المصابون: الإدارة تركتنا فريسة للموت ..اتحاد الطلاب: نائب رئيس الجامعة "كاذب" .. والأطباء: إدارة الجامعة "غائبة" تمامًا كشف عدد من طلاب جامعة الأزهر وبخاصة المصابين منهم بحالات التسمم بالمدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر، عشية الاثنين الماضى، أن إدارة الجامعة لم تهتم لمعاناتهم منذ البداية وحتى تعرض ما يقرب من 525 طالبا للموت، تناولهم وجبات غذائية سامة، كما اتهم اتحاد طلاب الجامعة نائب رئيسها ب "الكذب والافتراء" حين أكد لوسائل الإعلام أنه تناول مع الطلبة الوجبات، ليؤكد أنها سليمة تماما وينفي ما تردد عن حالات التسمم الجماعي.0 وأكد الأطباء المتابعون لحالات الطلبة المصابون بالتسمم أن إدارة الجامعة لم تهتم بالأمر ولم يقم أي مسئول منها أو من الحكومة بزيارتهم والاطمئنان عليهم. التقت "المصريون" الطلبة بمستشفى اليوم الواحد بمدينة نصر لتستمع إليهم ليرووا تفاصيل ساعات عاشوها وسط أصوات سيارات الإسعاف وبكاء وصراخ زملائهم دون أن ينجدهم أحد من قيادات الجامعة. يروي طه عبد الله, الطالب بالفرقة الثالثة في كلية الدراسات الإسلامية وهو على فراش المرض: فور تناولنا وجبات التغذية بدأنا نشعر بأعراض التسمم حتى وصل عدد المصابين إلى 526 مصابا, وأرسلونا إلى المستشفى، حيث بدأ عدد المصابين يتزايد, وخطورة الحالات كانت متفاوتة, وإدارة الجامعة باعتنا ولم تقف بجوارنا. وأضاف محمد أحمد زايد الطالب بالفرقة الثانية في كلية العلوم: كنت ذاهبا للحصول على وجبة الغذاء المكونة من لحم وخضار, وفي آخر الليل وجدت نفسي غير متزن وأصبت بحالة إغماء ولم أدر شيئا بعدها، حتى تم نقلى إلى المستشفى, ولولا وقوف زملائنا واتحاد طلاب الأزهر وسيارات الإسعاف لكنا في خبر كان. الأمر ذاته أكده وائل سلامة محمد، الطالب بالفرقة الثانية في كلية الهندسة، موضحا أن إدارة الجامعة لم تعرهم أي اهتمام سوى في الفضائيات عندما صرح د.أسامة العبد رئيس الجامعة، بأن حالات الإصابة لم تتعد الواحدة فقط، وهو ما يتنافي مع الحقيقة. وقال محمد محمد مصطفى، الطالب في كلية الزراعة: تناولنا وجبة الغداء الساعة الواحدة والنصف، ووصلنا المستشفى في تمام التاسعة بعد ظهور أعراض التسمم علينا, موضحا أن حالات التسمم سبق حدوثها في المدينة الجامعية لبنات الأزهر منذ فترة قريبة, وأن الوجبات التي يتحصل عليها الطلاب مليئة بالحشرات والديدان, وأن إدارة الجامعة ادعت أنها كونت لجنة لتحسين الأغذية لكنها كانت لجنة صورية, وأنهم وجهوا حديثهم لرئيس الجمهورية أثناء زيارته لهم بخصوص حصول الطلاب على جميع حقوقهم بداية من الطعام حتى تمام حقوقهم العلمية والعملية. وأوضح أحمد مشعل عضو اتحاد طلاب جامعة الأزهر والمندوب عن الاتحاد في متابعة حالات الطلاب في مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر: بعد وقوع الحادث تم نقل الطلاب إلى مستشفيات الدمرداش والمعادي ومركز السموم، وقام اتحاد طلاب الجامعة بدوره في تقديم الخدمات للطلاب المصابين, وكان التشخيص الطبي لحالاتهم هو"تسمم غذائي" تم على إثره عمل بلاغ من قبل اتحاد طلاب جامعة الأزهر في قسم ثان مدينة نصر، كما طلب الاتحاد من شيخ الأزهر إقالة رئيس الجامعة لكنه رفض. وقال: إن نائب رئيس الجامعة ادعى بأن الطعام سليم وأنه بنفسه أكل معهم، وهو "كذب وافتراء" منه, وعرضنا الأمر على مجلس الشورى ورئيس الجمهورية وطالبناهم بضرورة إقالة رئيس الجامعة، حيث إنها ليست الواقعة الأولى. وأضاف: لم نكن نعلم سبب تمسك شيخ الأزهر برئيس الجامعة, كذلك طلبنا محاكمته هو ونائبه ومدير المدينة الجامعية ومدير الأغذية ومشرفها والطبيب المسئول عن التغذية بمدينة نصر, حيث إن المسئولين عن مدينة البنات ومدينة نصر رفضوا استلام هذه الأطعمة الفاسدة واستبدلوها بعلب تونة وبيض. وقال د. سامي ماهر الطبيب المتابع لحالات التسمم بمستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر: إن 79 حالة وصلت إلى المستشفى كانت تعاني من حالات تقيؤ وإسهال، وتم حجز 35 حالة منها داخل المستشفى وخرج الآخرون بعد أن شفيوا من حالات التسمم، وأضاف أن إدارة الجامعة لم تكلف نفسها أي عناء أو اهتمام مع الطلاب المصابين، حيث لم يزرهم أي مسئول سوى رئيس الجمهورية. وصرح الدكتور سمير العسال مدير الشئون العلاجية ونائب مدير مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، أن المستشفى استقبلت 79 حالة مصابة بالتسمم من المدينة الجامعية بجامعة الأزهر، وأن هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها حالات التسمم إلى هذا الرقم داخل المستشفى. وأضاف أنه تم تحويل 12 حالة إلى مركز السموم, وأن إدارة الجامعة لم تر المرضى إلى الآن, وأن غالبية حالات التسمم التي أتت من قبل من المدن الجامعية بجامعة الأزهر كانت بسبب سوء التغذية، لافتا إلى أن الطلبة المصابين بحالات التسمم قابلوا رئيس الجمهورية، وعرضوا عليه كل شكواهم سواء كانت بخصوص التغذية أو الأمور الأخرى التي يعانون منها.