كتب الأبعد حازم عبد العظيم مقالًا نشر في موقع مصراوي غداة غزوة المقطم (السلمية) والتي أظهرته الفيديوهات فيها يقذف الحجارة مع القاذفين أمام مقر خصومه السياسيين، والمقالة بعنوان ( نعم أنا بلطجي)، وكان العنوان أصدق ما في المقال، والمقال كله بروحه وتصريحًا ببعض فقراته مصداقًا للعنوان !!. يفتتح منشوره بقوله [ بلطجي حاصل على دكتوراة و 2 ماجستير وجائزة الدولة التشجيعية ونوط الامتياز من الطبقة الأولى (لا أقصد المزايدة هنا على هشام قنديل الحاصل على الدرجة الثانية !!)، والعديد من الجوائز الأخرى المحلية والعالمية وبراءات اختراع وما لا يقل عن خمسين بحثًا أكاديميًا]، والافتتاحية توضح لنا المستوى الفكري للرجل، فكأن الشهادات العلمية التي ساقها هي صك غفران له مثل صكوك الغفران في القرون الوسطي، أو هي براءة من البلطجة أو من غيرها من شبهات الجرائم، وعلينا بهذا أن نغير في قانون العقوبات لنعفي حملة المؤهلات العليا من عقوبات الجرائم، بل من التهم ابتداءً، وهي بذلك فرصة لطرفي النزاع وكل منهما لديهم من حملة الدكتوراه الكثيرون (فليس السيد حازم هو حامل الشهادات الوحيد في هذا البلد)، فما على كل طرف إلا أن يضع حملة شهاداته في المقدمة ويجعل منهم (الرماة) والصف الأول في الاشتباكات وأعمال العنف، فهم المعفيين من تهمة البلطجة، وكأني بالرجل يظن أن حصوله على شهادة علمية تعطيه حقوق النبلاء في القرون الوسطى !!. وقبل أن نترك تفاخر الصبيان الذي أتى به ولا يرد عنه تهمة نذكره أن بعض أسوأ المجرمين في التاريخ كانوا من حملة شهادة الدكتوراه، ومنهم على سبيل المثال جوزيف جوبلز - وزير دعاية هتلر - وخليفته في منصبه، حصل على الدكتوراه ثم التحق بعدها بسنوات بالحزب النازي وكان من أوائل أعضائه وأكثرهم إجرامًا، ولو عددنا المجرمين الذين كانوا يحملون الشهادات العليا لأحتاج الأمر منا إلى مجلد وليس مقالة.. فما هو بصك غفران وما كان يومًا كذلك !. ثم يكمل البلطجي الدكتور [نعم كنت أدافع عن الميدان أمس بالطوب ... .. نحن نعيش في عصر ضبابي تحت حكم فاشي بل عصابة فاشية بكل معنى الكلمة لها طابورها الخامس من مدعي الوسطية وبعض الخلايا النائمة والمنتفعين من تيارات محسوبة على المدنية والليبرالية، من أبجديات الحكم الفاشي، أن تبدأ هي بالعدوان والعنف ثم يتباكوا (لا أقول كالحريم )، لأن حريم ونساء مصر أرجل وأشرف مائة مرة من قطيع الذقون والزبيبة الذي يزج بهم للتضحية بهم وأسيادهم محتمين بميلشياتهم وبوزير داخلية تم انتقاؤه بعناية]. ويحتج الدكتور بأن العنف دائمًا يبدأ من الطرف الآخر، وأنهم دائمًا في استخدامهم للعنف إنما هو رد فعل ودفاع عن النفس، ويملأ مقالته بالمصطلحات الآتية (العصابة الفاشية الحاكمة)، (إرهاب أي معارضة)، (نظام حاكم مريض نفسيًا)، (في المقطم رأس الأفعى)، (نعم كنت أدافع أنا وآخرين عن الميدان بالطوب وطاردناهم حتى فروا كالفئران إلى الجبل)، ويختم مقالته بقوله [العصابة الفاشية الحاكمة، مهما كذبوا وضللوا الناس وقلبوا الحقائق التاريخ شاهد عليهم والواقع أيضًا !! ومصر ستبقى مصرية رغم أنف من يسعوا لتحويلها إلى إمارة أو محطة في طريق الخلافة الوهمية وفي النهاية ألف تحية للشباب والشابات الأبطال الذين كانوا يدافعون عن الميدان أمس والدفاع عن حق التظاهر أمام أي مؤسسة غاشمة ستحكم مصر مستقبلًا مهمًا بلغ عنفهم وإرهابهم ........ والفاشية لازم ترحل ... الفاشية لازم تمشي .! ]، كانت تلك هي كلمات الدكتور في معرض تعليقه على المشاهد التي ضبطته يمارس البلطجة في الشارع، وهو يستخدم مصطلح الفاشية ويكرره عدة مرات ويبدو أنه لا يعرف معناه، لأنه هو ذاته يمارس أعلى درجات الفاشية قولًا وفعلًا، وما الفاشية إلا إقصاء الآخر وشيطنته تمهيدًا للقضاء عليه، وقد قطع فيها أشواطًا من حديثه عنهم كالقطعان إلى مطاردته لهم وفرارهم من أمامه كالفئران!!. هل هناك شخص محترم يخاطب رئيس البلاد ويقول له "سيبك من الكلام إللي إنت مش قده " ؟!، هل هناك شخص محترم يقول لرئيس البلاد "خليك في البرسيم"؟!، هذا كلام شخص بلطجي شوارعجي صايع، وهو بهذا متفق تمامًا مع صورتك وأنت تمسك بطوبة لتقذفها على خصومك السياسيين في الشارع وحولك حملة السنج والمطاوي من أنصارك، إذًا هي ليست طوبة ألقيت عليك كما تدعي فأردت أن تردها، فإن الشوراع لا تطرح سنجًا ومطاوي، بل كلماتك وأفعالك وتصريحاتك للإعلام وتويتاتك كلها تدل على شخصية البلطجي الشوارعجي، ولو حملت عشرة شهادات دكتوراه، فكم من قتلة ومجرمي حرب ولصوص وبلطجية حملوها ...يا دكتور !!. م/يحيى حسن عمر [email protected]