كشفت مجلة (تايم) الأمريكية النقاب عن بعض الحقائق التي قد تبدد الغموض الذي يكتنف الهجوم الكيماوي المميت الذي شهدته مدينة حلب السورية منتصف الشهر الجاري، وتحمل النظام السوري المسئولية وتدين فصائل داخل المعارضة السورية. وأوضحت المجلة -في مستهل تقريرها الذي أوردته على موقعها الألكتروني اليوم / الأثنين/- إلى أنه في حال ثبوت أن النظام السوري هو من وراء الهجوم فأن الدعوات الرامية للتدخل عسكريا في سوريا ستتزايد، وفي حال الكشف عن أن قوات المعارضة هي التي شنت هذا الهجوم فأن هذا يؤكد تعزيزهم للأساليب الهجومية في صراعهم مع القوات النظامية وأنهم أضحوا أكثر دموية. ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن شهود عيان أكدوا أن روائح غاز الكلورين انبعثت في الأجواء المحيطة بمدينة "خان العسل" التي وقع بها الهجوم الكيماوي في 19 من شهر مارس الجاري، حيث أكد محمد الصباغ رئيس المصنع الوحيد المسئول عن إنتاج غاز الكلورين في سوريا لمجلة (تايم) عن أنه في حال إستخدام منفذ الهجوم لغاز الكلورين فأنه غالبا سيكون من مصنعه. وأشارت المجلة الأمريكية الي أن قوات المعارضة السورية كانت قد سيطرت على مصنع الصباغ للكلورين منذ أغسطس الماضي فضلا عن استحواذهم على محطة كهرباء قريبة ومطار عسكري يبعد نحو 30 كيلوم متر عن حلب، ومن جانبه أكد الصباغ على أنه جبهة النصرة الجماعة المسلحة التي تربطها صلات قوية بتنظيم القاعدة والتي اعتبرتها الولاياتالمتحدة جماعة إرهابية مؤخرا، هى القوة التي تسيطر على مصنعه. ورأت المجلة أنه بغض النظر عن من الذي شن هذا الهجوم الكيماوي في سوريا، فأن هذا الهجوم انتقل بالصراع السوري الدائر منذ أكثر من عاميين والذي تسبب في مقتل أكثر من 70 الف قتيل إضافة لتشريد ملايين المدنيين السوريين، إلى منحنى خطير قد يحصد بأرواح مئات الألاف من أرواح الأبرياء. ولفتت إلى أن الأممالمتحدة وافقت على طلب تقدمت به الحكومة السورية بشان إرسال فريق إلى "خان العسل" للتحقيق في هذا الهجوم الكيماوي، موضحة أنه من المتوقع أن يصل الفريق الذي سيرأسه "أكي سيليستورم" المفتش السويدي المختص في الأسلحة الكيمائية، والذي كان يشارك في عملية تفكيك برامج الأسحلة الكيمائية والبيولوجية في العراق في حقبة التسعينات، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري. وأوضحت المجلة الامريكية أن مهمة الفريق الأممي ستقتصر فقط على الكشف عن ما اذا كان تم بالفعل شن هجوم بالأسلحة اكيماوية فس سوريا أم لا ، ولكنه لن يتم كشف النقاب عن الجهة المسئولة عن استخدام تلك الأسلحة، بيد أن المعلومات التي سيتم جمعها قد تقود إلى منفذ الهجوم . وأشارت إلى تبادل الإتهامات بين الحكومة السورية وبين قوى المعارضة في سوريا في أعقاب الهجوم الذي أودي بحياة 31 شخص منهم عشرة جنود نظاميين فضلا عن إصابة العشرات من المدنيين، لافتة إلى ان النظام السوري -الذي يعتقد بأنه يمكتلك واحدة من أكبر ترسانات الأسلحة الكيمائية في العالم تضم غاز الأعصاب "سارين" و"في أكس" وغاز الخردل" - أتهم ما أسماهم "بالإراهبيين" بانهم من وراء هذا الهجوم وذلك بإطلاقهم قذيفة صاروخية تحتوى على مواد كيمائية في قرية "خان العسل" إنتقاما من قاطنيها لتأييدهم للأسد. وفي المقابل أكد قاسم سعد الدين المتحدث باسم المجلس العسكري التابع لقوى المعارضة في حلب -التي يعتقد أن بإمكانها الإستلاء على عنصر واحد على الأقل من الأسحلة الكيمائية وهو الكلورين- لمجلة (تايم) أن النظام السوري شن هذا الهجوم ضد شعبه بغرض تشويه صورة المعارضة السورية امام المجتمع الدولي ولاسيما للتعتيم على الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري . وكما اتهم سعد الدين النظام السوري بشن هجوم كيماوي جديد في منطقة تقع بالقرب من العاصمة دمشق، وخلف عددا غير محدد من القتلى.