عاد إلى بلاده مساء الإثنين الرئيس السوداني عمر البشير بعد مشاركته القمة العشرين للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا وقمة مجلس الأمن والسلم الإفريقي وقمة (النيباد) ، وقمة الهيئة الحكومية للتنمية "ايجاد" . وعقد البشير قبيل بدء أعمال قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي لقاء قمة مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت برعاية رئيس الاتحاد الافريقى ، لبحث القضايا العالقة بين البلدين ، وأعلن حينها أن الرئيسين لم يتوصلا خلالها إلى اتفاق . كما عقدت قمة سداسية بين البشير وسلفاكير مساء أمس الأحد وضمت إلى جانبهما رؤساء جنوب أفريقيا وساحل العاج ونيجيريا ورئيس وزراء إثيوبيا ، وتم الاتفاق خلالها على عقد لقاءات جديدة بوساطة أفريقية بهدف مساعدة الطرفين على تسريع تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في سبتمبر الماضي . وأكد إدريس عبدالقادر رئيس الوفد الحكومي المفاوض بين السودان وجنوب السودان في تصريحات صحفية أن حكومة الجنوب تراجعت عن إعتماد منطقة (14 ميل) منزوعة السلاح كليا حسب إتفاق الترتيبات الأمنية وحسب الخريطة الأمنية للإتحاد الإفريقي التي بني عليها إتفاق الترتيبات الأمنية الذي حدد المنطقة ب 10 كيلومترات جنوب خط الحدود و10 كيلومترات شمال الخط وبعرض 284 كيلومترا وعمق 14 ميلا . وقال إدريس إن كل هذه المنطقة حسب الإتفاق منطقة منزوعة السلاح ، وأوضح أن حكومة الجنوب تتحدث عن عرض المنطقة ب 123 كيلومترا وليس 284 كيلومترا ، مؤكدا التزام السودان حرفيا بالخارطة الأمنية للمنطقة التي اعتمدها إتفاق الترتيبات الأمنية بين البلدين وجعل كل المنطقة منزوعة السلاح علي أن تسود فيها العلاقات القبلية بين القبائل المختلفة وتسهل فيها حركة المواطنين والرعاة بين البلدين خاصة في موسم الجفاف . وفيما يختص بالوضع النهائي لمنطقة (آبيي) ، أكد إدريس عبدالقادر رئيس الوفد الحكومي المفاوض بين السودان وجنوب السودان، أن عدم التزام حكومة الجنوب بإنشاء إدارية ومجلس تشريعي المنطقة أعاق التداول حول وضع المنطقة النهائي بين رئيسي البلدين. وأوضح أن دولة جنوب السودان حاولت اقحام مناطق مدعاة جديدة مختلف عليها غير المناطق الخمس الأولي المتعارف عليها بأنها مناطق اختلاف بين البلدين، مبينا أن البلدين فوضا خبراء أفارقة لتقديم رأي قانوني غير ملزم في المناطق الخمس المختلف عليها (دبة الفخار ، المقينص ، كاكا ، 14 ميل جنوب بحر العرب ، وكافيه كنجي) . وأكد المفاوض السوداني أن إدخال مناطق جديدة مدعاة من قبل دولة الجنوب يناقض اتفاق التعاون بين البلدين ويعرقل ترسيم الحدود بينهما . وقال إن مجلس السلم والأمن الإفريقي حث الطرفين علي استكمال المصفوفة الخاصة بمنطقة (14 ميل) والوضع النهائي لمنطقة آبيي والمناطق المتعلقة بالحدود ، مبينا أن المجلس أبقي أمر العلاقة بين البلدين وتنفيذ إتفاقات التعاون الموقعة بينهما بيد المجلس وبالتالي بيد الإتحاد الأفريقي. وأوضح عبدالقادر أن الآلية السياسية والأمنية بين البلدين ستجتمع في 13 فبراير المقبل بحضور ومساعدة الوساطة الأفريقية رفيعة المستوي لاستكمال معالجة المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين ، مؤكدا أن ذلك سيمهد لتنفيذ بقية الإتفاقات الموقعة بين البلدين .