فعلًا أصبحنا شعبًا "هزوءًا".. وتشاغلنا بالتوافه عن الثوابت وبالفروع عن الأصول، وبسفساف الأمور عن قضايا الوطن الذي يئن ويزداد أنينه كل يوم بسبب ما يحدثه له أبناؤه من جراحات وطعنات وضربات متتالية ومنها ما يصيبه في مقتل، سواء كان من القائمين على الحكم أو ممن يطمعون في الحكم أو ممن يزايدون على الوطن في صورة معارضة من يحكم أو ترشيح آخر ليحكم. لما تنشغل مصر كلها بأغنية هزلية قاد الأوركسترا الوهمية لها باسم يوسف ومعه "بطانته" لتكون كلها، بسبب النيل من دولة عربية شقيقة اسمها قطر، كل ذنبها أنها وقفت مع مصر الأخت الكبرى لها في محنتها كما وقفت مصر معها ومع غيرها من الشقيقات الصغريات في مدلهمات الأمور.. لقد شاهدت الأغنية الهزلية عبر "البرنامج" لباسم يوسف وبنى قضية كبرى في فقرة برنامجه وأغنية هزلية ساخرة على إشاعات كاذبة تطلقها بعض الصحف ونصدقها ثم تصدقها هي، وتعمل عليها متابعات واستطلاعات رأي وكأنها قضية مسلم بها. وهاجت الناس ضد قطر، بسبب التوجهات الإعلامية المصرية التي أرادت عن قصد، تشويه الدور الرجولي لقطر مع مصر في محنتها المؤقتة بعد أن أعنت الإمارات الحرب الإعلامية والنفسية والسياسية ضد رئاسة وحكومة مصر، ووقفت بقية الدول الخليجية موقف المتفرج أو المتوجس خيفة من مصر ورئاسة مصر الآن. لم أسمع صوتًا يسفه من شأن مساعدات مصر أيام مبارك، بلغت ذات يوم 800 مليون دولار اعترف بها الرئيس مبارك في جلسة علنية، كما أكد ذلك الدكتور مصطفى الفقي مستشار مبارك للمعلومات في فترة زمنية، وجاء كلام الفقي في آخر حلقات البرنامج التلفزيوني "سنوات الفرصة الضائعة "، وبعقلانيته المعروفة ومنطقه في السرد لم يستنكر الفقي دور قطر الآن في عهد مرسي، كما كان في عهد مبارك.. غير أن الذين لا يريدون لمصر عمارًا يريدونها نارًا مشتعلة بين الشقيقتين حتى ترفع يدها مثل بقية الدول الخليجية. أذكر لأمير قطر الشيخ حمد أنه سافر إلى مصر خصيصى لأداء واجب العزاء في معلمه الذي علمه أيام كان طالبا صغيرًا في الابتدائية وأتى الرجل لمصر في زيارة غير رسمية وذهب لأهل هذا المدرس وأدى العزاء ورجع في لفتة وفاء منه لمن علمه وكان صاحب الفضل عليه بعد الله في التعليم، فإذا كان هذا على المستوى الشخصي في شيء فردي فكيف بالمستوى الرسمي والاعتراف برد بعض الجميل لمصر؟ غير أن قومنا فرحوا وهللوا وطبلوا للأوبريت الغنائي الساخر واعتبروه من أوبريتات أغاني النصر التي تذكرنا بأكتوبر المجيد، وأنا أرى أن باسم يوسف وبطانته أخطأ وأتفق تمامًا مع (عبد المنعم أبو الفتوح) أن "هذه الأوبريت إهانة لمصر". وإن كان بعضهم (عمر الشوبكي) اعتبر الأوبريت القطري "وطني الأكبر" خوفًا من قطر يعني يصب أيضًا في التعبير الأول لأبي الفتوح "إهانة لمصر". لمصلحة من نفتح جبهات عدائية خارج مصر مثلما فتحناها داخل مصر مع كل التيارات والأحزاب والجهات والمؤسسات؟ ولمصلحة من نهين من يمد يد العون لنا وسفيتنا تغرق وتريد من يمد لها يده لينتشلها مما هي فيه؟ يا عقلاء مصر أدركوا مصر حتى لانفتح عيوننا ذات يوم ونقول كانت هنا دولة اسمها مصر؟ *************** ◄محسوب: الخلافات بين الرئاسة والجيش من نسج الخيال. = قل لهم أيها الرجل النقي الوطني بجد لأنهم كذبوا وصدقوا كذبهم وعملوا من كل حبة قبة في عصر تنتشر فيه الكذبة في الآفاق فلا تدع أرضًا ولا سماء إلا طالته أعاذنا الله من الكذب والكذابين ومن الويل الذي ينتظرهم يوم الدين ( فويل يومئذ للمكذبين) ◄ صباحي وسخرية باسم يوسف !! =الذي يفخر ببرنامج تلفزيوني ويرضى لنفسه بالسخرية بسبب شعره وهو يصفق وفرحاااااااااان، لا يستحق أن يكون زعيمًا لا لمصر ولا حزب من أحزاب مصر. ◄الخارجية: موقفنا تجاه قضية "حلايب وشلاتين" لم يتغير. = وهو وهي.. يصرخان في وجهي مرسي باعنا للسودان زي ما كان عاوز يبيع سينا للفلسطينيين. ◄متظاهرون يشعلون النار في أشجار «الشهر العقاري» وسيارتين ب"رمسيس". = من يقول لي إن هذه وطنية؟! ◄◄كبسولات حكيمة ◄لا تقلق عن ما سيحصل بعد رحيلك، لأن حين نعود للتراب سوف لا نشعر بمن سيمدحنا أو من سينتقدنا.. وكذلك فإن وقت التمتع بالحياة وثروتك التي جمعتها بصعوبة.. قد انتهت. ◄اصرف ما يجب أن تصرفه.. استمتع بما يجب أن تستمتع به.. امنح ما يمكن أن تمنحه لا تترك كل أرثك لأطفالك أو أحفادك.. فأنت لا تتمنى أن يصبحوا عاله وينتظرون اليوم الذي ستموت به. ◄◄آخر كبسولة ( فذلكة نحوية) !! علقت الأخت نانسي على مقالة أمس في جملة "رحم الله أيام أبا فهر" والصحيح الذي كتبته وقصدته هو " رحم الله أيامك أبا فهر".. ومع ذلك فالجملة الأولى صحيحة أيضًا.. و لمن لم يعرف فإن لغة صحيحة من لغات العرب تلزم الألف في كل الحالات بالنسبة للمثنى والأسماء الستة أيضًا.. واستشهد أهل النحو في ذلك بالبيت القائل: )) إن أباها وأبا أباها / قد بلغا في المجد غايتها((. والمفروض أن يكون "وأبا أبيها "؛ جرًا على الإضافة، غير أنه عدل عن ذلك والتزم حالة الألف كما فعل في اسم إن التي قبلها أيضًا.. وقد عضد النحاة ذلك باستشهادهم بقول الله تعالى:" إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم" الآية.. فلم يقل مثلا:" إن هذين" كما هو معروف في الأصل لأنها اسم إن وتنصب بالياء لأنها مثنى والتزم الألف فيها على تلك اللغة. فللأخت الأستاذة نانسي وللأخ المستشار الأستاذ مرزوق كل التحيات العطرة.. ولهما وللجميع أستشهد بقول من قال: "عجبت لنحو يخطئ"! أي أن النحوي قادر على ألا يخطئ ؛ بتبريره ما يقوله أو يكتبه عن طريق تلك المخارج النحوية التي تسعها لغتنا الجميلة والتي هي بحر لا سواحل له. دمتم بحب [email protected]