محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر وسكرتير لجنة اختيار المفتي بالأزهر، قال لمراسل الأناضول إنه "غير معلوم عن المفتي الجديد أي انتماءات سياسية، ولكنه مشهور بوسطيته وعالميته". شوقي عبد الكريم علام، رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة جامعة الأزهر فرع طنطا (دلتا النيل)، المعروف بوسطيته وبعده عن الانتماء لأي تيار سياسي، هو الفائز بالمنصب الرفيع الذي ينتظر التصديق الرئاسي غدًا ليكون أول مفتٍ لمصر يأتي عبر الانتخاب من هيئة كبار العلماء بالأزهر بعد أن كان رئيس الجمهورية يعيّن شاغل المنصب في السابق. ووسط حالة من الاستقطاب السياسي والتوتر تشهدها مصر مؤخرًا بين أنصار ومعارضي جماعة الإخوان المسلمين، تعلقت الأبصار بالمفتي الجديد لاستكشاف انتماءاته السياسية وموقفه بين الفريقين المتخاصمين. محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر وسكرتير لجنة اختيار المفتي بالأزهر، قال، لمراسل الأناضول، إنه "غير معلوم عن المفتي الجديد أي انتماءات سياسية، ولكنه مشهور بوسطيته وعالميته، ولديه اجتهادات معاصرة واضحة من مؤلفاته ولم يعرف عنه أي آراء سياسية في الفترة الأخيرة". ولفت إلى أن المفتي المرشح "متخصص في الفقه المالكي ويعد من المجتهدين القلائل في العصر الحالي". "الأناضول" اتصلت بالمفتي الجديد لمصر الذي أعرب عن سعادته باختياره للمنصب لكنه قال إنه لا يرغب في الإدلاء بأي تصريحات للصحافة والإعلام قبل التصديق الرسمي على تعيينه من الرئاسة. العالم الأزهري شوقي عبد الكريم علام يراه البعض قريبًا للصوفية، ما يجعله امتدادًا لسلفه علي جمعة، ولم يظهر علي وسائل الإعلام إلا مرات قليلة عبر قناة "أزهري" الفضائية، إلا أن عدم اهتمامه بالظهور الإعلامي لم يجعله ممن يوصفون ب"نجوم الفضائيات" من الشيوخ والدعاة المصريين. عام 1961 ولد "علام" بمحافظة البحيرة في شمال مصر، ومن كلية الشريعة والقانون التابعة للأزهر بطنطا حصل على ليسانس الشريعة بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف عام 1985، قبل أن يحصل على درجتي الماجستير في الفقه عام 1990، والدكتوراة عام 1996 بدراسة كان عنوانها "إيقاف سير الدعوى الجنائية وإنهائها بدون حكم في الفقه الإسلامي .. دراسة مقارنة". وعيّن عقب تخرجه للتدريس بكلية الشريعة والقانون ثم حصل على درجة الأستاذية ومنصب رئيس قسم الفقه عام 2011 ليكون أصغر من شغل هذا المنصب. أعير علام للتدريس بعدة دول عربية منها المملكة السعودية وسلطنة عمان، حيث عمل رئيسًا لقسم الفقه بكلية العلوم الشرعية في مسقط، وحصل على دورات تدريبية في الحاسب الآلي من السلطنة بتقدير امتياز، وصار عضوًا ببرنامج الماجستير بمعهد العلوم الشرعية بمسقط. له بحوث عديدة منها "دور الدولة في الزكاة، وأحكام خيار المجلس دراسة مقارنة، والولاية في عقد النجاح دراسة مقارنة، والطلاق السني والبدعي حقيقة وحكمًا، والتفريق القضائي". ولدى المفتي المرشح بمصر 25 مؤلفًا بالشؤون الفقهية والدينية الإسلامية من أبرزها "الحقوق السياسية للمرأة المسلمة دراسة مقارنة بين الفقه والقانون، والقواعد الفقهية ودورها في التفسير القضائي للعقد عند التنازع في ألفاظها، والمرأة والعولمة في شبه الجزيرة العربية، والمرأة المسلمة في العصر الحديث"، كما شارك في عدة مؤتمرات دولية حول فقه المعاملات والنكاح.