أعرف مدى الحزن الذى أصاب قراء المصريون من مؤامرة الاعتداء على الصحفي الحر محمد المشتاوى، ولكن - ما أريد أن ألفت النظر إليه ليس أنه لم يجد من يولول عليه ممن يزعمون أنهم ثوار كذبًا وزورًا، وكذلك لم يطالب الإعلام المأجور وأرامل موافى بالثأر له، بل إن الاعتداء على المشتاوى ويدي المشتاوى بالذات دليل قوى على أمرين هامين: 1- الأول أن ما تسمى بجبهة الإنقاذ ومن ينفذ لهم مخططهم الإرهابي التخريبي من حرق وقتل ومولوتوف وتهديد أمن مصر إنما علموا أن المشتاوى إن تركت يديه طليقة ليكتب ويصور لكشف أمرهم وافتضح أكثر وأكثر، ففضائهم تنكشف لأعمى والأصم يومًا بعد يوم، ولعلمهم أنهم لا يستطيعون أن يشككوا أحدًا من قراء جريدة المصريون فيما ينقله من وقائع ميدانية على الأرض..! 2- إن عدم تناول ما حدث للمشتاوي من الإعلام المأجور دليل على تشابك مصالح الإعلام مع تلك الجبهة التى تعارف عليها الناس باسم جبهة التخريب الوطني، فقد تشابكت مصالحهم مع شفيق والبلاك بوك ومع كل مثيري الشغب ممن يتآمرون على تخريب الاقتصاد المصري وحرق مؤسسات الدولة المصرية..! ولا أظن الهدف بخافٍ على كل من له مسحة من عقل، فالهدف الذى يعمل له المتآمرون بين وواضح للعيان، فلا لشيء إلا تفكيك وزارة الداخلية وإضعافها حتى يتفرغ المتآمرون للهدف الأكبر والأخطر وهو الزج بالجيش فى آتون المعركة، ولكن هذه المرة تختلف أهداف المؤامرة عما سبق من إقحام الجيش فى معركة السياسة، فالهدف أكبر من ذلك، فقد بات واضحًا وغير خاف على كل مبصر.. إن جبهة الإنقاذ الوطني (التخريب الوطني) ومعها قوى أخرى خارجية وداخلية تتآمر على جيش مصر أولًا وقبل كل شيء، فيدلك على هذا اشتراطهم فى كل دعوة للحوار أن يكون الجيش والشرطة هم الضمان لجدية الحوار، بأن يكونوا طرفًا فى الحوار، فليس رئيس الدولة هو المستهدف، فلو كان رئيس الدولة هو المستهدف لكان الأمر أسهل على المتآمرين من صرف كل تلك الأموال الطائلة لحرق البلاد والعباد، بل لكانوا وجهوها للدعاية لانتخابات البرلمانية المقبلة وصرفها على مشروعات خيرية تعود بالفائدة والخير على شعب مصر الفقير، فكذلك يفعل الكرام من أهل الخير فى مصر وأهلها البررة..! إنهم يريدون أن يتخلصوا من الشرطة ثم يتفرغوا للجيش الذى سيكون مضطرًا للدفاع عن الأمن الداخلي فيتم لهم ما يريدون من الوقيعة بينه وبين الشعب، فقد كانوا قد بدءوا الخطة مبكرًا عندما وجهوا هجومهم للمجلس العسكري ولكنهم - فشلوا فشلًا ذريعًا، فالمصريون لا ينخدعون بسهولة..! لقد سبق أن نجحت الخطة التآمرية بالعراق ففكوا الشرطة، وفككوا الجيش.. ومن لحظتها لم تستطع العراق أن تبنى قوتها الذاتية، فقد بدأ الأمريكان خطتهم فى ذلك الوقت بتقرير كتبه مدير الطاقة الذرية الذى اعتمدوا عليه فى ضرب العراق واحتلالها، فمازالت حبيسة المؤامرة التخريبية الخبيثة..! لك الله يا مصر، ولا نامت أعين الجبناء! (والله غالب على أمره) [email protected]