بورسعيد الباسلة المناضلة لها طابع خاص، ولا ينسى أحد دور شعبها في مقاومة الاحتلال، وما حدث في مباراة الأهلي والمصري أظن بل أعتقد أنه كان مدبرًا له؛ وذلك لتنفيذ الأجندة المعد لها، والتي على رأسها انفصال مدن القناة وغيرها عن الكيان المصري، وسبب تركيز الاضطرابات في بورسعيد, والسويس, والإسماعيلية؛ لأنها محافظات القناة الثلاث، والكل داخليًا وخارجيًا يعلم جيدًا أن المشروع القومي لتنمية إقليم قناة السويس هو الأمل لمضاعفة الناتج القومي ب 100 مليار دولار، وأن محور القناة سيستوعب ملايين فرص العمل لعلاج البطالة، ونجاح المشروع يمثل تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي، وينافس "دبي" مواني لوجستيات، ونجاح محور القناة نجاح للدكتور مرسي و من معه ....فكان لابد من تجمع هؤلاء على مخطط تركيز الفوضى في مدن القناة، ليعقب ذلك انفصال في محافظات القناة، وصولًا لاستكمال ملف التفتيت الذي بدأ مبكرًا في العراق، ليصل إلى سوريا ومصر، وهذا ما صرح به ديفيد بن جوريون - أول رئيس وزراء إسرائيلي -، حيث قال:"عظمة إسرائيل ليست في قنبلتها الذرية ولا ترسانتها المسلحة، ولكن في العمل على انهيار ثلاث دول هي مصر وسوريا والعراق"، وهى مثلث القوة الذي كان يقف بالمرصاد لمطامع إسرائيل، وناقوس الخطر يدق في بورسعيد الآن بعد دعوة العصيان، وزادت الأمور اشتعالًا يومًا بعد يوم هناك، وفي مصر كلها وكان السبب الرئيسي هو عدم احتواء الأحداث في بورسعيد وغيرها، وعدم فهم طبيعة هذا الشعب الذي لا يحب أن يعامل بالعناد أو يشعر أن أحدًا يريد أن يستزله بالقرارات، ولا يرضى أن يكسر أحد كبرياءه، ولكن للأسف تسرع الدكتور مرسي وأصدر عدة قرارات لا تتناسب مع هذا الشعب، ولا مع شعب السويس بالذات، وذلك لأن هذه الشعوب تربت على العزة والكرامة ولا تقبل إلا التحاور والتفاهم، وأن يرسل إليهم الرئيس وفدًا لمخاطبتهم والسماع منهم، والوصول إلى حلول حقيقية لمشكلاتهم حتى لا يتكرر الخطأ الذي تبنته الدولة في التعامل مع مشكلة سيناء، حيث قابلت الدولة الفكر المترجم إلى عنف، بعنف مترجم بعد ذلك بفكر، حيث أرسلت الدعاة والعلماء والمسئولين من أجل الحوار، ولكن بعد فوات الوقت، وهذه هي الآفة الكبرى التي نعاني منها، فنحن دائمًا ننتظر الحدث بل ونتكاسل عنه حتى يصير كارثة ثم بعد ذلك نحمل أنقاض الكارثة، وظل الشعب حقل تجارب وضحية سوء الإدارة وبطئها، وأنا أرى أن كل مسئول لا يستطيع إدارة المرحلة، أو أنه متخوف ومرتعش، فعليه أن يعتزل المشهد، وسوف نشكره ونقول له جزاك الله خيرًا، أما أن يستمر في سوء إدارته ويكون سببًا في انهيار الدولة وتفكهها ويكون سببًا في تنفيذ خطة الأعداء دون أن يدري فهذا لم ولن يقبله الشعب المصري الأبي. فيجب احتواء الجميع والسماع للكل والحرص أولًا على إرضاء الله ثم خدمة هذا الوطن الذي ننتمي إليه جميعًا ونحبه ولا يزايد أحد على وطنية هذا الشعب الذي مازال – ولا يزال- في جهاد داخليًا وخارجيًا.. مع الاستشعار أننا جميعًا نركب سفينة واحدة إذا اخترقت غرقت، وأخطر اختراق للسفينة أن يكون من داخلها وهذا ما نراه الآن على أرض الواقع فاتقوا الله يا أهل مصر(حاكمًا ومحكومين وسياسيين وأحزاب...) في مصر. [email protected] أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]