السلام عليكم ..بارك الله فيكِ أستاذتنا الفاضلة أميمة تحية طيبة وبعد, قصتي باختصار هى.... أنا شاب مقيم بإحدى دول الخليج منذ ما يقارب ثلاث سنوات وأعمل محاسب والحمدلله، وقبل سفري بفترة كان لدي ميول لابنة عمي، والتي تصغرني بسبع سنوات، وبعد سفري بنحو ما يقارب 6 أشهر، بدأت أمي تعرض علي أن أتقدم لخطبة هذه الفتاة ولكني عرضت الأمر على صديقي الأكبر والذي هو بمثابة بوصلتي في الحياة، والذي أستشيره في كل أموري لما له من نظرة ثاقبة وتوفيق من الله عز وجل في كل أموره، فقال لي: إن البنت ما شاء الله عليها لا ننكر أنها من أفضل البنات وأوصافها جميلة جداً محترمة، وحاملة لكتاب الله وغيرها من الأوصاف، التي يتمناها أي شخص في شريكة حياته. ولكن المشكلة تكمن في أبيها الغير محبوب لدى الناس, أستاذة أميمة ..خبر سمعته أيضاً منذ أيام قلائل ولا أعرف مدى صحته, وهو أن والد هذه الفتاة قد وجد مالاً وذهباً لأناس مجهولين, وأنه احتفظ به لعدة سنوات، وبدأ يشتري أراضٍ الآن وأملاك, على أن دخله لا يسمح له بشراء هذه الأملاك. ولذلك أجلت الموضوع لفترة وبعد مرور سنة, فاتحني أخي الأكبر في التقدم لخطبتها، ولكني قلت له: "نؤجل الموضوع فترة من الزمن, وأنا الآن أبحث عن فتاة ولكني رأيت هذه الفتاة هي أفضل الفتيات في نظري وهي الآن في المرحلة الأولى من التعليم الجامعي, وأنا مقتنع بها تماماً ولكني أتردد بسبب والدها, وفيها من الصفات التي قلما أجدها في قريناتها وأشعر بميول وجاذبية نحوها لا إرادية، ودائماً أفكر بها، ونفس الأمر بالنسبة لها كما أعلم ذلك". أفيديني بارك الله فيكِ. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أخى الكريم..عادةً وعندما تصلنى رسائل متضمنة مشكلات شبيهة بمشكلتك, ويكون فيها والد الفتاة يتكسب من مصدر أموال مشبوه, فترانى عادةً أنصح بالابتعاد استناداً لقول رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم "كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به".. والحديث رغم ضعفه, إلا أننى سرعان ما كنت أتذكر قوله أيضاً صلوات الله وسلامه عليه "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس"... فكنت أشفق على من يستشيرنى فى الأمر بل وأخشى عليه من تقلب الأمور ليطوله ويطول أبناءه بعد ذلك أثار النبت الحرام, ولكن موضوعك هنا عزيزى يختلف تماماً فى الشكل والمضمون. فالفتاة هى ابنة عمك, وأنت تقول أنك سمعت مجرد سمع أن عمك, قد وجد مالا لم يعرف مصدره واستحله لنفسه, فما يدريك أن تلك الرواية سليمة المصدر أو حتى صحيحة فى مضمونها, فأنت لم تر بعينك أو تتيقن من صدقها. وحتى إذا سلمنا بصدق الرواية ... فمن المؤكد ومن خلال كلامك أنه وجد هذه الأموال منذ زمن قريب أى أن عمك لو كان أنفق منها على بيته ونفسه وأبنائه، فلم ينبت أبناؤه منها وهو من سيتحمل وزرها إن كانوا لا يعلمون, هذا إن كانت شكوكك تتجه إلى هذا الأمر بالتحديد, ثم من يدريك أيضاً أن تكون زوجة عمك وأبناؤها على ثقة من أن تلك الأموال حرام وهم يتجنبوها، ولكن فى منتهى السرية خوفاً من الفضائح؟!. وعليه فإن نصيحتى لك أخى أن تتوكل على الله تعالى وتتم ارتباطك بالفتاة, فهى ابنة عمك ومن دمك وعرضك, وما تصفه بها من صفات كافية لأقولها لك بملء فمى وأنا مطمئنة "ألا تتركها تذهب من يدك أبداً فهى حاملة لكتاب الله وهذا وحده يكفى لتكون مطمئنا أنها ستعاملك بما أمرها الله فى كتابه إن شاء الله, فضلاً عن أخلاقها الطيبة وما ذكرت فيها من صفات جميلة كجمال الخلق والمنظر ماشاء الله". والأمر الهام الذى يحسم كل هذا هو أنك تحبها وتتمناها زوجة لك، وهى كذلك كما تشعر أنت من جانبها, بالإضافة لمباركة والدتك وأخوك وهذا فى حد ذاته تيسير من الله تعالى يا أخى الكريم. فلماذا تبحث عن فتاة أخرى, ومن تحبها ولا ينقصها شىء أمامك ؟ وهى التى تستطيع أن تضمن تربيتها وأخلاقها. فانظر إلى أمها وطباعها تعرف فتاتك جيداً فالأم هى التى تربى بالدرجة الأولى, وأنت وأهلك أدرى بزوجة عمك, وبالتأكيد طالما أمك من تبارك الخطبة فإنها تعلم أخلاق زوجة عمك الطيبة وعن قرب. ولتعلم أخى ..أنك إن تزوجت غيرها, فأنت من ستضع نفسك فى صراع نفسى وظلم للأخرى, فغالباً ستظل ابنة عمك فى مخيلتك وستراودك أفكار الندم على تركك لها يوماً ما. فاربأ بنفسك وبها أخى الفاضل عن كل هذا واستخر الله ثم توكل عليه وتزوج ابنة عمك، فأنتما أولى ببعضكما زوجان. وبالنسبة لأبيها..الذى تقول إنه غير محبوب بين الناس لطباعه مثلاً, فهى لاذنب لها فى ذلك, وكثيراً ما صادفنا أباء وأمهات ذو طباع جافة ولسان سليط إلا أن أبناءهم مختلفين عنهم تماماً فى الخلق, والعكس صحيح, فقديماً كنا نقتنع ومازلنا بالمثل القائل "يخلق من ظهر العالم فاسد ومن ظهر الفاسد عالم"..وجاء القرآن الكريم ليقطع شكنا هنا باليقين فى قوله تعالى "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى". فهى لازالت صغيرة وتستطيع أن تعلمها وتعودها على طباعك الطيبة, بالإضافة إلى أنكما أنت وهى من أصل واحد ولقد تلمست فيك الالتزام والأصل الطيب من خلال رسائلك، وهى بالتالى مثلك إن شاء الله, فلتطمئن أنه فى النهاية.. الطيبون للطيبات. أدعو الله أن يهيئ لكما من أمركما رشداً, وأن يجمع بينكما فى خير وحلال طيب. لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد [email protected]