هناك جملة منسوبة للينين - قائد الثورة البلشفية - سنعود إليها كثيرًا هذه الأيام، تقول (الحكمة) المنسوبة للينين (تصبح الكذبة حقيقة إذا تم تكرارها بما يكفي)، هذه (الحكمة) تمثل اليوم القاعدة المؤسسة للإعلام المناهض لتيارات الإسلام السياسي في مصر الآن (وصف الإعلام الليبرالي أو المدني ليس وصفًا دقيقًا، لأنهم يستدعون العسكر ويستخدمون العنف والبلطجة ويؤيدوها، فأي مدنية هذه وأي ليبرالية؟!). سنأتي تباعًا إن شاء الله في قادم المقالات للأساطير التي يرددها ذلك الإعلام دون انقطاع ليضمن تحقق (معادلة لينين) في تحويل الأكاذيب إلى حقائق بترديدها عدد كاف من المرات!!، وموعدنا اليوم مع أسطورة (ميليشيات الإخوان)!!، يكرر الإعلاميون المعادون للتيار الإسلامي هذا المصطلح آناء الليل وأطراف النهار حتى يصدق الشعب أن للإخوان ميليشيات، ويربطون الماضي بالحاضر في قفزات عمرها 60 عامًا ليربطوا بين النظام الخاص في الأربعينيات من القرن العشرين بأيامنا هذه في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين !!. لم يحاول هؤلاء الإعلاميون ومن تبعهم على الفيسبوك وتويتر أن يقولوا لنا أين كانت هذه الميليشيات حين حرق بلطجية (الإنقاذ) والتيارات (المدنيين) 31 مقرًا من مقرات الإخوان عبر الأشهر الماضية، أين كانت ميليشيات الإخوان المزعومة ؟!!، لماذا لم تحمِ مقراتها ؟!، وأين سلاحها وعتادها ؟!، لم يقل لنا هؤلاء ما هو رد فعل تلك الميلشيات التي ابتدعوها ؟!، لماذا لم يحرقوا مقرات الخصوم ؟!، لماذا لم تتصد هذه الميليشيات لما حدث عند المقطم مثنى وثلاث عبر تلك الأشهر ؟!!، فأين هي تلك الميليشيات وما هي الدلائل على وجودها ؟!، وما هو مبرر وجودها إذا كان الإخوان لم يردوا على حرق المقر العام ومقرات المدن، فمتى تستخدم ؟!، لكنها ببساطة.....معادلة لينين !. من هنا يتضح أن الحديث عن ميليشيات الإخوان ليس أكثر من محض هراء، لم يثبت يومًا منذ أكثر من أربعين عامًا أن ثبت استخدام الإخوان للسلاح أو اقتناؤهم له، وأعتقد أن أربعين عامًا تعرضوا خلالها لمئات المحن منذ الستينات وإلى عهد الرئيس الحالي - الذي هو منهم ولا يغني عنهم شيئًا أمام بلطجة خصومهم- أربعين سنة تكفي لتوضيح الحقائق!!، ولقد كان عهد مبارك شديد العداء للإخوان، ولم يستطع أن يثبت مرة واحدة أنهم استخدموا السلاح، ولا اتهمهم بذلك، وها هي العمليات الإجرامية تنهال عليهم من قبل النخبة المولوتوفية، وميليشياتهم لا تظهر !!، تبًا لها من ميليشيات إن كانت موجودة، وتبًا لها من أكاذيب أن كانت غير موجودة، وهي كذلك يقينًا. لكن دعوني أكلمكم عن الميليشيات، فهناك بالتأكيد ميليشيات تكاد لا تغيب عن المشهد، الميليشيات حقًا هي التي استخدمت الآلاف من زجاجات المولوتوف وحرقت 26 مقرًا للإخوان في أنحاء مصر في يومين فقط، الميليشيات هي التي هاجمت القصر الجمهوري بالمولوتوف وأرادت إحراق مقر رئاسة البلاد، الميليشيات هي التي أتت ببلدوزر لاقتحام القصر الرئاسي، الميليشيات هي التي أردت 5 من الإخوان بالرصاص الحي أمام الاتحادية، الميليشيات هي التي أحرقت مقر قناة الجزيرة، لأنها تفضحهم بالصوت والصورة (ثم يدعون أن اعتصام الإعلامية حصار لهم!!، فكيف إذا تم حرقهم بالمولوتوف مثل قناة الجزيرة التي حرقوها وفرحوا لحرقها ؟!...ألم أقل لكم إنها معادلة لينين)، الميليشيات هي التي أحرقت مقر اتحاد الكرة، الميليشيات هي التي قطعت كوبري 6 أكتوبر عدة مرات، الميليشيات هي التي اقتحمت محطات مترو الأنفاق وقطعت مسار المترو عدة مرات واعتدت على الركاب وعمال المحطات، لكن إعلام الميليشيات يكذب مرتين، مرة حين ينسب الميليشيات للإخوان، ومرة حين ينفيها عن خصومهم، فيصدق فيه قول الحق سبحانه وتعالى " ومن يكسب خطيئة أو إثمًا ثم يرم به بريئًا فقد احتمل بهتانًا وإثمًا مبينًا"، ويؤكد أننا أمام نوعين من الميليشيات تعمل بوجه مكشوف وتستخدم البلطجة صراحة لترويع خصومهم، الميليشيات المعادية للإخوان والتي تستخدم المولوتوف الناري الحارق، وميليشيات في استديوهات الإعلامية توفر الغطاء الإعلامي للميليشيلات الأولى، وتمارس الكذب والتحريض لتسوغ الإحراق والتدمير عبر النخبة المولوتوفية على الشاشات، فكلاهما ميليشيات، وهي الميليشيات الحقيقية !!. [email protected]