حذر التقرير السنوي لجمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان من تفشي ظاهرة تعذيب الأطفال داخل أقسام الشرطة ، مشيرا إلى أن الأطفال يتعرضون داخل حجرات الاحتجاز بأقسام الشرطة لصنوف عدة من التعذيب ، لكن أقساها هو الاعتداءات الجنسية بحق هؤلاء الأطفال ، وذلك لما تخلفه من تأثيرات نفسية مدمرة على الأطفال . وأشار التقرير إلى أنه في الفترة ما بين يونيو 2004 وحتى نهاية ابريل من العام الجاري تم توثيق 353 قضية احتجاز غير قانوني لأطفال في 10 محافظات مصرية . وأوضح التقرير أن هؤلاء الأطفال تعرضوا لأنواع شتى من التعذيب والإهانة ، بدءاً من الضرب والربط بالحبال والتعليق والصعق بالصدمات الكهربائي ، غير أن أكثر تلك الأشكال ألماً وتأثيراً في تلك النفس الإنسانية الصغيرة ، هي خبرة التحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي الصريح سواء وقع ذلك الاعتداء مباشراً على الطفل أو حتى شاهده أمامه . وأكد تقرير الجمعية أنه في كثير من الأحيان بل في كل الأحوال تقريباً يتكتم الأطفال علي تلك الاعتداءات لما يسببه ذكرها من ألم نفسي ومعنوي وذكرى سيئة تظل ماثلة أمامه في كل حين وطوال حياته . واعتبر التقرير أن حدوث مثل هذه الاعتداءات يعد أكثر الأشكال انتهاكاً لإنسانية الطفل ولطفولته التي ما تزال في أطوارها الأولى من التكون والنمو وتكون علامة فاصلة في شخصيته وفي أسلوب حياته . ودلل التقرير على نتائجه من خلال دراسة قام بها باحثو الجمعية ، كشفت النقاب عن أن 77.5 % من جملة الأطفال المحتجزين بأقسام الشرطة يقبلون على الانتحار فيما قام 23.3 % ممن شملتهم الدراسة بارتكاب جرائم متنوعة لإحساسهم الشديد بأنهم عرضة في أي لحظة للعودة إلى مقار الاحتجاز وهو ما حدث بالفعل مع نسبة 100% من عينة الدراسة . وأوصي التقرير بتخصيص مقار خاصة للأطفال تتناسب مع طبيعة هذه الفئة الخاصة وتأخذ في الاعتبار أنهم ما زالوا أطفالاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم سواء كانت حاجات مادية أو معنوية علاوة على توفير الرعاية الاجتماعية لهم بما في ذلك زيارة الأهل لهم . وشدد التقرير على ضرورة توفير الرعاية الصحية للأطفال المحتجزين عن طريق الكشف الدوري عليهم والاهتمام بنوعية وكمية الغذاء الذي يقدم لهم وتفعيل دور كل من الأخصائي النفسي والاجتماعي داخل مؤسسات الشرطة ومنحهما الصلاحيات المناسبة .