حرب شوارع بين المتظاهرين وشباب الجماعة.. وتبادل لإطلاق الخرطوش والمولوتوف.. وقوات الأمن تتصدى لعشر محاولات لإحراق مقر الإخوان شهد مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، مساء الأحد، اشتباكات متقطعة نشبت بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى أمام المقر، وسط حالة من الكر والفر بشارع 9 الرئيسى والشوارع الجانبية، تضمنت اعتداءات على المحلات ومحاولات تحطيم نوافذها والتعدى على صحفيين، وتحول المشهد إلي ما يشبه حرب الشوارع بين المتظاهرين وشباب الجماعة وتم خلالها تبادل لإطلاق الخرطوش والمولوتوف بينما تصدت قوات الأمن لنحو عشر محاولات لإحراق مقر الأخوان. بدأت الأحداث عند قدوم عدد من النشطاء السياسيين للتظاهر أمام المقر لرفض سياسات جماعة الإخوان المسلمين، والاعتداء على الناشط أحمد أبو دومة والصحفى محمد إسماعيل بجريدة " اليوم السابع" ومحرر جريدة "الوطن"، مرددين هتافات مناهضة للإخوان المسلمين، كما حملوا لافتات مكتوب عليها: "الإخوان مجرمون يفسدون ولا يصلحون"، و"الإخوان قتلوا أولادنا وسرقوا أموالنا"، فضلا عن رسومات الجرافيتى المناهضة للجماعة على جدران مقرها. وتم الدفع ب" 15" سيارة أمن مركزى محملة بالجنود وقوات الأمن المركزى، وخمس عربات مصفحة خاصة بقوات فض الشغب، كما تواجد عدد من القيادات الأمنية أمام مقر الإرشاد، وقامت القوات الخاصة بتمشيط المكان. وتزايدت أعداد المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم بشكل ملحوظ خلال الاشتباكات الدائرة هناك بين حراس مكتب الإرشاد والمتظاهرين عصر الأحد، وخرجت إحدى المدرعات من شارع " 9 " بمحيط مقر الجماعة بالمقطم لإبعاد المتظاهرين عن المكتب نهائيًا، مما أدى إلى تفريقهم فى الشوارع الفرعية، فيما تدخلت قوات الأمن لحماية وتأمين مقر الجماعة. وفرضت قوات الأمن المركزى طوقًا أمنيًا على محيط مقر الجماعة، بعد أن تزايدت أعداد المتظاهرين والاعتداء على المقر، فى حين توجه عدد من الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم من قبل الحرس إلى قسم شرطة المقطم لعمل محضر ضد حرس المكتب وقيادات الجماعة. وأشعل المتظاهرون النار فى إطارات السيارات على جانبي الطريق فى شارع (10) وأمام قوات الأمن المتمركزة لحماية مكتب الإرشاد، وقاموا بإقامة حواجز حديدية باستخدام صناديق القمامة للحول بينهم وبين قوات الأمن، بعدها ألقى المتظاهرون زجاجات المولوتوف، فيما ردت قوات الأمن بقنابل الغاز المسيل للدموع. فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها بشارع 9 نتيجة دخان الغاز المسيل للدموع بسبب الاشتباكات التى دارت بين المتظاهرين وقوات الأمن المختصة بتأمين المقر، والذى أدى إلى اختناق بعض العاملين بها، مع استمرار إغلاق الشارع بالكامل أمام حركة المرور. وتصاعدت السنة اللهب والدخان بشكل كبير حتى أصيب البعض بالاختناق، وعلى الفور قامت قوات الأمن بالهجوم الخاطف على المتظاهرين وإطلاق قنابل مسيلة للدموع وأجبرت المتظاهرين على الخروج من شارع (10) المتواجد به مكتب الإرشاد والعودة للشارع الرئيسى للمقطم، كما اعتقلت العشرات من المتظاهرين من بينهم صحفيون. وفى تمام الساعة التاسعة والنصف وصلت مسيرة تضم عشرات المتظاهرين من ميدان التحرير يحملون لافتة كبيرة عليها صورة محمد الجندى، وقاموا بإشعال النيران فى صناديق القمامة ورشق قوات الأمن بالحجارة، فيما تمكنت قوات الأمن من إحاطة المتظاهرين والقبض على عدد كبير مرة ثانية منهم. واستمرت حالات الكر والفر بين قوات الأمن والمتظاهرين لأكثر من أربع ساعات متتالية، قامت خلالها قوات الأمن بإطلاق الخرطوش على المتظاهرين الذى حاولوا اقتحام مقر الجماعة لإحراقه. واعترض المتظاهرون بمحيط مقر مكتب الإرشاد بالمقطم سيارة تابعة لقوات الأمن بشارع 9 وقاموا بتحطيمها، فيما دفعت وزارة الصحة بعدد من عربات الإسعاف التابعة لها ولمحافظة القاهرة فى وقت متأخر لمحاولة إسعاف المتظاهرين الذين أصيبوا خلال الاشتباكات. واتهم تامر محمد أحد المصابين بطلقات خرطوش، قوات الأمن، مشيرًا إلى أنها تتعامل مع المتظاهرين باعتداءات وحشية. وأضاف محمود السيد المشرف على عربات الإسعاف، أن عددا كبيرا من الجرحى أصيبوا بطلقات خرطوش، إضافة إلى حالات اختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز. واستمرت حالات الكر والفر والتراشق بالحجارة بين قوات الأمن والمتظاهرين حتى الساعة الثانية من صباح الاثنين، بعدها انسحب المتظاهرون، وغادروا المكان بعد ليلة طويلة من الاشتباكات الدامية. وسادت حالة من الهدوء الحذر أمام مكتب الإرشاد وشارع (10) مع استمرار تواجد قوات الأمن حول مكتب الإرشاد ورائحة القنابل المسيلة للدموع.