صرح الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، تعليقا على مظاهرات الأمس، للبوابة الرسمية للجماعة الإسلامية ان الفشل كان هو السيناريو الطبيعى لهذه التظاهرات وذلك لعدة أسباب: أولا : إن الداعين لهذه التظاهرات كانوا يعتمدون على مساندة الطرف الثالث الذي اختفي بقرارات الدكتور/ محمد مرسي يوم 25 رمضان بإعادة ترتيب القوات المسلحة من ثم لم يجدوا من يعولون عليه فى أجهزة الدولة . ثانيا : هذه الدعوة للتظاهرات وجدها المواطن المصري لا تلبى إلى احتياج حقيقي لديه بل تصطدم بأولاويات المطلقة في السعي لتحقيق الأمن والإستقرار وهذه التظاهرات رفعت شعار التخريب وإحراق المقرات فكان طبيعيا عدم التجاوب معها . ثالثا : أنها لم تكن لها أهداف واضحة أو محددة بل كنا نسمع كل يوم أهدافا جديدة تارة يقولون أنها لحرق مقار الإخوان وتارة لإسقاط رئيس الدولة وتارة لمنع أخونة الدولة ورابعة من أجل تكوين مجلس رئاسي وللعجب أن محمد أبو حامد أعلن أنه رئيس هذا المجلس الرئاسي سيكون د/ مرسي رئيس الجمهورية المنتخب الذي كان يدعوا لإسقاطه، مما يبين عدم معقولية ما يطرحونه من أهداف. رابعا : أن الشعب المصري عندما نظر لقادة هذه التظاهرات علم أنها محاولة يائسة من أجل إعادة إنتاج نظام مبارك مرة أخرى من عدد من عملاء نظام حسني مبارك كتوفيق عكاشة الذي كان مؤيدا لأحمد شفيق وأعلن أنه زار إسرائيل 5 مرات واستنجد بإسرائيل ضد الرئيس المصري المنتخب ، ومحمد أبو حامد الذي كان مؤيدا لأحمد شفيق الذي قال أن الهرم عنده أقدس من المسجد الأقصى مصادما بذلك لهوية الشعب المصري الذي أعلن أن ملهمه هو سمير جعجع ومصطفى بكري الذي كان داعما للدستور المكبل هؤلاء جميعا لم يكن ممكنا أن يتجاوب معهم الشعب لإجهاض ثورتهم ضد نظام مبارك. خامسا : إمتزاج الدعوة لهذه التظاهرات بالتلويح باستخدام وسائل التخريب والتحريق وإشعال الفتنة الطائفية مما يخرجها عن التظاهر، السلمي كان سببا لرفض قطاعات عديدة من الشعب مشاركتها. سادسا : التوقيت الخاطئ للدعوة للتظاهر لإسقاط الرئيس المنتخب في ظل قيام الدكتور مرسي بقرارات كبيرة داعمة للثورة ومجهضة لازدواجية السلطة بقرارات إعادة ترتيب الأوضاع في القوات المسلحة وملبية لمطالب العدالة الاجتماعية مثل قرار إسقاط الديون عن 44 ألف فلاح وانحيازه لحرية الصحافة بإصداره قانون إلغاء الحبس الإحتياطي في جرائم النشر ونجاحه في إنهاء مشكلة إنقطاع الكهرباء ومشكلة السولار بدرجة كبيرة. سابعا وأخيرا: الرفض الواضح من القوى السياسية والإسلامية والثورية لهذه التظاهرات وإعلان بعضها بأنها ستقوم بحماية المنشآت والمرافق العامة كان يمثل المسمار الأخير في نعش هذه التظاهرات التي كانت تريد تحقيق ثورة مضادة ضد ثورة 25 يناير. كان فشلا متوقعا لأنه لا يمكن استنساخ ثورة في أي بلد دون وجود قضية أو أسباب منطقية لقيامها لذا أدعوا هؤلاء المشاركين في هذه التظاهرات أن يراجعوا مواقفهم وأن يقرروا الاحتكام لصندوق الإنتخابات بدلا من الدعوة إلى التخريب وإهدار إرادة الشعب ، نقول لهم عودوا إلى الإحتكام إلى صندوق الإنتخابات راشدين.