حذر الكاتب التركي والخبير بالشأن المصري، جومالي أونال، من أستمرار حالة الجمود وعدم اليقين الذي تعيشه مصر بسبب الأزمة السياسية التي أصابت البلاد بالشلل ودفعت المستثمرين للهروب مما وضع الإقتصاد المصري على حافة الهاوية. وأشار إلى أنه لا توجد عصا سحرية بإمكانها حل مشاكل مصر، ولكن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة يمكن في إلتزام كلاً من الحكومة والمعارضة بخارطة طريق واضحة. ومن جانبه طرح أونال خارطة طريق من 8 نقاط من شأنها أن تساعد الحكومة على حل القضايا الأكبر في الأزمة المصرية، وهي كالتالي: 1- الأولوية يجب أن تكون لخارطة طريق جدية تساعد مصر على الخروج من مشاكلها الإقتصادية. يجب أن يتم تقديم فواتير متتالية للإصلاح. فحتي يتم تسجيل تنمية في الإقتصاد، فإن إنعدام الثقة والشعور باليأس سيتزايد بين الناس وهو ما سيساهم فقط في تعميق الفوضى. 2- يجب على إدارة الرئيس مرسي أن تكون واضحة ومحددة فيما يتعلق بعلاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين، فإدراك الرأي العام أن الرئيس مرسي يشرك جماعة الإخوان المسلمين في إتخاذ القرارات بشأن القضايا الهامة يخلق شعوراً عميقاً بالإنزعاج في مختلف أنحاء البلاد. 3- على مرسي أن يجد طريقة ما لحلق حوار بين حكومته وكل الأحزاب والجماعات المعارضة. وعليه قبل أن يعلن عن برنامج معين أو يتحدث عن حلول أن يجلس أولاً مع قادة المعارضة الذين ينتقدون حكومته بإستمرار. 4- يجب تخفيف القيود على الحريات المختلفة بقدر الإمكان، فطالما أن النقد لا يتجاوز الحد ليصل إلى إهانات مباشرة، فعلى كل الجوانب أن تكون مفتوحة لجميع أنواع النقد. 5- يجب أن يتم تأمين الشوارع وإعادة الأمن بقدر الإمكان وعلى الفور، فالأعداد المتزايدة من حوادث السرقات والنهب والمعارك بين العصابات تتسبب في تعميق الشعور بإنعدام الثقة بين الناس مع كل يوم يمر. 6- على إدارة الرئيس مرسي أن تنظر لتجارب الدول المجاورة التي تتشارك معها في الجغرافيا، والثقافة، والعادات وحتى التاريخ المشترك، وعلى رأسها تركيا. إذا نظرنا إلى الأخطاء الأخيرة التي وقعت فيها إدارة الرئيس مرسي، يلاحظ المرء أن القادة في مصر لم ينتبهوا للتجربة التركية بالتحديد. 7- عندما يأتي الأمر للترقيات وإختيار أشخاص للوظائف الهامة، فإنه من الحتمي أن يتم إختيار أسماء قريبة من جماعة الإخوان المسلمين، لوكن ينبغي أن تكون هناك وسائل للتأكد من أن الحكومة الجديدة تستفيد من خبرات وإطلاع العديد من الخبراء المصريين المنتشرين في مختلف أنحاء العالم. 8- حتى لتتمكن القيادة الجديدة من إستعادة ثقة الشعب، فإن عليها أن تحق نجاحات ملحوظة في المهام والمسؤوليات المحلية. فعلى سبيل المثال يجب إتخاذ خطوات سريعة في مجالات مثل الطرق، ونظافة الشوارع، وحركة المرور، وتلوث الهواء، وأماكن وقوف السيارات، وغيرها من المجالات الأخرى التي سيلاحظ فيها الناس الفرق على الفور. ولم يغفل أونال دور المعارضة الهام في المساهمة في الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، حيث طرح خارطة طريق أخرى من 5 نقاط لأحزاب المعارضة التي قال أن دورها لا يقل أهمية عن الدور الذي يلعبه الحزب الحاكم في إنهاء الأزمة. 1- على أحزاب المعارضة أن تتوقف عن إستخدام مقاطعة الإنتخابات كورقة رابحة. فعلى الرغم أنه من الحقيقي أنه لم يتم إنشاء نظام ديموقراطي حقيقي في البلاد بعد، ولكن أيضاً فإن كل الإنتخابات التي شهدتها البلاد منذ الثورة وحتى الآن تمت وفقاً للمعايير الدولية، وهو ما يعني أن قرارات المقاطعة التي يتم إتخاذها بقصد الإحتجاج ومعارضة الحكومة في الواقع لا تتسبب إلا في المزيد من عدم الإستقرار بالبلاد. 2- بدلاً من التركيز فقط على إنتقاد الحزب الحكم، على الأحزاب المعارضة أن تخرج بحلول حقيقية ومشروعات خاصة بها. فحتى الآن لم يظهر في وسط كل هذا الكم من الإنتقادات حزب أو جماعة معارضة تقدم مشروعات حقيقية. 3- يجب الأخذ في الإعتبار أن قرارات تنظيم المظاهرات والعصيان المدني لن تجلب الإزدهار، ولكن ستزيد من الأعباء الثقيلة التي على المصريين تحملها. 4- يجب أن تتيح المعارضة بعض الوقت والفرص للرئيس مرسي الذي لم يتولى الحكم سوى ل 8 أشهر فقط، كما يجب أن تقدم له قدر من الدعم حتى يتمكن من تحقيق وعوده. 5- على المعارضة ألا تكتفي فقط بإدانة عنف قوات الأمن ضد المتظاهرين ولكن عليها أن تدين أيضاً عنف المتظاهرين الذين يقذفون قنابل المولوتوف وينخرطون في العديد من أعمال العنف. عندما يتم إدانة كل هذه الأعمال فإن فلول النظام السابق التي تتحين الفرصة للإستفادة من الفوضى في الشوارع سيكون لديها فرص أقل ودعم أقل.