"الله أكبر الله أكبر الله محبة الله سلام" بهذه الهتافات بدأت فعاليات مؤتمر التوافق الوطني، الذي دعا إليه كبراء وأهالي مدينة الخصوص والمناطق المجاورة تحت رعاية الدكتور عادل زايد، محافظ القليوبية واللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية ومساعد وزير الداخلية واللواء محمد القصيرى مدير إدارة البحث الجنائي. وتقدم محافظ القليوبية بخالص التعازي لأهالي الضحايا من الجانبين، معبرًا عن أسفه الشديد لفقدان أبنائهم وأصدقائهم وأحبائهم، قائلًا: "نأسف كل الأسف من المحاولات غير الرشيدة التي تستهدف وحدة أبناء مصر والرامية إلي زعزعة أمن مصر في وقت أحوج ما نكون فيه إلى التعاون والتوافق الوطنى لتحقيق الأمن والنهوض بمصرنا العزيزة، والعمل على التقدم في جميع المجالات الاقتصادية وغيرها". وأكد زايد في كلمته خلال جلسة المصالحة أن دم المصرى غالٍ سواء دم المسلم أو المسيحى، والكل يعلم أن لون الدم أحمر وإذًا الدماء التي سالت على الأرض لم تخبرنا أن هذه دماء مسيحية أو مسلمة، ولابد أن نعلم جميعًا أن هذا الوطن منذ أكثر من 5000 سنة وهو نسيج واحد. واستشهد محافظ القليوبية بكلمات البابا شنودة "مصر ليست وطنًا نعيش فيه ولكنه وطن يعيش فينا"، لافتا إلى أنَّ المحافظة قررت تشكيل لجنة من القيادات الشعبية من أهالي الخصوص للتعامل مع المشاكل الجماهيرية والعمل على حلها مع خلال لجان شعبية بالمدينة وبالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة. وأشار إلى أنه تقرر تفعيل دور لجنة استشارية بالخصوص من كل الأطياف لمتابعة المشروعات الاقتصادية والاجتماعية للقيام بها للنهوض بالمدينة مع قيام لجنة مشكلة من المحافظة لحصر الأضرار، التى لحقت بالمواطنين أثناء الأحداث والعمل على تقديم التعويض المناسب لكل المتضررين، فضلا عن الإسراع فى تنفيذ مشروعات البنية التحتية، التي تم البدء فيها منذ فترة في الخصوص ولم تُكمل حتى الآن. من جانبه، قدم الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد وزير الجمهورية، خالص التعازي لأهالى الضحايا والمصابين، مطالبًا بالتمسك بما أوصى الله تعالى به من العدل والتراحم بين الجميع مسلمين ومسيحيين. واختتم الدكتور عماد عبد الغفور، مساعد رئيس الجمهورية، كلمته قائلًا "احفظوا مصر فإن قدرها عظيم وادعوا الله أن يحفظ مصر ويحفظ أبناءها". فيما شدد اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية ومساعد الوزير في كلمته على إعلاء القانون، مؤكدًا أنَّ الأمن لن يهدأ حتى تقديم المتورطين فى هذه الأحداث إلى العدالة وإعلاء أحكام القانون بين الناس في المجتمع، مؤكدًا أن ما حدث فى الآونة الأخيرة لهو بكل المقاييس شىء غريب فى أخلاقنا المصرية، متابعًا بقوله: "ظللنا وسنظل نتحدى كل ظروف الدهر ليبقى الهلال معانقا للصليب". كما عبر الحاج عمر حسنين، عمدة الخصوص، عن استيائه الشديد تجاه الأحداث السابقة من عنف وقتل ومحاولة إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بالخصوص قائلًا: "قلبى يعتصر ألمًا ودمًا من أجل ما حدث". ورفض عمدة الخصوص دعوة البعض على أن المؤتمر هو مؤتمر صلح بل هو توافق وطني، قائلًا "فليعم الجميع أنها جلسة التوافق الوطني في هذه الأرض التي نعيش عليها جميعًا مسلمين ومسيحيين ونسأل الله يغفر لنا ولكل المتوفيين من الطرفين؛ لأننا نعلن سيادة القانون، فنحن لا نفرق بين مسيحي ومسلم في مصر فإن هذه الأرض ملك للجميع. ومن جانب الكنيسة، أكد سوريال يونان، راعي كنيسة ماري جرجس، أنَّ الجميع مسلمين وأقباط يعبدون الله الواحد وبالفطرة نحن مصريون، فنحن فى هذا الحشد العظيم الذي يدعو إلى المحبة والتوافق بين عنصري الأمة نجدد المحبة. وطالب يونان رئيس الجمهورية بالاهتمام بملف الفتنة الطائفية في أنحاء مصر، موجهًا شكره إلى شيخ الأزهر وبيت العائلة على رأسها الإمام الأكبر الذى اهتم بنفسه ونسق مع البابا تواضروس الثاني والأنبا أطروس على التوافق الاجتماعي وعلى الإشراف على هذا الملف الخطير لهذه المدينة العظيمة، كما نتقد بخالص الشكر للقائمين على الأمن على عملهم الكثير وسهرهم على هذه المدينة. واختتم الأنبا سوريال يونان كلمته بمثل مصري بسيط يدعو فيه البعد عن النكد والفتنة والتأكيد على تجديد روح المحبة بين المصريين مسلمين ومسيحيين، قائلًا: "البيت اللي يدخل فيه النكد بيخرب وإحنا مش ناقصين خراب". كما أكد ممثل وزير الأوقاف، الشيخ محمد علي عبد الرحمن، أنه ما كان للفتنة الطائفية أن توجد على أرض مصر، فالمسلم والمسيحى يعيشون جنبًا إلى جنب فى السكن وزملاء فى الدراسة وأصدقاء فى العمل وأن الوطن المصرى يحملنا جميعًا. وطالب ممثل وزير الأوقاف بإحياء ثقافة التعايش بين المسلم والمسيحى، مشددًا على وسائل الإعلام بمنع تأجيج الفتنة بين المسيحيين والمسلمين والحفاظ على النسيج الوطنى.