بحكم منصبه كرئيس تحرير لصحيفة الأهرام، رافق يوسف الرئيس السادات فى رحلته إلى القدس في نوفمبر عام 1977، وهى الرحلة التى بسببها قاطعت أغلب الدول العربية مصر، فكان أن وضعه المتطرفون العرب الرافضون لأى حوار مع إسرائيل، وضعوه فى مقدمة قائمتهم السوداء للأشخاص المطلوب اغتيالهم. حينما تقرر انعقاد مؤتمر التضامن الأفروآسيوى فى قبرص، رغم اعتراض بعض السياسيين ورجال الأمن، ومنهم السفير حسن شاش - سفير مصر فى قبرص - فى ذاك الحين، لأن قبرص في ذاك الحين كانت جزيرة مخترقة من جميع أجهزة المخابرات، والموساد، وكان للمنظمات الفلسطينية المتشددة وجودًا ملحوظًا بها، وكان أغلب المشاركين فى المؤتمر من مصر من الذين رافقوا السادات فى رحلته إلى القدس، ولما نبهه البعض إلى ذلك رفض عدم الحضور، وذهب لينفذ قضاء ربه فيه. في يوم الجمعة السابع عشر من فبراير 1978، وصل يوسف السباعي - وزير الثقافة المصري - إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، قادمًا من الولاياتالمتحدة، واستقبله فى المطار السفير حسن شاش - سفير مصر فى قبرص -، فقد كان السباعى على رأس الوفد المصري المشارك في مؤتمر التضامن الأفروآسيوي السادس، بصفته أمين عام تلك المنظمة، وكان المؤتمر منعقدًا لصالح القضية الفلسطينية، لكن السباعي لم يعلم ماذا تخبأ له الأقدار هناك. في صباح اليوم التالى الموافق لمثل هذا اليوم عام 1978، قرابة الحادية عشر صباحًا، نزل يوسف السباعي من غرفته الكائنة بالطابق الخامس بفندق هيلتون متوجهًا إلى قاعة المؤتمر بالطابق الأرضي، وكان المؤتمر قد بدأ بالفعل برئاسة الدكتور فاسوس ليساريدس - نائب سكرتير المنظمة ورئيس الحزب الاشتراكي القبرصي -. توقف السباعي في تلك الأثناء أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور لقاعة المؤتمر، وفى تلك اللحظة أطلقت عليه ثلاث رصاصات فى رأسه، وفارق الحياة بعدها مباشرة، وسرعان ما تناقلت وكالات الأنباء الخبر. أعلنت منظمة أبو نضال الفلسطينية مسئوليتها عن الحادث، اثنان من تابعى أبو نضال هما اللذان قتلا يوسف السباعى، وصرحا بأنهما قد قتلاه لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات، ولأنه بحسب رأيهما كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية (!!)، واتضح فيما بعد أن القاتلين أحدهما فلسطيني والآخر عراقي. يوسف السباعى مولود في العاشر من يونيو عام 1917 بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، وبعد تخرجه فى الكلية الحربية عام 1937، تم تعيينه ضابطًا في سلاح الفرسان، وتقلد عدة مناصب فى القوات المسلحة، حتى عين سنة 1952 مديرًا للمتحف الحربى بالقاهرة. ترك يوسف العمل فى القوات المسلحة بعد قيام ثورة يوليو، وعينته حكومة الثورة سكرتيرًا عامًا للمجلس الأعلى للفنون والآداب، وكان رئيسًا لجمعية الأدباء، ورئيسًا لجمعية نقاد السينما، وسكرتيرًا لمؤتمر التضامن الأفروآسيوى. عمل رئيسًا لتحرير مجلة آخر ساعة، ثم رئيسًا لتحرير مجلة المصور، ورئيسًا لمجلس إدارة دار الهلال، ثم رئيسًا لمجلس إدارة مؤسسة وتحرير الأهرام، وانتخب فى عام 1977 نقيبًا للصحفيين، كما عمل وزيرًا للثقافة والإعلام.