لطالما اتهموا الإخوان المسلمين ظلماً وزوراً على مدار السنين بأن لديهم ميليشيات عسكرية، وكلنا يذكر العرض الرياضي الذي قام به طلاب الإخوان في جامعة الأزهر (في عام 2006) على خلفية قيام إدارة الجامعة بفصل 8 منهم لمنعهم من دخول انتخابات اتحاد الطلاب، فقام الطلاب بعمل اعتصام وأثناء هذا الاعتصام قاموا بتقديم عرض رياضي في فنون القتال اليدوي لمدة 10 دقائق، وتم تصوير ذلك العرض، وتلقفته وسائل الإعلام المختلفة والفضائيات ونسجوا حوله القصص والحكايات والأكاذيب واخترعوا قصة ميليشيات الإخوان، مؤكدين أن الإخوان لديهم "ميليشيات عسكرية" منظمة على غرار "التنظيم الخاص" الذي كان موجودا أيام الشهيد "حسن البنا"، وأنهم يريدون استخدام هذه الميليشيات في قلب نظام الحكم، وعملت الآلة الإعلامية الجبارة للحزب الوطني آنذاك وأعوانه من رجال الأعمال الفاسدين عملها في نشر هذه الأكذوبة والترويج لها ومحاولة إقناع الشعب بها، واستخدموا تلك الأكذوبة ذريعة لاعتقال عدد كبير من الإخوان ضم قيادات الجماعة وطلاب وأساتذة جامعيين، وقدموهم للمحاكمات العسكرية، وقد ثبت للجميع بمرور الأيام أن الإخوان ليس لديهم أية "تنظيمات عسكرية" أو "ميليشيات". وعقب إصدار الدكتور/ محمد مرسي رئيس الجمهورية للإعلان الدستوري الأخير (في نوفمبر2012)، قامت شخصيات سياسية مصرية تطلق على نفسها "النخبة المدنية" بتنفيذ مخطط واسع ومحاولة فعلية لقلب نظام الحكم وإسقاط الرئيس الشرعي المنتخب، والإتيان بأحمد شفيق، والعودة بمصر إلى ما قبل الثورة، من خلال هجوم متزامن على جميع مقرات الإخوان وحزب الحرية والعدالة وحرقها وكذلك استهداف بعض السفارات والمنشآت الحيوية وحرق قنوات فضائية، واستخدمت القوى المدنية لتحقيق ذلك جيش منظم من "ميليشيات البلطجية" في جميع محافظات مصر وبالفعل قاموا بهجوم متزامن في عدة محافظات وأحرقوا مقار لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة بالإسكندرية والبحيرة والغربية وأسوان وبورسعيد ودمياط وغيرها من المحافظات، كما قاموا بالاعتداء بالمولوتوف والأسلحة البيضاء والأسلحة النارية على أعضاء جماعة الإخوان وأعضاء من الحرية والعدالة في تلك المحافظات فقتلوا "الشهيد إسلام مسعود" عضو جماعة الإخوان المسلمين بدمنهور وأصابوا المئات من الإخوان وأعضاء حزب الحرية والعدالة على مستوى الجمهورية بجروح متفاوتة بالرأس والبطن والظهر والأطراف. لقد ضاقت "النخبة المدنية" ذرعاً بالطرق والأساليب السياسية السلمية، في محاولتهم الحثيثة للوصول للحكم، وفشلوا في الحصول على ثقة الشعب المصري من خلال استخدام الأدوات السياسية، ورسبوا في اختبار الديمقراطية الأول، فلجأوا إلى أساليب الحزب الوطني المنحل القذرة باستخدام "ميليشيات البلطجية" كمحاولة أخيرة يائسة منهم للقفز على السلطة بطريق غير شرعي، ولكن هيهات هيهات. أيتها "النخبة" البائسة أفيقوا من غيكم وعودوا إلى صوابكم، واتقوا الله في مصر وشعبها، لا تحرقوا مصر ولا تدمروها. بقلم/ أحمد شحاتة الأمين العام للجنة النقابية للعاملين بشركة فاركو للأدوية [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]