أمهات مصريات تخطين ظروفًا صعبة للعبور بأولادهن إلى بر الأمان، فتوجن بلقب "الأم المثالية"، وهو التكريم الذي يتم في إطار رسمي حكومي سنويًا. ويحتفل مصريون وعرب سنويًا بعيد الأم الذي يوافق 21 مارس/آذار، ويتم فيه تكريم "الأم المثالية" والتي يتم اختيارها من بين الأمهات المثاليات على مستوى محافظات مصر ال27 وفق مسابقة تتقدم لها الأمهات على مستوى المحافظة، ويتم التصفية بين المرشحات، وتكون المسابقة تحت إشراف حكومي ممثلا في وزارة التضامن الاجتماعي. ويقدم الأبناء في هذا اليوم الهدايا والزهور لأمهاتهن، وتقام الاحتفالات في المدارس، ويعرض التلفزيون الرسمي الأغاني والأفلام والبرامج الدينية التي تحث على بر الوالدين وتوصي بالأم على وجه الخصوص. وبمناسبة هذا اليوم، أعلنت الخطوط الجوية الرسمية "مصر للطيران" منح جميع الأمهات تخفيضًا 50% على بعض الرحلات إلي الدول العربية وإسطنبول والتي يتم إصدارها أيام 20 و21 و22 من الشهر الجاري ليُسمح بالسفر بها حتى 31 مايو/أيار 2013 مشاركة من الشركة في الاحتفال بالأمهات المصريات في عيدهن. وتختلف دول العالم في الاحتفال بهذا اليوم والذي يتم فيه تكريم الأمهات، حيث يحتفل العالم العربي في 21 مارس/آذار، بينما تحتفل تركيا والولايات المتحدة في يوم الأحد بالأسبوع الثاني من شهر مايو/أيار، فيما تحتفل النرويج في 2 فبراير/شباط، أما الأرجنتين فتحتفل يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم 1 مايو/أيار. "البذل، والعطاء، والصبر، والمثابرة في تربية الأبناء" صفات مشتركة جمعت أمهات مصريات من محافظات مختلفة، استطاع هذ التكريم رسم البسمة على ملامحهن البسيطة. ورصد مراسلو الأناضول قصص كفاح "أمهات مثاليات" في أنحاء مصر وصولا إلى هذا اللقب في إطار احتفال البلاد بهذا اليوم. "فاطمة إبراهيم السيد" - 59 عامًا- الأم المثالية بالشرقية والثانية في البلاد، مرت برحلة شاقة امتزجت بالصبر قبل أن تتوج أمًا مثالية، تزوجت عام 1973 ورزقت بطفلة أطلقت عليها "رقية"، لكن فرحتها لم تدم طويلا حيث توفيت الرضيعة بعد فترة مرض قصيرة لعدم قدرتها المادية على تحمل نفقات العلاج، وبعد صبر دام 6 سنوات رزقت بولد أطلقت عليه "طه"، ثم رزقت ب"محمد" الذي توفي بعد شهرين من ولادته، وأخيرا رزقها الله بثلاث بنات. ضيق ذات اليد لم يمنع الأم والأب من التمسك بحلم إلحاق أبنائهم بالتعليم الجامعي، لكن الفرحة أيضا لم تدم طويلا، فلقي الابن مصرعه في حادث سير، ولحق به الأب حزنًا على وفاة نجله، واختارت الزوجة الصبر أمام قضاء الله، وبالفعل استكملت رحلة العطاء وتحملت مسؤولية تربية بناتها الثلاث إلى أن أوصلت كل واحدة منهن إلى بيت الزوجية. وفي محافظة مطروح (شمال غرب مصر)، فازت غنية إبراهيم حميدة - 72 سنة - بلقب الأم المثالية، وكانت أنجبت 12 من الأبناء توفي منهم 7 من البنين وبنتًا واحدة. واستطاعت الأم المثالية بمطروح أن تساعد زوجها في الإدخار من قوت يومهم لشراء قطعة أرض لتحقيق حلم الأسرة بالسكن في حاضرة المحافظة "مرسى مطروح" بعد أن عانت من الحياة الصحراوية في المناطق المنتشرة بمطروح، وساعدت أولادها على استكمال تعليمهم حتى التحقوا جميعا بوظائف مختلفة. وقالت سلوى حسن، الأم المثالية بمحافظة الفيوم (جنوب غرب القاهرة): توفى زوجي عام 1990، وترك لي 3 أبناء في عمر الزهور قمت بتربيتهم وسهرت معهم الليالي حتى تمكنوا من الحصول على المؤهلات العليا ليكونوا مواطنين مخلصين في خدمة وطنهم. وتروي وفاء خالد الكيال - 49 سنة - الأم المثالية بمحافظة دمياط ( دلتا النيل)، لمراسلة الأناضول أنها واجهت ظروفًا لا يتحملها أحد ولم تستسلم وتحدت الصعاب حتي استطاعت تربية أبنائها بمفردها، معربة عن سعادتها بهذا اللقب الذي تراه تكليلا لرحلة كفاحها. وتعمل "علية سعد سليم"، الأم المثالية بمحافظة القليوبية (دلتا النيل)، بائعة خضار منذ نحو 15 عامًا وهى أم لثلاثة أبناء، تقول عن قصة كفاحها: رحل زوجي عن الدنيا ودخلت في تحدٍ مع نفسي حتي يكمل أبنائي تعليمهم فقد وصل محمد الي السنة النهائية بكلية الطب، ومحمود بالفرقة الثانية بطب الأسنان، والابنة الصغرى نورا في الثانوية العامة، داعية الله أن يمد في عمرها حتي ينهي أبناؤها الثلاثة تعليمهم ويصبحوا أطباءً تحقيقًا لوصية والدهم. ورغم سعادتها بالتتويج لكنها تقول "لا أنتظر التكريم من البشر، وأنتظر أن يكافئني الله يوم العرض عليه بدخولي الجنة مع سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم".