أمين سامى باشا, العالم المؤرخ الكبير الذى رحل فى مثل هذا اليوم من عام1941, والثانى من مشاهير الصحافة المصرية, عبد القادر حمزة باشا صاحب ورئيس تحرير الجريدة التى ارتبطت باسمه, البلاغ. ما يعرفه المثقفون عن أمين سامى باشا, خاصة من المؤرخين, موسوعته المعروفة ب "تقويم النيل" التى قلما لا يرجع لها باحث فى التاريخ المصرى، لكنه فى الأساس من رجال التعليم، وظل ناظرًا لمدرسة المبتديان ربع قرن من الزمان. ولد عام 1857بقرية البرادعة التابعة لشبين القناطر بمحافظة القليوبية، وتخرج من مدرسة الهندسخانة عام 1874, ثم اختار أن يشتغل بالتعليم, فعمل مدرسًا ثم ناظرًا فى مدارس المنصورة, التى انتقل منها إلى المبتديان فالناصرية فدار العلوم، وعندما أحيل إلى المعاش ظل يوافى جهوده للنهوض بشئون التعليم, فكان عضوًا فى مجلس المعارف الأعلى. كان لديه عناية فائقة بالبحوث العلمية والتاريخية، منها على وجه الخصوص, مما بقى أثره النافع ماثلَا فى مؤلفاته الكثيرة, ومن بينها "تقويم النيل'" الذى يعد سفرًا فريدًا فى بابه. اختير عضوًا فى مجلس الشيوخ تقديرًا لعلمه وفضله, فكان له قدره الرفيع بين زملائه ممن أسندت إليهم عضوية هذا المجلس من كبار رجال الدولة, حيث ظل يعمل معهم حتى وافاه القدر المحتوم'! وليس مفهومًا بدرجة كافية هذه الحفاوة البالغة بجنازة ناظر سابق من نظار وزارة المعارف, حتى لو كان قد نال عضوية مجلس الشيوخ, شارك فيها عدد من كبار رجال الدولة، يتقدمهم مندوب الملك ورئيس الوزراء، واثنان من أصحاب المقام الرفيع, هما مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد وعلى ماهر رئيس الوزراء السابق, ورئيس مجلس الشيوخ وأحمد حسنين باشا والوزراء وعبد العزيز فهمى باشا والأستاذ الريدى موفدًا من' أم المصريين' والوزراء السابقون ووكلاء الوزارات وكبار الموظفين ورجال التعليم وأعضاء البرلمان ورجال القضاء ومديرو البنوك وكثير من الأعيان والتجار. قام أساتذة وطلاب مدرسة الناصرية بعد وفاته إلى الدعوة للاكتتاب لصنع تمثال لصاحب "تقويم النيل'"، وتم نصبه فى فناء المدرسة, وأقامت من أسمت نفسها جماعة "أبناء الناصرية" مسابقة لهذا فاز فيها المثال مصطفى متولى, فى فبراير التالى احتفالًا بالعيد الثمانينى لها. وما يذكره التاريخ لهذا المؤرخ أنه أول من اقترح اسم النادى الأهلى للرياضة البدنية وكان ذلك فى 25 فبراير 1908.