بلا جدال نجح الإعلام المأجور فى قلب الطاولة على تيار معين فى مصر بعد مسلسل تشويه بشكل مرتب وممنهج بشكل احترافي منذ إعلان فوز مرسي رئيسًا لمصر، نجح للأسف في تأجيج المشاعر وتعبئة الغلابة ضد التيار الإسلامي الأكثر عددًا ونفرًا في مصر حتى لو عارضناه في بعض مواقفه لكنها الحقيقة، لتتفاقم الأمور بشكل غير مسبوق لتصل إلى لصدام دموي، باعتداء الغوغائيون على أفراد من هذا الشعب بشكل "تتاري" لم نراه أبدًا وقع بين أفراد شعب من شعوب العالم، ولو أن إسرائيل منذ قيامها عملت على أن يكره المصري المصري ويسحله ويلطمه على وجه ويهينه ويمثل به جرًا على الأرض، ويصل الحقد بين أفراد المجتمع لذروته كما رأينا في أكثر من فيديو تم تصويره للأحداث التي شهدتها منطقة المقطم، لما نجحت في مسعاها كدولة استعمارية، بل لن تستطيع على مر تاريخها في أن تحدث فتنة بهذا الشكل، لينجح الإعلام بامتياز فيما فشلت فيه دولة العدو.. فأحداث المقطم أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أننا أمام مافيا متوغلة ومنتشرة داخل مصر مكتملة الأضلاع وتواصل عملها بشكل كامل في حرق الدولة وإسقاطها والقضاء عليها لصالح العدو، ممثلة في (إعلام المارينز)، والتعريف أطلقه الشيخ خالد عبد الله وليس أنا، لكنه بالفعل إعلام المارينز الذي وضح للعامة والفاهمين ما يفعله من عهر ودعارة لم تشهدها مصر على مر تاريخها، إنه إعلام مضلل قاهر فاجر يواصل لعبته بشكل احترافي تحركه أيادٍ خارجية.. إعلام لم يخف سعادته الغامرة بسحل مصريين وإهانتهم وقهر إرادتهم مصنفهم كأعدائه، في الوقت الذي يهلل ويطلق لأكاذيبه العنان مجرد رؤيته لاعتصام سلمى من فئات الشعب الرافضة لسياسته وضلالاته وتضليله أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، هكذا يدير هذا الإعلام المأجور المعركة ويقود الرأي العام للتهلكة ويصدقه ضعفاء النفوس الكارهين للإسلام البعيدين عنه كل البعد ولم يسبق لهم أن تذوقوا حلاوته، ولن يهديهم الله لأنهم لم يتقربوا إليه شبرًا ليتقرب إليهم ذراعًا، فطبيعي أن يزيدهم الله ضلالًا ويبقيهم على ضلالهم وكذبهم وتدليسهم، فمصر بالفعل ابتلاها الله بمثل هؤلاء فهم لم ينسوا أبدًا أنهم ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مأجورين للنظام البائد، فمنهم من كانت تدعو لتوريث جمال مبارك عبر برامجها وتستضيف الشباب لترمي بشباك التوريث عليهم كمدخل لعصر يقوده جمال بعد أبيه، ليخيب الله مسعاها في النهاية بثورة الشعب المجيدة ويذهب من عبدته إلى الجحيم، ومنهم من طأطأ رأسه كما تعود على طأطأتها دائمًا لمن يدفع أكثر، ليكون بوقًا في صحيفة أو قناة أو إذاعة لرجال أعمال كبروا وترعرعوا على مص دماء الشعب، ونهب الدولة بشكل منظم ومستمر بحراسة النظام البائد، وفي ظل غياب الإعلام النظيف القادر على التطويع لخدمة هذا الوطن، ورث هؤلاء الملوثين بدماء ومال الشعب كتيبة الإعلام مدججة بملايين الدولارات التي تضخ في ماسورة المجاري المفتوحة لقاذوراتهم، ليأتوا على السواد الأعظم من الوطن وهم الغلابة الذين أوقعهم قدرهم ليكونوا متلقين ليل نهار لهؤلاء وهم يبثون سمومهم بكذبهم ونفاقهم وقلبهم للحقائق، بدعوى أنهم ضد ما ينال من مصر وهذا الشعب، وما هم بذلك أبدًا.. بل هم من سيقضون عليه، وقبل أن تغرق السفينة سيسارعون بالقفز منها والهروب بأموالهم للخارج، متوجهين مباشرة إلى إحدى الإمارات الخليجية المعروفة بمنهاضتها لثورة شعبنا العظيم.. نحن أمام مافيا صعب اختراقها والإيقاع بها بعد الثورة بالاحتماء في حرية الرأي والإعلام ومجرد أن توجه لهم سهام النقد يتعالى صراخهم ويتهمون الحاكم بأنه يريد قهرهم وقهر إرادتهم وقتل حريتهم..!،وقبل الثورة كان يحمها النظام البائد طالما سارت في فلكه وسبحت بأمره، وفي كلتا الحالتين ليس هناك من سبيل للإيقاع بها أو علاج ناجع لوقف جماحها ونهمها لهدم الدولة، طالما يكرهون ويحقدون على من في سدة الحكم، لمجرد أنه يسعى لتنظيف وتجريف فسادهم وتنظيف مصر من شرورهم.. لتصبح مصر بين المطرقة والسندان، مافيا إعلامية تسعى دائمًا لهدم الوطن، ولا تريد أن تهدئ من وتيرة نبرتها وعمالتها التي أصبحت واضحة لكل ذي عينين، وتيار تشبع بفعل ما تبثه من سموم بالحقد والكره الواضح كما رأينا من ردة الفعل في أحداث المقطم والتعامل مع فئات من أبناء الشعب المصري بالسحل والإهانة.. وأصبحنا أمام حالة الحقيقة فيها مقلوبة، فالمجني عليه هو المتهم والمتهم بريء بحكم الإعلام الدائم على تبرئة ساحته باستمرار، فالحرق والتخريب وترويع المواطنين أصبح عملًا ثوريًا، ولم يفكر هؤلاء أن الدائرة ستدور وقد يأتي يومًا ويتعرض المدافعون عن الغوغائيون لشرورهم، وقتها ماذا سيكون توصيفهم وحكمهم للحالة، فمرسي وجماعته لن يورثوا مصر ولن تبقى حكرًا عليهم وأرضًا لهم بشعبها، فقريبًا سنجد فصيلًا يقود من هؤلاء فماذا هو فاعل أمام هذه المافيا، هل ستبرر له إخفاقاته؟، هل ستنال منه بالانتقادات أم ماذا؟،ولو استمر الأداء الإعلامي على هذا النسق بفجوره سيسلم مصر لإسرائيل دولة منهكة كهدية لم تكن تحلم بها يومًا.