قال أنتوني كون سفير جنوب السودان في القاهرة إن زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور هشام قنديل كانت ناجحة وأسهمت بصورة كبيرة في خلق أرضية مشتركة لتنمية مجالات التعاون بين البلدين ونأمل في المزيد من تبادل الزيارات بين مسئولي الدولتين. وأكد كون، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، دعوة بلاده لرجال الأعمال المصريين والعرب لزيارة جنوب السودان للوقوف على المشروعات الاستثمارية فيها، مشيرا إلى أن سفارة جنوب السودان في القاهرة على أتم الاستعداد لتقديم التسهيلات اللازمة لرجال الأعمال المصريين والعرب لتحديد المشروعات الاستثمارية على ارض الواقع. ونفى سفير جمهورية جنوب السودان في القاهرة ما نسب لوزير الري في بلاده بول مايوم من تصريحات تداولتها وسائل الإعلام مؤخرا بأن جنوب السودان لا تعترف باتفاقية مياه النيل لعام 1959. وأكد أن تصريحات الوزير أسئ فهمها وأن ما قاله الوزير كان ردا على سؤال بشأن اتفاقية "عنتيبي" والنص الصحيح لما قاله الوزير هو "أن جنوب السودان ليس ملزما أو مطالب بأن ينضم او يعترف باتفاقية مياه النيل أو يبني موقفا منه لأن جنوب السودان آنذاك لم يكن قد ظهر للوجود". وشدد كون على أن بلاده غير ملزمة بإبداء موقف تجاه اتفاقيات أبرمت خلال الحقبة الاستعمارية، مؤكدا ضرورة حل الخلافات بين دول الحوض ضمن الاتفاق الاطاري أو ما يعرف باتفاقية "عنتيبي". وقال "إننا ندعم انضمام دولتي مصر والسودان إلى الاتفاق الاطاري واعادة النظر في مواقفهما ايمانا منا بان انضمام كافة الدول المطلة على حوض النيل للاتفاقية سيساعد على الوصول لتفاهمات حول المواقف المتباينة وتعزيز الانتفاع المنصف من المياه". ولفت إلى أن جنوب السودان ملتزمة بعلاقاتها وتطويرها مع مصر والسودان وكافة دول حوض النيل وسعينا للدخول في الاتفاق الاطاري لا يعني التكتل او الاضرار بمصالح مصر أو التآمر عليها أو على غيرها إنما سياسة اقتضتها مصالحنا ونظرتنا في كيفية إدارة المياه. ودعا كون إلى عدم الزج بجنوب السودان في مشكلات هو في غنى عنها، مشيرا إلى أن سياسة بلاده بعد الاستقلال تركز على كيفية الاستفادة من حصتها في مياه النيل التي تتقاسمها مناصفة مع دولة السودان كنتيجة لانقسام السودان إلى دولتين، لكن هذه السياسة لا تستدعي أن تنضم او تعترف باتفاقية 1959 أو أي اتفاقية خلال الحقبة الاستعمارية أوتبدي موقفا.. ما يخصنا فقط هو ما ورثناه في دولة السودان ونتقاسم ذلك مع السودان. وقال سفير جنوب السودان إن بلاده تعترف بأن لبعض الدول مواقف متباينة مع دول اخرى ونرى ان المكان الامثل لحل هذه الحالة هو من خلال المنظومة الخاصة بمياه النيل والتي اقرتها اتفاقية التعاون الاطاري ونرى وجود فرصة كبيرة اذا ما قامت مصر والسودان بالانضمام للاتفاقية الاطارية. وتابع كون قائلا "نقر بأن مصر لها ظروف خاصة تتعلق بحاجتها للمياه والجميع يدرك هذا الأمر، لكن المكان الأمثل لطرح أي وجهات نظر يأتي عبر العمل الجماعي والانضمام للاتفاقية الإطارية". وأشار إلى أن الجانب المصري له مواقف واضحة من الاتفاقية إلا "أننا لا نريد أن تكون مصر خارج الاتفاقية حتى لا يقوم البعض باتخاذ تصرفات فردية تفسر على أنها تضر بمصلحة مصر". وأضاف أن الحديث في وسائل الإعلام عن وجود مؤمرات ضد مصر في حوض النيل وتقف إسرائيل وراءها هو أمر غير صحيح وسيؤدي إلى مزيد من الاستقطاب بين الدول ومصر دولة كبيرة تلعب دورا رياديا في المنطقة وإفريقيا وساهمت في تحرير العديد من الدول الإفريقية من الاستعمار. وأوضح سفير جنوب السودان أن الوضع الحالي يخلق نوعا من الاستقطاب بين الدول وهذا الأمر لا يصب في مصلحتنا ولنا موقف ثابت هو تشجيع الجميع من أجل التعاون. واعترف بأن بلاده لم تنضم بعد للاتفاقية الاطارية لكنها تسعى حاليا للانضمام إليها، نافيا أن تكون رغبة بلاده في الانضمام إلى الاتفاقية لخلق مشكلات وإنما لتمثل إضافة حقيقية للتعاون بين الدول. وشدد على أن مسألة اقتناع مصر بالانضمام للاتفاقية هي قضية مصرية بحتة وأن مصر لها الحق السيادي في قبول أو رفض الانضمام للاتفاقية لكن دورنا كأصدقاء هو تقديم النصح. وفيما يتعلق بزيارة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إلى مصر أشار السفير أنتوني كون إلى أنها ستتم قريبا لكن لم يحدد موعدها لأنها تعتمد على جدول أعمال الرئيس سلفاكير وإجراءات أخرى. وحول العلاقات بين دولتي الجنوب والشمال السوداني، قال سفير جنوب السودان إن هناك إرادة سياسية وشعبية لتعزيز العلاقات بين الجانبين وانهاء كافة العقبات والمعوقات بينهما وحققنا خطوات جيدة فيما يتعلق بالاتفاقيات التي وقعت مؤخرا بشأن اعادة ضخ النفط عبر الشمال وتسهيل حركة التجارة والمواطنين بين الجانبين. لكنه استدرك قائلا " علينا أن نعترف لدول الجوار العربي والأفريقي بأنه مازالت هناك عدة عقبات يؤدي حلها لإستدامة العلاقات بين الجنوب والشمال ومن هذه العقبات منطقة "أبيي" وكذلك مسألة ترسيم الحدود بين البلدين منعا لوقوع أية احداث أو اشكاليات تؤدي إلى تكدير الأجواء بين البلدين ومن ثم استمرار السلام بينهما". وأشار السفير كون إلى أن من بين العقبات كذلك المعارضة المسلحة الموجودة في المناطق الحدودية بين الشمال والجنوب والتي يتعين على نظام جمهورية السودان التوصل لحل خلافاته معها لاسيما وأن هذا الأمر يصب في مصلحة الاستقرار والسلام بين دولتي الشمال والجنوب حيث تتهم جنوب السودان كثيرا بأنها تقدم الأسلحة والعتاد لهذه المجموعات المسلحة. وفي هذا الإطار، رحب سفير جنوب السودان بموافقة دولة الشمال على التفاوض مع الحركة الشعبية، مبديا استعداد بلاده لتقديم المساعدات اللازمة في هذا المجال إذا طلب من بلاده ذلك.