون تربيتها فى بيئة شبيهة ببيئتك حتى يسهل عليك التعامل معها والتفاهم بينكما, ولا داعى أبداً يا أحمد للإحباط والملل, فأهمية حسن الاختيار تستحق أن تصبر لتعيش سعيداً بعد ذلك إن شاء الله وبعد أن تستخير الله فى أمر ارتباطك بمن وقع عليها الاختيار بهذه المواصفات, فعليك أن تتوكل على الله وتتقدم لخطبتها دون تردد, وإذا تمت الخطبة فلا داعى للتعجل بإتمام العقد, ففترة الخطوبة مهمة لتجعلك تطمئن تماماً ورأى العين والأذن أيضاً من النسب وسلوك ومعاملة الفتاة وأهلها, أما توفيق الله تعالى بين الزوجين وصلاح الزوجة فهو رزق منه سبحانه يعطيه لمن يستحق, فأذكرك بألا تمل من الدعاء بالتوفيق معاً, وعليك أنت تثق فى أن الله سيرزقك بخير متاع الدنيا وهى "الزوجة الصالحة"، وأنه تعالى سيرزقكم بالمودة والرحمة والسعادة لأن الطيبين للطيبات, فأنت كما ذكرت لى, أنك تتقى الله ولا تنوى غير الخير, ولا تشغل نفسك بالكلام مع من لا تحل لك.. والله أسأل أن يوفقك فى اختيار صائب لزوجة صالحة وأن يرزقك منها الذرية البارة. وإن شاء الله أنا فى انتظار دعوتى على عقد قرانك وزفافك على فتاتك الجميلة. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة / أميمة السيد [email protected]