الفصائل التى تدعو لإسقاط نظام الإخوان المسلمين تفعل هذا لأغراض شخصية وليس لهدف عام بعنوان "مسمار أخير في نعش مصر" كتب محمد علي - خبير بالشئون الإسرائيلية وأكاديمي متخصص في اللغة العبرية، مقالا له بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قال فيها: إنه من جانب معارضي مرسي يعبئون الجماهير ضد الرئيس الجديد، ومؤيدو النظام الإسلامي يصعدون من تصريحاتهم. وقال: "عندما خرجت الجماهير لميدان التحرير قبل حوالي العامين لإسقاط نظام مبارك كان الشعار (الشعب يريد إسقاط النظام) وهو الشعار الذي ما زال يرافق الثوار ويرفعونه ضد النظام الحاكم، لقد رفعوا هذا الشعار ضد الحكم العسكري، والآن يرفعونه مجددا ضد الرئيس الحالي وحزبه الحاكم، والمصريون يريدون أن يسمع صوتهم لكن السؤال الآن من هو هذا الشعب ومن هو النظام الذي يريدون دائما إسقاطه؟". وأضاف "لاشك أن الشعب المصري ينقسم إلى تيارات عديدة، مجموعات كثيرة وأحزاب عدة، ما يشكل خطرًا يهدد الوحدة المعروفة للشعب المصري، والشعار "الشعب يريد إسقاط النظام بقى كما كان لكن الفارق الوحيد هو أنه في أيام مبارك بدا أن الشعب يعمل ككتلة واحدة لإسقاط جبهة واحدة، لكن الآن الشعب منقسم إلى كتل عديدة تدعو إلى إسقاط كتل عديدة أخرى، كل تيار لديه مصلحة معينة، وكل واحد يعبئ ويجند أشخاصا ويدعو لإسقاط الآخر، الشعار ظل، لكن الأهداف جديدة، والفصائل التي تدعو إلى إسقاط نظام الإخوان المسلمين تفعل هذا لأغراض شخصية وليس لهدف عام". وبعنوان فرعي "الكل يريد إسقاط الشعب" قال الأكاديمي المصري: "حسب وجهة نظري، كل الحركات يمكن أن تلقي بنا إلى الهاوية، بقصد أو بغير قصد، جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أقوى المرشحين الرئاسيين السابقين ضد مرسي، يعبئون جمهور الشباب ضد نظام الإخوان، ويميلون إلى التجمع بالشارع، ويدينون نظام مرسي ويدعون لإسقاطه قبل أن ينهي عاما واحدا في السلطة، ويقومون بإثارة الشباب والشارع المصري الذي يشتعل من جديد". وأضاف: "لا مشكلة في أن هؤلاء الشباب يعارضون النظام الحاكم لكن المشكلة هي في الطرف الثالث الذي يشعل الأحداث، في المقابل مؤيدو النظام الإسلامي والرئيس مرسي يعبئون مؤيديه ويصعدون تصريحاتهم الإعلامية والصراع بين الاثنين يتزايد"، لافتا إلى أن الخاسر الوحيد هو مصر واقتصادها الذي كان يعتبر في الماضي جزيرة للاستقرار والاستثمار، إنهم لا يدركون أنهم يدقون مسامير عديدة في نعش مصر، ويهددون بتدمير الوطن، وإذا اتحدوا كلهم من أجل مصلحة الدولة دون النظر إلى كرسي السلطة، لكان الأمر أفضل بكثير لجميعنا". وقال: "منذ سقوط مبارك انتشر مصطلح (الطرف الثالث) في الحلبة السياسية بمصر، والذي يرتبط بكل الأحداث التي عايشناها، في كل واقعة أو كارثة لا نجد لها مذنبين، نلقي بالذنب على الطرف الثالث، إذا أنتم تساءلتم من هو الطرف الثالث هذا، ستجدون إجابات عديدة تختلف وفقا لكل تيار سياسي أو ديني، الإسلاميون يقولون إن الطرف الثالث هو بقايا النظام السابق ومؤيدو مبارك، ورجال الأعمال وهؤلاء الذي يعادون فكرة الدولة الإسلامية، فإذا انتقلتم لصفوف الثوار، ستجدون أن الطرف الثالث هو الإخوان المسلمون ومرشدهم محمد بديع، والذي يشترك في وجهة النظر تلك هم بقايا النظام السابق، وهناك أيضا من يتهم الإعلام". واختتم مقاله بالقول: "أنا كمحلل سياسي أعتقد أن شعار الشعب يريد إسقاط النظام، لابد أن يتحول إلى الشعب يريد إسقاط الطرف الثالث، والمركب وفقا لوجهة نظري، من عدة عناصر، الأول هو أطفال الشوارع، لابد من القول إنهم يشكلون الشرارة التي تشعل كل الأحداث، ليس لهؤلاء دين أو تعليم ولهذا من السهل إغراؤهم بقليل من المال ودفعهم إلى التجمعات مثل ميدان التحرير، من الصعب التفكير أن ثوريا يشعل النار في مؤسسات الدولة أو يتحرش بالنساء خلال المظاهرات". وأضاف "علاوة على ذلك هناك بلطجية الذين يتم إغراؤهم للذهاب إلى المظاهرات بواسطة مخدر الترامادول، وبعد ذلك من السهل اتهام الحكومة والشرطة وبقايا النظام السابق أو أي عنصر آخر، هؤلاء البلطجية يدمرون مصر ولابد من وضعهم في السجون"، لافتا إلى أن الطرف الثالث الذي يلعب دورا هو السياسة، لهذا لابد من إعادة تنسيقها وتغيير سلوكها لخدمة مصالح الوطن.