قال الكاتب السياسي سعد هجرس إن نخبة المعارضة عجزت أن تكون ملهمة للملايين العريضة من المصريين، لافتا إلى أنها تحتاج إلى العمل الكثير مع الناس في جميع المحافظات والفئات، وليس في أوساط النخبة بالقاهرة فقط، مما يجعلنا نتطلع إلى تجديد دماء تلك النخبة بأفكار فتية ثورية للخروج من هذا المستنقع السياسي. وأضاف خلال الندوة التي أقامتها منظمة "كل المصريين" بمكتبة مصر العامة بمدينة المنصورة، أن مصر تحوي 4 تيارات، ليبرالي وإسلامي ويساري وقومي ناصري، ولا يمكن استبعاد أحد من تلك التيارات، إلا أن الإخوان المسلمين تخيلوا أنه من الممكن إقصاء الآخرين، فتحول الشعار من المشاركة إلى المغالبة. وأشار هجرس إلى أن الرئيس محمد مرسي قبل توليه منصب الرئاسة تعهد بتغيير تشكيل الجمعية التأسيسية، وأنه لن يطرح للاستفتاء الشعبي دستورا لا يحظى بالتوافق الوطني، إلا أنه لم يفعل ذلك، مما سبب انقساما في الأمة، وأصبح هناك دستور الأقلية وافق عليه 20 في المائة فقط من الشعب، إلى أن وصلنا لتلك الحالة، وأصبح الكثير من البسطاء يتمنون عودة عصر مبارك أو الاستنجاد بعودة الجيش مرة أخرى، والكفر بالثورة، بالإضافة إلى تدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف أن كلاً من الرئيس والحكومة يُحمّلان كل الأشياء على عاتق الإعلام، بالرغم من أن الصحافة القومية تحت وصاية مجلس الشورى الذي يمثل التيار الإسلامي فيه الأغلبية والتيار المدني الأقلية. وقال الكاتب السياسي إن التزوير الفاضح لانتخابات 2010 كانت القشة التي قسمت ظهر البعير في عصر مبارك، مشيرا إلى أن الجريمة الحقيقية التي ارتكبها مبارك طيلة ال30 عاما هي الفقر والجهل، فأصبح 40 في المائة من الشعب أميًا، و50 في المائة يعيشون تحت خط الفقر، موضحا أن الثورة أتاحت فرصة بناء دولة مدنية وحديثة في آن واحد متحدية الدولة الدينية والعسكرية. وأوضح أن الشىء الإيجابي الذي حدث عقب ثورة يناير أن الدستور الجديد سمح بإصدار الصحف بالإخطار، ولكن هناك قوانين أخرى معادية للحريات وقوانين الحبس في النشر ما زالت قائمة، وعندما تمرض حرية الصحافة والإعلام فكل الحريات في المجتمع تصبح في مهب الريح، لافتا إلى أن موقف الإخوان من الإعلام غير مجدٍ، بدأ منذ وصف المرشد للصحفيين بسحرة فرعون، وانتهى بضرب الصحفيين أمام مقر مكتب الإرشاد أثناء ممارسة عملهم.