تعززت الاستعدادات وتضافرت الجهود بين مؤسسات وشخصيات المجتمع المدني الغربي المتضامنة مع القضايا العربية والمتحدة في مضمار الشراكة الإنسانية العادلة وبين مؤسسات وشخصيات المهجر العربي الفاعلة في سبيل قضية فلسطين المطالبة برفع العدوان الآثم على غزة بحصارها الوحشي والممتد إلى الضفة وفلسطين بقمع الحركة الشعبية المتمردة على النازية الصهيونية وحلفائها في الإدارات الأمريكية والمؤسسات السياسية الغربية الداعمة لهذا الإرهاب وقد تبلور هذا التعاون في فعاليات عديدة كان من أبرزها قوافل مناضل الحقوق الإنسانية الشهم وصديق العرب الحقيقي النائب البريطاني د جورج جالوي وفعاليات عديدة لمؤسسات وشخصيات عرباً وعجماً تقيم في العالم الغربي لها كل التحية والتقدير . لكن الاستعدادات الأخيرة باتت تنصب في التحضير لمسيرة غزة العالمية التي اتحد في الدعوة إليها 2600 بين شخصية ومنظمة وجمعية حقوقية حددت يوم الخامس والعشرين من كانون أول ديسمبر الجاري للتجمع في القاهرة والانطلاق نحو رفح في أول يناير القادم في قافلة حاشدة إلى غزة لإعلان التضامن العالمي الإنساني ضد الوحشية الإرهابية المحاصرة لغزة التي تخلقها سياسة إسرائيل بدعم دولي رسمي وعربي مع الأسف الشديد ولقد بدئت بالفعل هذه الحملة التوافد إلى مصر والتحرك في الإعلام وبين أوساط الرأي العام العربي والدولي للتحشيد لهذا الهدف النبيل متمنين ونحن معهم أن تراعي السلطات في مصر هذا الحراك الإنساني المستقل وتسمح له بالقيام بمجهوداته الذاتية المؤثرة على سمعة الكيان الصهيوني ومن يدعمه وخاصة بان الحكومة المصرية تعتذر عن عدم قدرتها عن رفع الحصار بأسباب الضغوط الدولية . إن هذا الجهد العالمي النوعي يتبلور اليوم في صورة مميزة تعكس تطور حركة التضامن العالمي مع غزة ومع الشعب الفلسطيني في نقلة نوعية رأينا آثارها في تزايد الدعم المعنوي الضاغط على تل أبيب وعواصم القرار ذات الشأن وتسبب لهم حرجاً دائماً وتسديد فواتير ترتفع تدريجياً في الإعلام وفي الشارع العام وصولا إلى مذكرات الاعتقال والمتابعة القانونية التي باتت تُنظّم لتستهدف الحكومات الإرهابية في تل أبيب المتعاقبة على الحكم لتستدعيهم لدى المحاكم وتؤثر على جدول زيارتهم في العالم وتستنزف صورتهم المزيفة مع اضطراب قواعد شعبية ولوجستية لطالما اعتمدتها الحركة الصهيونية في الغرب لتعزيز عدوانها على المجتمع العربي وتشويهه وخنق القضية الفلسطينية وشعبها , في حين هي تنقلب الآن ولو بصورة نسبية لكنها متصاعدة في هذا النشاط المزدوج لعرب المهجر والمجتمع المدني الغربي . وهذه المسيرة هي من أهم هذه المناسبات التي تقطف فيها ثمار التنسيق لهذه الجهود وتعزز برنامجها الذي بدء يوتّر المؤسسات الإسرائيلية و الإعلام الصهيوني داخل وخارج فلسطينالمحتلة , ولذا فنحن نهيب بأهلنا في مصر مستذكرين مواقف الشعب المصري العظيمة في حرب السويس وتحطيم خط بارليف وتضامنهم العاطفي ودعمهم المعنوي لقضايا الأمة حتى يتواصلون ويتحدون مع الحملة لتحقيق ضغطها السياسي والإعلامي الذي يستهدف تل أبيب ويعطي الفرصة لرفع الحرج عن بعض الحكومات العربية . ونحن ندرك جيدا أنّ هذا التحرك سيبقى محددا في نتائجه للظروف القاهرة حوله لكنه تصاعد تدريجي بدا يؤتي أكله فان لم يتمكن الرأي العام العربي بناءً على انحسار حريته وضخامة القمع الذي يمارس عليه فلا اقل من تضامنه مع هذا الحراك الحر لنجدة غزةوفلسطين وقد ناشدت الحملة الرأي العام العربي أن يُظهرا تضامنه معها في مواقعها المنشورة وهو تضامن في جهاد الكلمة الحق من ساهم فيه ولو بشق تمرة خير من الصمت ...فجعلوا محبتكم لفلسطين مساهمة فاعلة تتحد لأجل المستضعفين . [email protected]