بدأت مصر رئاستها للدورة الجديدة ال (12) لمنظمة التعاون الإسلامي والتي تستمر على مدى ثلاث سنوات حيث من المتوقع أن يكون لرئاستها لهذه الدورة أكبر الأثر في ترسيخ دورها الريادي للمنطقة العربية والإسلامية، من منطلق شراكتها الاستراتيجية مع معظم دول المنظمة خاصة في ظل اكتساب مصر بعدا إسلاميا جديدا وهاما بعد ثورة 25 يناير. وكانت القمة الإسلامية التي استضافتها القاهرة على مدى يومين قد اختتمت أعمالها يوم الخميس الماضي وسط مؤشرات تؤكد نجاحها في بحث ومناقشة العديد من القضايا الكبرى المتعلقة بحاضر ومستقبل العالم الإسلامي حيث فرضت لأزمات والثورات العربية حضورا قويا على فعاليات القمة نظرا لما يواجهه العالم الإسلامي من تطورات خطيرة سيكون لها تداعياتها وتأثيرها على استقرار وأمن وازدهار العالم في ظل المتغيرات التي شهدتها المنظقة العربية فيما عرف بالربيع العربي وبعد أن أصبحت الحركات الإسلامية تلعب الدور الأكبر في معظم دول العالم الإسلامي. ولم تغفل القمة في مناقشاتها إلى جانب القضايا السياسية قضايا قصور النواحي التعليمية والثقافية والدينية والصورة السلبية عن الإسلام والمجتمعات الإسلامية وهو ما يطلق عليه ظاهرة الإسلاموفوبيا ومعاناة عدد من الجاليات المسلمة بالدول الأجنبية وضرورة العمل على إنهائها وتعزيز وتفعيل الحوار والتفاهم المشترك والتجمعات الأخرى والتصدي للفتن المذهبية والطائفية على صعيد الأمة وتطوير منظومة الإغاثة القائمة لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الإنسانية الصعبة في بعض الدول الإسلامية. ويمثل البيان الختامي الصادر عن القمة حصادا لمناقشات عامة وجانبية استمرت على مدى 4 أيام من خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية المنظمة والذي أعقبه اجتماع القمة الإسلامية المتألفة من ملوك ورؤساء الدول والحكومات في الدول الأعضاء.